الصفحات

أمراض المحاصيل الحقلية


أمراض المحاصيل الحقلية

 قسم المحاصيل الحقلية  
((نظرة تاريخية,الأهمية الاقتصادية لأمراض المحاصيل, الأعراض والعلامات المرضية))
نتيجة بحث الصور عن أمراض المحاصيل الحقلية

المرض النباتى  disease Plant:هو خلل في الوظائف الفسيولوجية التي يقوم بها النبات مما يؤدي إلى حدوث خلل في التركيب الطبيعي للنبات و هذا الخلل يسبب ضعف في نمو النبات و إنتاجيته و يؤثر بالتالي على مردودة الاقتصادي.
علم أمراض النبات Plant pathology : هو العلم الذي يهتم بدراسة الاختلافات الفسيولوجية والانحرافات في نمو النبات عن وضعه الطبيعي مما يؤدي إلى إحداث تأثير ضار كمّا و نوعاً على إنتاجية النبات و يهدف هذا العلم إلى دراسة المرض، مسبب المرض ،أعراض المرض، الظروف الملائمة لحدوثه و انتشاره و طرق مكافحة المرض.
نبذة تاريخية
     لقد ورد ذكر أمراض النبات في التوراة، ويعتقد أن ما جاء ذكره في "سورة يوسف" عن السبع سنوات العجاف أنها راجعة لإصابة الغلال بالأمراض و أمراض النبات سبقت ظهور الإنسان على الأرض هذا ما يعتقده العديد من العلماء  ,حيث دلت الحفريات على وجود الفطريات الممرضة للنبات في العصر الايوسني أي حوالي 25-50 مليون سنة , ويبدو إن البابليون أدركوا المرض النباتي وهذا ما تدل علية عبارات وجدت على لوح (اردوازي) من آثار الحضارة البابلية وتضمنت السطور 64-72 من هذا اللوح إشارة صريحة لمرض أطلق علية (مرض سمانا samana disease  ),عرف الاغريق والرومان والصينيون أمراض الأصداء والتفحمات التي كانت تصيب الحبوب وكذلك اللفحات والبياض على المحاصيل الأخرى غير ان تفسيراتهم لتلك الظواهر كانت محاطة بالغموض ومبنية على خرافات ولهذا كانت وسائلهم في مقاومة الأمراض النباتية مبنية على أساس التقرب إلى الآلهة بتقديم القرابين وعمل الطقوس الدينية فقد كان الرومان يقيمون في شهر نيسان من كل عام احتفالا دينيا يعرف ب( الروبيكاليا) يضرعون فيه إلى اله الصدأ( روبيجوس) إن يحفظ محصولاتهم من الاصابة بالصدأ.
   يعتبر العالم  ثيوفراستس (370-286) ق.م أول من شاهد ووصف وأطلق تسميات الجرب والصدأ والتعفن والتحرق وبين إن النباتات تختلف في حساسيتها للإصابة بالأمراض, يرجع تأخر دراسة الميكروبات بصفة عامة إلى نظرية التوالد الذاتي Spontanious generation والتي كانت سائدة في الأزمنة القديمة. وقد أدى الاعتقاد الراسخ في هذه النظرية إلى تأخر دراسة هذا العلم، حتى تمكن العالم لويس باستور سنة 1860 م من إثبات خطأ هذه النظرية، وأثبت أن الكائنات الحية الدقيقة تتكاثر وتعطي كائنات حية أخرى مماثلة لها.
   يعد العالم والطبيب الألماني Anton de Bary (1831-1888) هو منشا علم أمراض النبات، حيث أمكنه إيضاح التطفل في الفطريات وهو أول من تعرف على مسبب مرض اللفحة المتأخرة في البطاطا الذي أهلك هذا المحصول في شمال غرب أوروبا في الفترة من 1835-1845م وأدى لمجاعة هائلة في أيرلندا راح ضحيتها مليون إنسان وهجر مليون آخرين إلى الدول الأوربية وأمريكا . وعرف مسببه على أنه Phytophthora infestans  و أثبت أن الفطريات مسببات للأمراض النباتية و تحدث العدوى للنباتات السليمة ، و على ذلك كانت نتائج دراسته على لفحة البطاطا هي المعول الأخير فى هدم نظرية التوالد الذاتى و إقامة النظرية الجرثومية قبل 20 عاما من تجارب روبرت كوخ ووضع فرضياته. نشر de Bary وهو فى سن الثانية والعشرون من عمره  ورقة علمية وافية عن الأصداء والتفحمات كمسببات لأمراض النبات وأثبت دورة الحياة الكاملة لفطر Puccinia graminis  على نباتى القمح و البيربرى . 
    العالم Julius kuehn (1825 -1910) ارتبطت بداية علم أمراض النبات باسمه وكان أول بحث ينشره فى مجال أمراض النبات  فى سنة 1855 عن الفطريات المسببة لتبقعات الأوراق فى اللفت و الجزر خلال تلك الدراسة تتبع ووصف حدوث الإصابة من وقت إنبات الجراثيم و اختراق  هيفا الفطر لبشرة النبات ثم تغلغلها فى النسيج حتى إنتاج الجراثيم ، أوضح فى هذا البحث أهمية الجراثيم كمسبب لحدوث العدوى و فى نشر المرض و وبائيته و فى مكافحته . فى دراسته الثانية تتبع نمو فطر لفحة اللفت على الشرائح الزجاجية من وقت إنبات الجراثيم حتى التجرثم و تتبع نفس الخطوات على سويقات اللفت المفصولة و النامية على سطح الماء . نشر بحثا عن مرض الإرجوت  فى سنة 1856 فى   Hedwigia  أوضح فيه أن الإرجوت ما هو إلا جسم حجرى لفطر متطفل على النبات و أن هذا الجسم الحجرى ينتج أكياسا أسكية و جراثيما أسكية إبرية الشكل, وأستمر التقدم في علم أمراض النبات إلى أن جاء العالم كوخ 1881 وعزل الفطر والبكتريا ، كما وضع الفروض المعروفة بأسمه و التي يمكن من خلالها إثبات العلاقة مابين المرض والكائن الممرض .
الأهمية الاقتصادية لأمراض النبات :-
إن الخسائر التي تسببها أمراض النبات للنبات بصورة عامة تقسم إلى قسمين :-
1-    خسائر مباشرة وتشمل:-
أ‌-       تلف للبادرات كما في أمراض موت البادرات.
ب‌-  -موت كلي للنبات كما في أمراض الذبول والخناق.
ت‌-  موت أجزاء محددة من النبات المصاب كما في أمراض التبقع.
ث‌-  توقف النمو أو تأخره نتيجة الإصابة بالفيروسات.
ج‌-    انخفاض القيمة التجارية للمحصول كما في أمراض الجرب المسحوقي في البطاطا.
ح‌-    حدوث تعفن للمحاصيل الزراعية في المخازن بسبب فطريات العفن والبكتريا.
خ‌-  التأثير السام الذي يحدث للإنسان والحيوان من أكل ناتج محصول من نباتات مصابة كما في مرض الاركوت الذي يصيب الحنطة.
2-    خسائر غير مباشرة وتشمل :-
أ‌-       تكاليف مكافحة الأمراض كالرش والتعفير.
ب‌-  تكاليف المسح الميداني للأمراض النباتية في الحقول.
ت‌-  تكاليف مكافحة وإزالة العوائل الثانوية للمسببات المرضية كالحشائش ونباتات الأدغال.
ث‌-  تكاليف الأبحاث التي تجري للتوصل إلى أفضل طرق لمكافحة أمراض المحاصيل.
ج‌-    تكاليف الحجر الزراعي الكمركي لمنع دخول النباتات المصابة وأجزاءها.
    كان لانتشار بعض أمراض النبات بصورة وبائية آثار هامة مختلفة على اقتصاديات الإنسان وقد اثر بعضها على الأوضاع السياسية والاجتماعية  لبعض الشعوب حيث عزى البعض هزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى إلى تأثير الأحوال الغذائية والاقتصادية كنتيجة للإصابة الشديدة بمرض اللفحة المتأخرة على البطاطا.وحيث إن الفطريات تعتبر من أهم الكائنات التي تهاجم المواد الغذائية المخزونة وغيرها ففي الحرب العالمية الثانية فسد ما يقرب 50% من المواد المرسلة للجيوش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من مواد غذائية وملابس وغيرها بسبب مهاجمة الفطريات لها وجعلها غير صالحة للاستهلاك حيث وجدت سلالات من الفطر Cladosporium herbarum  الذي يهاجم اللحوم في الثلاجات ويسبب فساده حيث يمكنه النمو في درجة حرارة -6 , وان للفطر Claviceps purpura
اهمية كبيرة فعند اختلاط الاجسام الحجرية التي يكونها مع بذور الحنطة وبالتالي الطحين الناتج يؤدي التغذي على الخبز الملوث ما يسمى بالتسمم الاركوتي Ergotism    ومن اعراضه تقلصات الجهاز العصبي والتشنجات والتخلف العقلي وحالات الاجهاض للنساء الحوامل.
هناك  عدد كبير من الفطريات السامة التي تنمو في الاغذية وخاصة الحبوب والتي تفرز مواد سامة تؤثر على صحة الانسان والحيوان كالفطر Aspergillus flavus   الذي يفرز مادة Aflatoxin  السامة والتي تسبب امراض للانسان والحيوان مثل تكوين اورام سرطانية في الكبد والكلى وفقدان الوزن والضعف العام واحيانا تؤدي الى موت الانسان والحيوان.
   ومن المعروف ان الغذاء النباتي يمثل تقريبا 94% من مجموع الإنتاج الغذائي في العالم على أساس الوزن الجاف وان الإنتاج الغذائي الحيواني يتوقف في العالم على أساس الإنتاج النباتي.كما إن انتشار بعض أمراض النبات أدى إلى تغير زراعة المحصول في أماكن كثيرة ومثال على ذلك كانت جزيرة سيلان تزرع البن إلا إن أصابته بمرض الصدأ قضى على المحصول بتلك المنطقة ولعدة مرات مما أدى إلى استبداله بالشاي ليصبح المحصول الرئيسي , أما في استراليا فقد قدرة خسائر الحنطة من تأثير صدا الساق الأسود بحوالي 270 طن وهذه الكمية كافية لتغذية ثلاث ملايين نسمة لمدة عام كامل.
    وتقدر الخسائر التي تسببها الأمراض والحشرات والأدغال معا ما بين 31 - 42٪ من مجموع المحاصيل المنتجة في العالم. وعادة تكون الخسائر أقل في البلدان المتقدمة مقارنة بالبلدان النامية وتشير التقديرات إلى أن متوسط الخسائر 36.5٪ تتوزع بالشكل التالي 14.1٪ بسبب الأمراض، و 10.2٪ بسبب الحشرات، و 12.2٪ بسبب الأدغال , وتعادل 14.1٪ من الخسائر السنوية التي تسببها أمراض المحاصيل لوحدها حوالي 220 مليار دولار (إحصائية في عام 2002). ويضاف حوالي 6-12٪ خسائر ما بعد الحصاد بسبب مصاحبة المسببات المرضية للمحصول الاقتصادي بعد حصاده ، وترتفع هذه النسبة في البلدان النامية بسبب افتقارها لظروف الخزن الجيد .
      أما في العراق تصل الخسائر الناجمة عن  الإمراض النباتية وهي الآفات الزراعية المهمة في البلد بصورة عامة إلى
25% وبالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة في العراق فقد تبين إن حجم الخسائر مثلاً لبعض الإمراض المهمة مثل مرض خياس طلع النخيل المتسبب عن الفطر Muginella scaetti بلغت 100% في الناصرية والعمارة .ومرض عفن ساق الرز وصلت الخسائر الى 40% في مناطق زراعة الرز, ونسبة الاصابة بمرض التفحم المغطى وصلت بين 20-30% في المنطقة الشمالية ,ومرض موت بادرات البنجر السكري وصلت نسبة الاصابة به الى 22% وتعفن جذور البنجر السكري الى 14%.
الأعراض والعلامات المرضية للنبات
الأعراض النباتية       Disease Symptoms
 هي التغيرات المرئية أو غير المرئية للنبات في الشكل والحجم واللون والوظيفة والتي تطرأ على النبات المصاب مثل الذبول الذي يسببه فطر Fusarium الذي يسبب عدة أمراض منها عفن الجذور وتلون الأوعية الخشبية الناقلة باللون البني بالإضافة إلى الذبول والاصفرار . ويعتمد التشخيص الابتدائي للمرض عليها .
العلامات المرضية       Signs Disease
وهي وجود جسم المسبب المرضي أو أحد أجزاءه على النبات في مناطق الإصابة كوجود الأجسام الثمرية أو الحوامل الكونيدية مثل الخيوط الزغبية على سطح ورقة العنب المصابة بالبياض الزغبي . ويعتمد التشخيص النهائي للمرض عليها .
   وتقسم الأعراض المرضية إلى ثلاث مجاميع حسب استجابة النباتات المصابة وهي :-
أ- أعراض موت الأنسجة
وتظهر هذه الأعراض نتيجة موت وتحلل البروتوبلاست والذي يؤدي أخيراً إلى موت وتحلل الخلايا والأنسجة والأعضاء وحتى النبات كله وتشمل هذه المجموعة ما يأتي :
1- الاصفرار       Yellowing
     هو نقص في كمية الصبغة الخضراء ( الكلوروفيل ) أو فقدانها كلها نتيجة لموت أو تحلل البلاستيدات الخضراء ويوجد هذا العرض المرضي بشكل شاسع على الأوراق .
2- الذبول       Wilting
     هو انحناء بعض أوراق وأفرع النبات أو كامل النبات نحو الأسفل ويكون أما مؤقت نتيجة عطش النبات او دائم نتيجة مهاجمة النباتات من قبل أحد المسببات المرضية مثل Fusarium عندما يهاجم محصول الطماطة مثلا ويعمل على سد الأوعية الناقلة ويمنع وصول الماء إلى المجموع الخضري أو يفرز سموم تعرقل وصول الماء .
3- التبقع      Spot
     هو ظهور مناطق ميتة صغيرة الحجم وتكون بأشكال مختلفة وعلى أجزاء النبات المختلفة وقد تتحد البقع مع بعضها مكونة ما يشبه اللفحة .
4- تثقب الأوراق             Shot – hole
     سقوط المناطق الميتة في الأوراق المصابة في التبقع تاركة مكانها مناطق دائرية أو غير منتظمة مثل تثقب أوراق ذات النواة الحجرية .
5- اللفحة            Blight
     موت أو ذبول سريع لعدد كبير من الأوراق والفروع والأزهار والثمار وتحولها إلى اللون البني نتيجة الإصابة بأحد الأمراض البكتيرية مثل أو الأمراض الفطرية أو الفايروسية .
6- اللسعة ( الاحتراق )  Scrch ( burn )
     موت مساحات غير محددة من حواف الأوراق وتحولها إلى اللون البني والفرق بين اللسعة واللفحة إن اللفحة لا تحدد بالعروق .
7- موت البادرات    Damping – off
     هو التعفن السريع لقواعد سيقان البادرات مما يؤدي إلى سقوطها وموتها ويحدث موت البادرات نتيجة لمهاجمة فطريات مثل Fusarium, Pythiumm, Phytophthora
ب- أعراض الضمور      Hypoplastic symptoms
وهي الأعراض التي تنشأ نتيجة لتوقف في تضاعف الخلايا ونموها وتميز الأنسجة مما يؤدي إلى عدم تطور النبات :-
1- التورد            Rosettion
     يحدث نتيجة قصر السلاميات وتقارب أوراق الأفرع وينتج عن ذلك شكل الوردة ، وسببه أما الإصابة بالمايكوبلازما أو الفايروسات .
2- التقزم             Dwarfing
     عدم استطالة النبات أو جزء منه نتيجة للإصابة بالمسببات المرضية أو نقص العناصر الغذائية .
3- التبرقش   Mosic
     تبادل في مناطق النسيج الأصفر مع الأخضر نتيجة الإصابة بالأمراض الفايروسية .
ج – أعراض التضخم    Hyperplastic symptoms
     وهي الأعراض التي تنشأ نتيجة للتضاعف والنمو السريع للخلايا والأنسجة في احد أجزاء النبات أو النبات كله ومنها :
1- التخشن     Russetting
     مناطق بنية اللون تتكون على جلد الثمرة أو الدرنة ناتجة لتكوين منطقة فلينية بعد حدوث الجرح في منطقة الأدمة أو تحتها .
2- التجعد   Curl
     وهو زيادة في نمو الأنسجة في منطقة محددة أو في سطح واحد من الورقة تؤدي على تجعد والتفاف الأوراق .
3- الأورام   Tumors
     وهي تضخمات موضعية تنشأ من جراء انقسام الخلايا بصورة متكررة وتتضخم الخلايا الجديدة بشكل غير طبيعي وهذه تكون أما صلبة أو طرية وتختلف بالحجم .
من أمثلة العلامات المرضية
التفحم  :Smutوهي علامات مرضية بشكل كتلة تفحمية سوداء وهي عبارة عن جراثيم الفطر الممرض كما في أمراض التفحم .
الصدأ Rust : وهي عبارة عن بثرات بشكل نموات بارزة بمساحات صغيرة على سطح النبات المصاب تشبه صدأ الحديد وهي عبارة عن جراثيم الفطر الممرض كما في أمراض التفحم .
البياض Mildew : وهو عبارة عن نموات دقيقة لجراثيم الفطر الممرض تغطي الأوراق والأغصان ويكون أما بشكل بياض دقيقي Powdery Mildew أبيض اللون أو بياض زغبي Downy Mildew رمادي اللون .




تيليجرام يجمعنا وعلى قنوات هندسة زراعية موعدنا للاشتراك
لعرض جميع المنشورات الزراعية على الفيسبوك اتبع الوسم التالي

#jhj_agricultural_eng


وعلى صفحتنا

https://www.facebook.com/groups/handasaziraeia/



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق