الصفحات

حبوب افريقية مقاومة للجفاف و التملح الجزء الثاني





حبوب افريقية مقاومة للجفاف و التملح – استخدام عشبة السوردان في إصلاح التربة المتملحة



□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□

الدرين
اريستيدا بانجنس Aristida pungens
من أهم الأعشاب البرية المنتجة للحبوب التي تنموا في الصحراء الإفريقية و يمكن أن ينمو نبات الدرين على الكثبان الرملية لكنه غالباً ما يلاحظ في الأودية الصحراوية التي تتجمع فيها مياه الأمطار و نبات الدرين نبات معمر perennial ذو جذور قوية متعمقة في التربة ينمو في الجزائر و بشكل خاص في منطقة الأحجار كما ينتشر كذلك في تشاد و يمكن لهذا النبات أن ينمو في مناطق لا تزيد معدلات الأمطار فيها عن 70 ميليمتر فقط .
الأهمية : بالرغم من أن هذا النبات ما زال يعتبر من النباتات البرية فإنه نبات شديد الأهمية لأنه نبات معمر منتج للحبوب و بالتالي لا نحتاج إلى زراعته كل عام ولأنه نبات شديد
المقاومة للجفاف حيث ينتشر في مناطق ذات أمطار شحيحة .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
بانيكوم ميليسيوم Panicum miliaceum : يزرع هذا النبات في الدول التي كانت تشكل ما يعرف بالاتحاد السوفييتي و يدعى باسم دخن بروسو proso millet .
بانيكوم تورجيدوم Panicum turgidum :
نبات البانيكوم تورجيدوم هو نبات معمر perennial ذو جذور قوية متعمقة في التربة يمكن أن نجده في المناطق الصحراوية في الصومال و موريتانيا و السنغال و المغرب و مصر وهذا النبات شديد المقاومة للجفاف حيث ينمو على الرمال في مناطق قاحلة تتراح معدلات الأمطار فيها بين 30 و 250 ميليمتر سنوياً .
يستخدم هذا النبات في تثبيت الرمال ومنع انجرافها كما يستخدم كغطاء أخضر يقي من التصحر و يعتمد هذا النبات في مقاومته للجفاف على جذوره التي تتعمق لأكثر من متر واحد في التربة و تنتشر بشكل أفقي لمسافة تزيد عن 3 أمتار .
نبات بري شديد الأهمية .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
بانيكوم لايتوم Panicum laetum
نبات حولي ذو مقاومة متوسطة للجفاف ينتشر في السودان و موريتانيا و تنزانيا .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
بانيكوم أنابابتيستوم Panicum anabaptistum
لاتتوفر الكثير من المعلومات عن هذا النبات .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
بانيكوم ستاجنينوم Panicum stagninum
Panicum burgii
نبات معمر perennial ينتشر في السودان و في افريقيا الوسطى ينتج سائلاً حلواً لزجاً صالحاً للاستخدام الغذائي .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
سنكروس بيلفوراس Cenchrus biflorus
kram- kram
عشبة حولية annual كانت تدعى في المراجع القديمة باسم ( سنكروس كاثارتيكوس Cenchrus catharticus Delile ) و تنموهذه العشبة في مناطق جافة و رملية في صحارى افريقية و صحاريها الساحلية و تحوي بذورها نسبة مرتفعة من المركبات الغذائية فهي تحوي 9% دهون و 20% بروتين .
وبعض أصناف هذا النبات غير شائكة كالصنف سنكروس ليبتاكانثوس Cenchrus leptacanthus .
و هنالك الصنف Cenchrus prieurii الذي ينمو في المناطق الممتدة بين السنغال و إثيوبيا كما أنه ينتشر كذلك في الهند .
و هنالك كذلك صنف معمر من هذا النبات يدعى سنكروس سيليريس Cenchrus ciliaris
و تعرف هذه العشبة باسم buffel grass و تعتبر من المحاصيل العلفية الهامة في العالم .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
العشبة المصرية (Egyptian grass (Dactyloctenium aegyptium
ما زال هذا النبات ينمو كنبات بري .

African Rice
Oryza glaberrima
الأرز الإفريقي
أوريزا غلابيريما
الاسم العلمي : Oryza glaberrima Steudel
Oryza barthii ssp. Glaberrima

□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
الاسم العلمي للأرز الإفريقي هو أوريزا غلابيرما Oryza glaberrima أما الاسم العلمي للأرز الأسيوي فهو أوريزا ساتيفا Oryza sativa وهنالك صنف إفريقي لافت للنظر و هو الأرز العائم tomo Songhai حيث يمكن زراعة هذا الصنف من الأرز في المياه العميقة بحيث يطفو على سطح الماء ويمكن زراعة هذا الصنف في مياه يصل عمقها إلى 3 أمتار حيث يتم حصاد المحصول بواسطة القوارب .
لكن المزارعين الأفريقيين يفضلون زراعة الأرز الأسيوي لأن الأرز الإفريقي أقل إنتاجيةً كما أن نسبة أكبر من بذوره تتناثر على التربة بعد نضجها و كذلك فإنه أحمر اللون كما أن طحنه و تحويله إلى دقيق هو أشد صعوبة من طحن الأرز الآسيوي .
علماً أن بعض أصناف الأرز الإفريقي المنتخبة كالأصناف BG 141 و BG 187تماثل في إنتاجيتها إنتاجية الأرز الآسيوي حيث ينتج الهكتار الواحد المنزرع بأحد هذين الصنفين أكثر من طن و نصف .
إن الأرز الإفريقي أشد مقاومةً لنقص المياه , ولا أقول الجفاف , من الأرز الآسيوي كما أنه أشد مقاومةً للأعشاب الضارة و كذلك فإنه أسرع نضجاً ( دورة حياته أقصر ) لكن قشرة بذور الأرز الإفريقي حمراء اللون وفصل هذه القشرة الحمراء عن البذور البيضاء هو أمر صعب علماً أن هذه القشرة غنية بالمركبات الغذائية كما أن بذور الأرز الإفريقي أكثر قابلية للتكسر و كذلك فإنها اكثر قابلية للتناثرعلى التربة بعد نضجها .
ومن الأمور التي تتوجب معرفتها عن الأرز الإفريقي مدى مقاومة هذا النبات للتملح لأن هذا الناحية ما زالت مجهولة كما يتوجب التخلص من المورث المسبب لبعثرة البذور علماً أن المورث الذي يمنع بعثرة البذور nonshattering هو مورث متنح recessive وهذا قد يعقد الأمور قليلاً و كذلك فإن المورث المسئول عن إنتاج كميات وفيرة من الليزين lysine في الأرز هو من المورثات المتنحية .
كما يتوجب انتخاب أصناف مقاومة لللفحة blast و لفحة الغمد sheath blight و فيروس التبقع الأصفر yellow-mottle virus .
أزهار الأرز الإفريقي ذاتية التلقيح self-fertilizing أي أن التلقيح غالباً مايحدث بين أزهار النبات الواحد و لكن من الممكن حصول التأبير المتصالب بين نباتين من ذات النوع intraspecific cross-pollination .
و يتميز الأرز الأسيوي عن الأرز الإفريقي بان الأرز الإفريقي يموت بعد أن تنضج بذوره بينما يستمر الأرز الاسيوي في النمو حتى بعد نضج بذوره .
لقد توصل أحد الباحثين الأمريكيين إلى اكتشاف مذهل فقد وجد هذا الباحث أن تعريض نبات الأرز( وهو نبات مخنث ) لخمسة عشرة ساعة إضاءة يومياً تحوله إلى نبات مؤنث ينتج غبار طلع pollen عقيماً و قد تسالون عن الفائدة من ذلك … إن النباتات التي لا تنتج غبار طلع خصب تعجز عن تلقيح أزهارها المؤنثة لذلك فإن هذه النباتات المؤنثة تضطر للتزاوج مع نباتات أخرى و هو الأمر الذي يؤدي إلى تحسن الإنتاج بشكل لا فت من حيث الكمية و النوعية
و يعتقد علماء النبات بأن تهجين الأرز الأسيوي مع الأرز الإفريقي يمكن أن ينتج أصناف بمواصفات جيدة لكن الدراسات العلمية تؤكد بأن تهجين هذين النباتين غير ممكن فهما متنافرين و غير متوافقين incompatibility من الناحية الوراثية كما أنهما منغلقين وراثياً genetically close كما أن كلاً منهما ذاتي التلقيح self-pollinating و كذلك فإنهما ثنائيي الصيغة الصبغية (diploids (2n = 24 و يمتلكان الجينوم genome ذاته الذي يدعى AA.
إن أصناف الأرز الإفريقي التي تنمو في المناطق التي تمر بفترات جفاف تكون أشد حساسية للفترة الضوئية photoperiod حتى تتمكن من الإزهار بمجرد بدء فصل الجفاف أما الأصناف العائمة التي تنموا في مناطق لا تتعرض للجفاف فإنها تمتلك حساسيةً منخفضةً جداً لطول النهار daylength.

و يمكن لبعض أصناف الأرز الإفريقي أن تنتج كميات معقولة عندما تزرع غير مروية في مناطق تتلقى أكثر من 700 ميليمتر من الأمطار سنوياً كما أن بعض أصناف الأرز الإفريقي تتفوق على الأرز الآسيوي في المناطق ذات التربة القلوية alkaline و المناطق ذات الترب التي تفتقر لعنصر الفوسفور .
و هنالك أصناف برية من الأرز الإفريقي تنمو بشكل طبيعي في مناطق الفيضانات في موريتانيا و السودان و تنزانيا و غيرها من المناطق الإفريقية ومن تلك الأصناف البرية الصنف
أوريزا بريفيليغولاتا Orza barthii (Oryza breviligulata) و الصنف البري Oryza barthii و الصنف Oryza stapfii و الصنف أوريزا غلابيريما Oryza glaberrima
وهذه الأصناف أصناف منتجة كما أن بعضاً من هذه الأصناف البرية مقاومة للبكتيريا المسببة للفحة الأرز ( لفحة الأرز البكتيرية ) bacterial blight of rice (Xanthomonas)
لذلك من الممكن مستقبلاً الاستفادة من مورثات هذه الأصناف البرية في إنتاج أصناف زراعية مقاومة للفحة الأرز البكتيرية .
وهنالك صنف بري من الأرز الإفريقي جدير بالاهتمام وهو الصنف أوريزا لونغيستاميناتا
Oryza longistaminata حيث يتميز هذا الصنف بأنه صنف معمر perennial ذو ريزومات أرضية rhizomes تمتد تحت التربة .
* الفترة الضوئية photoperiod و طول النهار daylength هما اصطلاحين يشيران إلى عدد ساعات الإضاءة التي يتعرض لهاالنبات في اليوم الواحد .
*المورث المتنحي recessive هو مورث ضعيف ينتج أثراً ضعيفاً أو لا ينتج أي أثر .
*الأهمية : منخفضة
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
إيليوزين كوراكانا – الدخن الإصبعي – الجاورس
Eleusine coracana
الاسم العلمي Eleusine coracana (L.) Gaertner
يدعى هذا النبات بالدخن الإصبعي Finger millet لأن بذوره تتوضع داخل ما يشبه كف و أصابع اليد .
تحوي بذور الكوراكانا ما نسبته 7% من البروتين وهي نسبة مشابهة لنسبة البروتين في الأرز , لكن بعض الأصناف تحوي ما نسبته 14% من البروتين ومن أهم أشكال البروتين الموجودة في هذا النبات الإيليوزينين eleusinin و اسم هذا المركب كما هو واضح مشتق من اسم النبات
( إيليوزين ) و يحوي هذا المركب نسباً مرتفعة من مركبات شديدة الأهمية لجسم الإنسان كالتريبتوفان tryptophan و السيستين cystine و الميثيونين methionine , كما تحوي بذور الكوراكانا كمية من الكالسيوم تفوق بأكثر من خمسة أضعاف الكمية الموجودة في الحبوب الأخرى .
و بذور الكوراكانا صالحة للتخزين فالحشرات لا تقترب منها و يمكن أن تحافظ على صلاحيتها لمدة تتراوح بين 10 و 50 عاماً دون أن تتلف , و ينتج الهكتار الواحد في أوغندا أكثر من طن و نصف من البذور أما في الهند فينتج الهكتار الواحد طناً من البذور في ظروف الزراعة غير المروية و طنين من البذور في ظروف الزراعة المروية .
وفي ظروف الزراعة الحديثة ينتج الهكتار الواحد أكثر من خمسة أطنان من البذور .
لكن هنالك عدة عوامل تعيق زراعة هذا النبات كصغر حجم بذوره و كما تعلمون فإن النباتات ذات البذور الصغيرة تكون صعبة الإنبات خصوصاً في المناطق الموبؤة بالأعشاب الضارة كما أن حصاد البذور الصغيرة يكون أكثر صعوبة , كما أن هذا المحصول حساس للأعشاب الضارة حيث تنمو في إفريقيا أعشاب ضارة مشابهة لهذا النبات من حيث الشكل ولا يستطيع التمييز بينها و بين هذا النبات في بداية حياتها سوى الخبراء .
هذا النبات مقاوم للآفات و الأمراض لكنه يصاب باللفحة blast الفطرية المنشأ .
نبات الكوراكانا ذاتي التلقيح self-pollinating كما أنه مقاوم للتملح إلى حد ما و يزرع صنف آسيوي ذو إنتاجية عالية من الكوراكانا أو الدخن الإصبعي اليوم في الهند دون ري حيث ينتج الهكتار الواحد هناك خمسة أطنان من البذور و يدعى هذا الصنف Indaf و هنالك أصناف برية من الدخن الإصبعي Eleusine تتسم بانها أصناف معمرة perennials كما أن هنالك أصناف برية مقاومة للأملاح و أصناف لا تتأثر بالغمر بالماء و أصناف مقاومة للحرارة الشديدة كما أن هنالك أصناف برية كذلك مقاومة لللفحة blast-resistant.
وكذلك فإن انتخاب أصناف تحوي ذات أوراق ملونة لاحتوائها على صبغة الانتوسيانين anthocyanin pigmentation سيسهل من عملية التخلص من الأعشاب الضارة في الحقل وخصوصاً الأعشاب الشبيهة بالدخن .
الدخن الإصبعي نبات رباعي الصيغة الصبغية tetraploid لكن سلف هذا النبات هو نبات الدخن الإفريقي Eleusine africana وهو نبات بري ثنائي الصيغة الصبغية diploid .
ولاتوجد أية مؤشرات تدل على زراعة الفراعنة لهذا المحصول في مصر , لكن هذا المحصول زرع في الهند منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام و أصبح اليوم واحداً من أهم المحاصيل الزراعية هناك كما أن هذا المحصول دخل إلى أوروبا خلال الفترة التي اعتنقت فيها تلك القارة الديانة المسيحية .
إن نبات الدخن الإصبعي هو من نباتات النهار القصير a short-day plant و الفترة الضوئية
Photoperiod المثالية لهذا النبات هي 12 ساعة إضاءة يومياً ومن الصعب أن ينجح هذا النبات بأصنافه الحالية في المناطق ذات النهار الطويل و ينمو هذا النبات في مناطق تتلقى أكثر من 500 ميليمتر من الأمطار سنوياً شريطة أن تهطل تلك الأمطار خلال فترة نمو النبات لأنه لا يحتمل الجفاف الشديد .
الأهمية : متوسطة .
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
Fonio (Acha) الديجيتاريا
Digitaria exilis
Digitaria iburua
الاسم العلمي Digitaria exilis Stapf – Digitaria iburua Stapf
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
عرف علماء النبات نبات الديجيتاريا السوداء لأول مرة في العام 1911 عندما لاحظوا وجوده في شمال نيجيريا , لكن المزارعين الأفارقة كانوا يزرعون هذا النبات منذ أمد بعيد
فكل عام يزرع في إفريقيا الغربية نحو 300 ألف هكتار بنبات الديجيتاريا و حبوب الديجيتاريا غنية بالميثيونين methionine و السيستين cystine وهي مركبات غذائية هامة تفتقدها معظم الحبوب المعروفة كالقمح و الذرة و الأرز و هنالك ميزة أخرى لافتة في هذا النبات فالديجيتاريا هي أسرع أنواع الحبوب نمواً لذلك يمكن حصادها بعد شهرين أو أقل من الزراعة , لكن هنالك سلالات بطيئة النمو من الديجيتاريا يتطلب وصولها إلى طور الحصاد نحو 6 أشهر .
من أشهر أصناف الديجيتاريا الصنفين الزراعيين الذين يعرفان باسم الديجيتاريا البيضاء
( ديجيتاريا إكزيليس ) Digitaria exilis و الديجيتاريا السوداء Digitaria iburua
وأحياناً نجد في بعض المراجع العلمية تسمية الديجيتاريا نيجيريا Digitaria Nigeria وهي تسمية خاطئة لهذا النبات .
ومن ناحية المحتوى الغذائي فإن بذور الديجيتاريا تحوي نسبةً من الميثيوسينين methionine تعادل ضعف نسبة الميثيوسينين الموجودة في البيض و قد ذكرت منظمة الفاو FAO في إحدى تقاريرها أن محتوى بذور الديجيتاريا من الميثيوسينين يصل إلى 5% .
ينمو نبات الديجيتاريا في مناطق شبه جافة كما أنه يتحمل الترب ذات التفاعل الحامضي و كذلك فإنه يمتلك القدرة على البقاء في ترب تحوي نسباً سامة من عنصر الألمينيوم السام للنباتات الأخرى .
و تنبت بذورالديجيتاريا خلال 3 أيام من زراعتها و يحتاج الهكتار الواحد إلى 15 كيلو غرام من البذور تقريباً و ينمو هذا النبات بشكل سريع و قوي لذلك فإن الأعشاب الضارة لا تستطيع منافسته و نادراً ما تحتاج حقول الديجيتاريا لمكافحة الأعشاب الضارة .
لكن علينا أن ننتبه إلى أن نبات الديجيتاريا نبات مجهول لم يحظى بالعناية التي حظيت بها نباتات كالقمح و الأرز و الذرة لذلك فإن إنتاجيته منخفضة كما أن نسبة من بذوره تتناثر على التربة بعد نضجها و كذلك فإن بذوره متناهية في الصغر وبالإضافة إلى كل ذلك فقد لوحظ أن كثيراً من نباتات الصنف ديجيتاريا ديكومبينس Digitaria decumbens موبوءة بالفيروسات و هنا علينا الانتباه إلى أن الفيروسات قد تكون السبب وراء تدني إنتاجية هذا النبات .
ومن ناحية الوراثيات الخلوية Cytogenetics لايعرف أي سلف بري لهذا النبات كما أن هذا النبات سداسي الصيغة الصبغية hexaploid (2n=6x=54) فهل يعني هذا أن نبات الديجيتاريا يحوي ثلاثة مجينات genomes مختلفة الأصل و كل منها ثنائي الصيغة الصبغية
Diploid؟
و بالرغم من أن كلاً من الديجيتاريا البيضاء و الديجيتاريا السوداء تنتميان إلى النوع النباتي ذاته فإن تهجين crossbreeding هذين الصنفين مع بعضهما البعض يبدو أمراً غير ممكن .
نبات الديجيتاريا لايمتلك حساسية لعدد ساعات الإضاءة , و يمكن أن ينمو في مناطق لاتزيد معدلات الأمطار فيها عن 250 ميليمتر لكنه غالباً ما يشاهد في مناطق تزيد معدلات الأمطار فيها عن 400 ميليمتر سنوياً .
الأهمية : متوسطة
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
الجاورس اللؤلؤي pearl millet – الدخن – باجرا
بينيسيتوم غلوكوم Pennisetum glaucum
Pennisetum typhoides
Pennisetum americanum
الاسم العلمي : بينيسيتوم غلوكوم Pennisetum glaucum

□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
الدخن هو أحد أهم الحاصيل الزراعية في العالم حيث تزرع ملايين الهكتارات من هذا المحصول في إفريقيا و آسيا و يقدر الإنتاج العالمي من هذا المحصول بأكثر من 10 ملايين طن سنوياً ينتج نصفها في الهند وبالرغم من أهمية هذا النبات فإنه من النباتات المجهولة خارج إفريقيا و الهند و قد يرجع ذلك إلى إنتاجيته المنخفضة التي هي بحدود 600 كيلو غرام في الهكتار الواحد .
لقد اتجه المزارعون في إفريقيا خلال فترة من الفترات إلى استبدال الدخن بالذرة لأنها أكثر إنتاجاً و أسهل حصاداً كما أنها من المحاصيل المرغوبة تجارياً لكن موجة الجفاف التي اجتاحت إفريقيا أجبرت المزارعين على العودة إلى زراعة الدخن أو الباجرا كما تدعى في الهند حيث أن الباجرا هي إحدى أشد المحاصيل الزراعية مقاومةً للجفاف و الحرارة المرتفعة و التصحر .
وقد نجحت زراعة الدخن في الأراضي الأشد جفافاً في الولايات المتحدة و يعتقد بأن زراعة هذا المحصول يمكن أن تنجح في آسيا الوسطى و الشرق الأوسط و أمريكا اللاتينية و أستراليا .
و نبات الدخن نبات مقاوم للأمراض و الآفات الزراعية و نادراً ما تهاجمه الحشرات أما بذوره فإنها تحوي 9% بروتين كما أن نسبة الزيت الموجودة فيها أعلى من نسبة الزيت الموجودة في الذرة و كذلك فإن بذوره لاتحوي أياً من المركبات غير المرغوبة كالتانين tannins , و عندما يعطى هذا المحصول القليل من الماء في الهند فإن الهكتار الواحد ينتج نحو 3 أطنان و نصف علماً أن من الممكن زراعة الدخن في مناطق لا تزيد معدلات الأمطار السنوية فيها عن 150 ميليمتر فقط .
ووفقاً للأبحاث التي أجريت في الولايات المتحدة فإن جذور نبات الدخن تتعمق في التربة إلى أعماق لاتصل إليها جذور المحاصيل الحولية الأخرى و بالتالي فإن هذا يتيح للنبات الاستفادة ليس فقط من مياه الأمطار للحد الأقصى بل و الاستفادة كذلك من مياه الري التي رويت بها المحاصيل السابقة و الأسمدة التي أضيفت للمحاصيل السابقة و غارت مع المياه في التربة .
يتألف دقيق الدخن من 70% كربوهيدرات Carbohydrates و تتكون الكربوهيدرات من النشاء و تتألف النشاء من نحو 70% أميلوبكتين amylopectin و نحو30% أميلوز amylase و تحوي بذور الباجرا 10% بروتين تقريباً و يتكون بروتين الباجرا بشكل رئيسي من 40% برولامين prolamine و 20% غلوبولين globulins مع نسب من مركبات بروتينية أخرى كالألبومين albumin كما تحوي البذور 5% دهون تتألف من 75 دهون غير مشبعة unsaturated و نحو 23% أحماض دهنية مشبعة saturated fatty acids
و الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في بذور الدخن تتكون من نحو 25 % أوليك oleic و نحو 50% لينوليك linoleic و نحو 3% لينولينيك linolenic أما الأحماض الدهنية المشبعة في بذور الباجرا فتتكون من البالميتيك palmitic و الستياريك stearic .
كما تحوي بذور الدخن نسباً مرتفعة من المعادن فهي تحوي 300 mg ميليغرام من الفوسفور و 9.8 ميليغرام حديد ( 3 أضعاف الكمية الموجودة في الذرة) و 30 ميليغرام كالسيوم ( أكثر بخمس مرات من المقدار الموجود في الذرة)
أزهار نبات الدخن مختلطة التلقيح فهي تعتمد على التأبير المتصالب ( التزاوج مع نباتات أخرى ) cross-pollinated كما أنها ذاتية التلقيح self-pollinated في الوقت ذاته , لكن أعضاء التأنيث في الدخن و تحديداً ( السمة ) stigma وهي الجزء الأعلى من مدقة الزهرة تظهر قبل نضج و جاهزية غبار الطلع pollen في المئابر anthers ( الجزء المذكر الذي يحمل حبوب الطلع و مفرده مئبر ) لذلك فإن هذا النبات يعتمد على التأبير المتصالب مع نباتات أخرى نضجت فيها حبوب الطلع , وتصبح البذور جاهزةً للحصاد بعد 40 يوماً من تلقيح الأزهار و حتى تصبح البذور جاهزةً للزراعة يتوجب تخزينها لعدة أسابيع بعد الحصاد .
وفي العام 1950 اكتشف الباحثون بأن بعض نباتات الدخن تحمل مورثات عقم ذكوري هيولي sterility cytoplasmic male و هذا الاكتشاف سهل عمليات التهجين بين أصناف الدخن المختلفة فعندما يستخدم الباحثون نباتات ذات أزهار مذكرة عقيمة يضمنون بأن جميع بذور النبات ستكون ناتجة عن تزاوج هذا النبات مع نباتات أخرى وأن أياً من البذور لن تنتج عن التزاوج بين أزهار النبات الواحد و في القارة الإفريقية تنتشر بين حقول الدخن نباتات برية تجمعها صلة قربى بهذا النبات و يحدث تزاوج بين هذه الأصناف البرية و بين نبات الدخن مما يؤدي إلى سوء الإنتاج من ناحيتي النوع و الكمية , أما في الهند فلا وجود لتلك الأصناف البرية لذلك لا يحدث مثل ذلك الإنجبال الداخلي introgression بين نبات الدخن و بين الأصناف البرية .
نبات الدخن ثنائي الصيغة الصبغية ( diploid (2n = 14
والدخن من نباتات النهار القصير a short-day plant لكن هنالك أصنافاً لا تتأثر بطول النهار , وهنالك أصناف من الدخن أحادية الساق كما هي حال نبات القمح و هنالك أصناف متعددة السوق كما هي حال نبات الشعير و لاشك أن الأصناف المتعددة السوق أفضل من الأصناف أحادية الساق من حيث الإنتاجية ومن حيث مقاومة الظروف الجوية , ووفقاً للتجارب التي أجريت في الولايات المتحدة فإن بذور بعض أصناف الدخن قابلة للزراعة على عمق 10 سنتيمتر تحت سطح التربة وهذه الزراعة العميقة تؤمن الرطوبة للنبات و تحمي البادرات الصغيرة من الموت بتأثير موجات الحرارة المرتفعة التي تسبب جفاف الطبقة السطحية للتربة , كما أن الخبراء يقترحون زراعة سياج من الفيتيفيريا ( vetiver (Vetiveria zizanioides حول حقول الدخن لحمايتها من أضرار العواصف الرملية .

لقد عرفت أوروبا نبات الدخن في العام 1565 تقريباً عندما زرعت بعض البذور التي أحضرت من الهند في بلجيكا و عرفت الولايات المتحدة هذا النبات في العام 1850 و اليوم يزرع في كل من الهند و إفريقيا نحو 30 مليون هكتار بهذا النبات و يزرع الدخن اليوم في المناطق الممتدة بين السنغال و الصومال وهي المنطقة التي تعتبر من أشد المناطق جفافاً في العالم حيث يزرع الدخن في المناطق التي لايمكن لمحصول حبوب آخر أن ينمو فيها و بالإضافة إلى محصول الحبوب فإن الدخن ينتج كميات وفيرة من الأعلاف تتراوح بين 5 و 10 أطنان في الهكتار في المناطق الجافة حيث تشكل الأعلاف ما نسبته 85 % تقريباً من وزن النبات بينما تشكل البذور نحو 15% فقط لكننا نتحدث عن نبات لم يحصل على الاهتمام الذي حصلت عليه محاصيل كالقمح و الذرة لأن أمر هذا المحصول لايهم كثيراً من الدول الغنية لذلك فإن علينا ألا نتسرع في الحكم على هذا النبات وننسى أن مليارات الدولارات قد أنفقت على الأبحاث المتعلقة بالمحاصيل الأخرى حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم من إنتاجية .
يزرع الدخن في مناطق صحراوية ذات ترب رملية شديدة النفوذية لذلك فإنها لا تحتفظ بالماء ولا بالأملاح المعدنية لذلك يوصي الخبراء بترك بقايا محصول الدخن و مزجها بالتربة حتى تزيد من مقدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة و الأملاح المعدنية للمواسم القادمة و يؤكد الخبراء بأن قلب بقايا المحصول مع التربة يزيد من إنتاجية المحصول القادم بنسبة عالية جداً تصل إلى500 % و في المناطق الفقيرة التي لايجد المزارعون ما يطعمون به ماشيتهم سوى بقايا محصول الدخن يتوجب على اولئك المزارعون أن يبقوا على الجذور في التربة على أقل تقدير وألا يقتلعوا النباتات من جذورها بعد انتهاء الموسم كما يتوجب عليهم إعادة روث الحيوانات إلى الأراضي الزراعية .
و بالرغم من أن الدخن ليس من النباتات البقولية legumes كالفول و الفاصوليا و الآكاسيا و غيرها من النباتات التي تقيم علاقات تعايش symbioses مع البكتيريا التي تقوم بتثبيت النتروجين الجوي في التربة nitrogen-fixing bacterium فإن نبات الدخن هو من النباتات القليلة التي لا تنتمي للعائلة البقولية و التي تقوم مع ذلك بالتعايش مع بكتيريا أزوسبيرلوم
Azospirillum التي تقوم بتثبيت النتروجين الجوي في التربة , و عند تلقيح بذور الدخن ببكتيريا الأزوسبيرلوم فإن إنتاج النبات من البذور و الأعلاف الخضراء يزيد بشكل فعلي و بالإضافة إلى هذه الخاصية الشديدة الأهمية التي يتمتع بها هذا المحصول فإن نبات الدخن يقوم بعملية التركيب الضوئي و فق النمط C4 ( C4 photosynthesis ) و كما تعلمون فإن النباتات التي تقوم بالتركيب الضوئي وفق هذا النمط تكون من نباتات الخدمة الشاقة المتحملة للجفاف و الحرارة .
يعتمد نبات الدخن في تلقيحه على التأبير المتصالب cross-pollinating مع نباتات أخرى لذلك فإنه يمتلك قابلية كبيرة للتهجين و الانتخاب و نبات الدخن في أيامنا هذه يشابه نبات الذرة في العام 1930 أي قبل أن تجرى عليه عمليات الانتخاب و التهجين ليصل إلى ما هو عليه اليوم من إنتاجية .

في بداية ثمانينات القرن الماضي كانت ناميبيا وهي واحدة من أشد المناطق الإفريقية جفافاً تزرع أصناف محلية من الدخن الذي يدعى هناك باسم ماهانغو mahangu وكان إنتاج الهكتار الواحد من الدخن هناك لايتعدى 300 كيلوغرام وهي كما نرى إنتاجية هزيلة جداً لذلك كانت ناميبيا تستورد الحبوب لتسد حاجاتها و في العام 1986 طلبت ناميبيا المساعدة من مراكز الأبحاث الزراعية في الهند فقامت تلك الأخيرة بإرسال عينات من بذور الدخن من الصنف التجاري اوكاشانا 1 Okashana 1 و قامت الهيئات الزراعية في ناميبيا بتجربة هذا الصنف في ذلك العام و كانت الأمطار شحيحة جداً في ذلك العام حيث لم تتجاوز معدلات الأمطار 170 ميليمتر ومع ذلك فقد أنتج الهكتار الواحد من الدخن من الصنف أوكاشانا 600 كيلو غرام عندما استخدمت طرق الزراعة البدائية , أما المزارعون الذين استخدموا وسائل الزراعة الحديثة فقد أنتج الهكتار الواحد لديهم 2400 كيلوغرام .

يتميز الصنف أوكشانا 1 بإنتاجيته العالية و بذوره الكبيرة كما يتميز بتمكنه من إنتاج البذور عندما يحل الجفاف الشديد في نهاية الموسم عندما لا تتبقى رطوبة أرضية في التربة كما أن دقيق بذور هذا الصنف ناصع البياض .
كما يزرع اليوم صنف من الدخن سريع النضج ( يصبح جاهزاً للحصاد بعد 90 يوم من الزراعة ) في الولايات المتحدة في الأراضي الممتد بين كارولينا و كولورادو و في الحقيقة فإن اهتمام الولايات المتحدة حديثاً بمحصول الدخن قد أعطى دفعةً قوية لمكانة هذا المحصول ولفت انظار المؤسات البحثية لهذا النبات الذي عانى طويلاً من الإهمال وسوء التقدير , كما يزرع الدخن اليوم في كنساس و جورجيا و يتم حصاده آلياً حيث يستخدم كأعلاف للدواجن و قد أثبتت التجارب أنه أفضل من الذرة و القمح .
و علينا أن نلاحظ أن الاتجاه العام في عمليات الانتخاب و التهجين يقوم على زيادة المحصول دون زيادة حجم النبات بل إنه يقوم في كثير من الأحيان على زيادة حجم المحصول على حساب الحجم الكلي للنبات وهذا يتطلب تقصير النبات أو زيادة عدد الرؤوس أو السنابل في النبات الواحد بزيادة عدد سيقان هذا النبات و بالنسبة لنبات الدخن فإنه ينمو في الطبيعة بشكل متسارع نحو الأعلى بحيث ينافس الأعشاب المحيطة به وقد احتفظ بهذه السمة لذلك فإن هذا النبات مرتفع و نحيل و هذا يعني أن إضافة الأسمدة تزيد من وزن و عدد بذوره و تجعله ينحني من الثقل على الأرض و بالتالي فإن إضافة الأسمدة لهذا النبات يمكن أن تتسبب في انحنائه على التربة وهذه كانت حال القمح المكسيكي Mexico’s wheats قبل العام 1950 عندما استخدم مورث تقزيم من إحدى الأصناف اليابانية في تقصير القمح المكسيكي بحيث أصبح أكثر قوة و أقل ارتفاعاً و أشد مقاومة للرياح وقد تمكنت مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي من انتخاب صنف مقصر من الدخن ذو إنتاجية عالية فقد أنتج الهكتار الواحد أكثر من4 أطنان من البذور في مراكز الأبحاث و أنتج أكثر من 3 أطنان في الحقول .
وقد انتشرت زراعة الدخن اليوم في الولايات المتحدة في جورجيا و كنساس و ميزوري وهي مناطق بعيدة عن خط الاستواء كما انتشرت كذلك في مناطق رطبة كما هي الحال في ألباما و في السهل الساحلي الرملي في جورجيا وهي مناطق لا تصلح لزراعة الذرة إما بسبب تربتها الشديدة الحموضة أو بسبب جفافها ومن الأسباب التي شجعت المزارعين في الولايات المتحدة على زراعة الدخن مقاومة هذا النبات لثاقبة الذرة cornstalk borer و مقاومته لذبابة الهمجة midges وهما الحشرتين التين تفتكان بمحصول السرغوم sorghum ومن الأسباب التي شجعت المزارعين الأمريكيين على زراعة الدخن كذلك المرونة التي يتمتع بها هذا النبات فبينما تتوجب زراعة الذرة خلال فترة اسبوعين من شهر نيسان حتماً فإن من الممكن زراعة الدخن ابتداءً من شهر نيسان و لغاية تموز وهذا يعني أن بإمكان المزارع الأمريكي أن يزرع محصولين في العام الواحد double-cropping و في المناطق الممتدة بين كارولينا و كولورادو تتم زراعة محصول الدخن مباشرة بعد حصاد محصول القمح الشتوي لأن الدخن أشد مقاومة لجفاف و حرارة الصيف من القمح وينتج الهكتار الواحد من الدخن هناك أكثر من ثلاثة أطنان من البذور و عشرات الأطنان من الأعلاف الخضراء .
وهنالك صنف من أصناف الدخن يدعى بينيسيتوم غامبينز Pennisetum gambiense Stapf و هذا الصنف ينمو في المناطق الرطبة في غانا و يمتاز هذا الصنف بأن سنابله spikes قصيرة و ثخينة كما أن بذوره أكبر من بذور الصنف بينيسيتوم غلوكوم Pennisetum glaucum كما أنها أكثر استدارة و أكثر بياضاً كما أن هذا الصنف يصبح جاهزاً للحصاد في وقت أبكر من صنف المناطق الجافة و يمكن الاستفادة من مورثات هذا الصنف في تحسين المواصفات الزراعية للصنف الذي ينمو في المناطق الجافة من حيث كبر حجم البذور و ضخامة السنابل و من حيث الباكوريةearliness (الجاهزية للحصاد خلال مدة قصيرة ) , كما ان هناك سلالة من الدخن تمتاز بسنابلها الحلوة المذاق وذلك لأن تحول السكر إلى نشاء في هذه السلالة يتم ببطيء وهذه السلالة من سلالات الدخن شبيهة بالذرة الحلوة Sweet corn التي اكتشفت في العام 1799 في إحدى أودية نيويورك و كذلك فإن هنالك سلالة من الدخن متفجرة في الهند حيث تنفجر بذورها بمجرد تعرضها للحرارة و تتميز بذورها بالاستدارة و بأن قشرتها الخارجية كتيمة بحيث تمنع البخار من الخروج فترغمه على تفجير البذور عندما يزداد ضغطه بازدياد كميته عند تعرض البذور للحرارة .
ومن ناحية المحتوى الغذائي كما ذكرت سابقاً لايوجد نوع من الحبوب يماثل بذور الدخن من حيث محتواها الغذائي ( نحن نعني هنا الحبوب كالذرة و الأرز و القمح ولا نعني البقوليات كالفول و الحمص و الفاصوليا ) فبذور الدخن غنية بالدهون كما أنها غنية بالحريرات ( أكثر من 700 كيلوكالوري kilocalories في كل كيلوغرام واحد من البذور ) كما أن بذور الدخن تحوي نسباً مرتفعة من الليزين lysine وهو عبارة عن حمض أميني amino acid هام , لكن بذور الدخن فقيرة بالثريونين threonine كما أنها فقيرة بالأحماض الدهنية التي تحوي الكبريت sulfur-containing amino acids .
لقد تحدثنا سابقاً عن مدى أهمية زراعة أصناف هجينة من الدخن وعن مدى الفوائد التي يجنيها المزارع عند زراعة تلك الأصناف لكن علينا أن ننتبه هنا إلى أنه يتوجب على المزارع أن يشتري بذور جديدة كل موسم من شركات إنتاج البذور و ألا يعتمد على البذور التي أنتجها في حقله لأن زراعة هذه البذور غير مضمونة النتائج , لكن علينا ألا ننسى هنا أن المعنين بزراعة بذور الدخن هم مزارعون فقراء يمتلكون أراضي قاحلة ربما لاتصلح لشيء و علينا ألا ننسى كذلك أن المعنيين بزراعة الدخن هم أشخاص يعانون من أزمة تخص أولى مقومات الحياة وهي رغيف الخبز , لذلك فإن على مراكز الأبحاث الدولية أن تركز على الأصناف ذات التكاثر اللا تعرسي أو الأصناف اللا تعرسية APOMICTIC أو Apomixis و نعني بها الأصناف التي لاتتغير مواصفاتها الوراثية من جيل لآخر أي أن البذور التي تنتج في حقل المزارع تكون مطابقةً تماماً للبذور المحسنة التي قام بشرائها وزراعتها و بالتالي فإن المزارع سيتمكن من توفير ثمن البذور في المواسم القادمة كما أن سيتمكن من التوسع في زراعة هذا المحصول على أراضي جديدة , و بالتأكيد فإن ظروف المزارع في الدول المتقدمة مختلفة ففي جورجيا في الولايات المتحدة تقدم الشركات المتخصصة في تربية الدواجن بذور الدخن من أفضل الأصناف المنتخبة مع مستلزمات الإنتاج المختلفة مجاناً لكل مزارع يتعاقد معها على بيع محصوله من الدخن , حيث تفضل تلك الشركات بذور الدخن على بذور الذرة كما أن تلك الشركات تقوم بمتابعة المشكلات التي تتعرض لها زراعة الدخن في جورجيا للوصول إلى أفضل النتائج .

من المستبعد أن يتم اختبار الهجائن النباتية المخبرية على جميع الأمراض و الآفات الزراعية و غالباً ما تقتصر الاختبارات على مقاومة الأمراض النباتية الشائعة التي تصيب ذاك النبات و يحدث أحياناً أن ينتشر وباء نباتي لم يكن بالحسبان فيقضي على تلك الهجائن عن بكرة أبيها ويدمر جهد 10 أعوام من العمل الشاق وهي المدة التي يتطلبها إنتخاب نوع هجين من النباتات و غالباً ما يكون تأثر الهجائن النباتية المصنعة مخبرياً بالآفات الجديدة أشد من تأثر الهجائن الطبيعية لأن النباتات المهجنة مخبرياً غالباً ما تكون نباتات ذات تركيبة وراثية بسيطة و محدودة بخلاف النباتات الطبيعية التي تمتلك مخزوناً هائلاً من المورثات يمكنها من التعامل مع الحالات الطارئة و انطلاقاً من هذا المبدأ ابتكر المعهد الدولي لأبحاث المحاصيل الاستوائية في الأراضي شبه الجافة (ICRISAT) في الهند تقنية جديدة في انتاج الهجائن النباتية و قد مكنت تلك التقنية من متابعة عمليات تهجين نبات الدخن في حالات وصول آفات زراعية جديدة دون الحاجة إلى البدء من نقطة الصفر و تدعى هذه الطريقة ”top-cross” hybrids .
و كما تعلمون فإن عمليات التهجين الاعتيادية تعتمد على والدين مولدين ذوي مواصفات موحدة معروفة بحيث يكون كل شيء تحت السيطرة , لكن التقنية الحديثة تقوم على أن يكون أحد الوالدين ذو خلفية وراثية واسعة وذو قابلية منفتحة للتزاوج و بالتالي في حال انتشار مرض نباتي جديد يمكن إدخال مورث مقاومة ذلك المرض عن طريق النبات الوالد ذو قابلية التزاوج المنفتحة بحيث ينتقل مورث مقاومة تلك الآفة للأجيال التالية وقد تم تطوير عملية التهجين قدماً بحيث تم استبدال النبات الوالد المتبقي ذو المورثات المنغلقة بهجين طبيعي ذو مخزون مورثات واسع و قابلية واسعة للتزاوج .
و بالإضافة إلى عمليات التهجين الاعتيادية التي تجري بين أصناف الدخن المختلفة فقد تم تهجين نبات الدخن مع عدد من النباتات البرية التي تجمعه بها صلة قربى كنبات البينيسيتوم بربيوريوم Pennisetum purpureum وعندما تجري عمليات التهجين تلك بين نباتات تجمعها صلة قربى وثيقة يكون الناتج نباتاً غير عقيم و في حال تمت عملية التهجين مع نباتات تجمعها بنبات الدخن صلة قربى بعيدة فعلى الأغاب يكون ناتج التزاوج نبات عقيماً .

إن ناتج عملية التهجين التي تمت بين نبات الدخن ( بينيسيتوم غلوكوم Pennisetum glaucum) و نبات البينيسيتوم بربيوريوم Pennisetum purpureum كانت عبارة عن نبات معمر يستخدم اليوم كمصدر دائم للأعلاف في الولايات المتحدة و الهند .
كما أن كلاً من النويع monodii من نويعات نبات الدخن و النويع سينوستاكيوم stenostachyum وهو من نويعات subspecies نبات الدخن هما كذلك قابلين كذلك للتزاوج مع نبات الدخن وذلك للاستفادة من الصفات الوراثية الموجودة في هذين النويعين كمقاومة الأمراض و النضج المبكر وتحمل الظروف المناخية البالغة القسوة و علينا الانتباه إلى أن هذين النويعين يحملان مورث التكاثر اللاتعرسي apomixes الذي ذكرته سابقاً .
ومن أصناف الدخن البرية التي تحمل مورثات يمكن الاستفادة منها في عمليات التهجين الأصناف التالية :
بينيسيتوم سكواميولاتوم Pennisetum squamulatum
بينيسيتوم أوريانتيل Pennisetum orientale
بينيسيتوم فاكسيدوم Pennisetum faccidum
بينيسيتوم سيتاسيوم Pennisetum setaceum
كما تم تهجين نبات الدخن مع نباتات من أجناس genera أخرى لا تجمعها أية صلة بهذا النبات مثل نبات سينكروس سيليريس Cenchrus ciliaris .
و في مجال الأبحاث الوراثية فإن نبات الدخن ينافس ذبابة الفاكهة the fruit fly (الدروسوفيلا drosophila) التي تستخدم في الأبحاث الوراثية منذ العام 1930 و ذلك أن من الممكن زراعة نبات الدخن في إناء قياسه 5 سنتيمترفقط و بالتلي فهو ملائم للزراعة في المخابر كما أن هذا النبات سريع النمو ومن الممكن أن ننتج منه 4 أجيال في المخابر في العام الواحد بل إن بعض أصنافه تزهر بعد 35 يوماً من زراعتها و بالتالي فإن نتائج الأبحاث الوراثية تظهر بشكل سريع ومن الممكن حث الأصناف الأخرى من نبات الدخن على الإزهار المبكر بزيادة الحرارة وتقليل عدد ساعات الإضاءة كما أن هذا النبات ينتج كمية كبيرة من البذور حيث ينتج النبات الواحد أكثر من 25 من الشماريخ الزهرية تحوي كل واحدة منها على أكثر من ألف بذرة , كما أن نظام الإزهار في هذا النبات مثالي لعمليات التهجين فالأجزاء المؤنثة في النبات الواحد تنضج قبل نضج و جاهزية غبار الطلع , فإذا توفر غبار الطلع من نباتات أخرى تم تلقيح الأزهار بغبار الطلع الآتي من تلك النباتات وإن لم يتوفر غبار الطلع من نباتات أخرى حتى ساعة نضج غبار الطلع فإن عملية التلقيح تتم بشكل ذاتي باستخدام غبار الطلع الذي تنتجه الأجزاء الزهرية المذكرة في هذا النبات وكأن هذا النبات قد تمت برمجته بشكل مسبق بحيث تكون الأولوية لعمليات زواج الأباعد أو التزاوج مع النباتات الأخرى و أنتم تعلمون بأن زواج الأباعد يعطي محصولاً أفضل من حيث النوعية و الكمية .
وكذلك فإن صبغيات chromosomes نبات الدخن كبيرة الحجم ( نسبياً ) كما أنها سهلة العد وهذا أمر ضروري في الأبحاث الوراثية , كما أن النباتات التي تنتج عن عمليات التهجين تكون نباتات قوية و تتبدى سماتها الوراثية بشكل واضح و بالإضافة إلى كل ذلك فإن الجنس genus
بينيسيتوم Pennisetum الذي ينتمي إليه نبات الدخن هو من الأجناس النباتية الشديدة التنوع حيث تتبع هذا النوع نحو 140 نوعاً species و نويعاً subspecies كما أن الأنواع التي تنتمي لهذا الجنس النباتي تمتاز بعدد صبغيات chromosome متنوع يختلف من نوع لآخر وعدد صبغيات هذه الأنواع هو ضمن المتوالية 9 , x = 5, 7, 8 تنتظم وفق مستويات صبغية ploidy متنوعة فمنها ماهو ثنائي الصيغة الصبغية diploid ومنها ما هو ثلاثي الصيغة الصبغية triploid و منها ماهو رباعي الصيغة الصبغية و خماسي الصيغة الصبغية أو سداسي أو سباعي ومنها ماهو ثماني الصيغة الصبغية octoploid .
وهنالك أنواع من هذا النبات حولية annual تعيش أقل من عام واحد و هنالك أنواع معمرة perennial و هنالك أنواع ذات تكاثر جنسي sexual كما أن هنالك أنواع ذات تكاثر لا تعرسي apomictic .
ولا بد من التوقف قليلاً للحديث عن خاصية التكاثر اللاتعرسي apomictic في النبات بشكل عام و في نبات الدخن بشكل خاص فهنالك أنواع من نبات الدخن تسير وفق القاعدة العامة للوراثة أي أنها ترث سمات وراثية من النبات الأم الذي نمت البذور فيه كما أنها تحمل سمات وراثية من النبات الأب الذي أتت منه حبوب اللقاح أو غبار الطلع , لكن هنالك أنواع من نبات الدخن لاترث أية سمات من آبائها و ترث جميع سمات أمهاتها الوراثية وهي الحالة التي توصف بالتكاثر اللاتعرسي أو التكاثر اللاعرسي apomixes و خاصية التكاثر اللاتعرسي موجودة في كثير من الأعشاب البرية لكنها نادرة الوجود في المحاصيل الزراعية لذلك فإن أصناف الدخن التي تمتلك هذه السمة تمثل حالةً شاذة بالنسبة للمحاصيل الزراعية التقليدية و من حسن الحظ أن هذه الخاصية مدمجة بطريقة إلهية في بعض أصناف هذا النبات و نقل هذه السمة إلى نبات الدخن هو أمر ممكن نظراً لصلة القرابة التي تجمع نبات الدخن بتلك الأنواع التي تتميز بهذه الخاصية علماً أن تميز أي نبات بهذه الخاصية يعني أننا عندما نزرع البذور سنحصل على نباتات مطابقة تماماً بالنبات الأم الذي أتت منه تلك البذور عبر عملية التكرار أو التناسخ الذاتي self- replication علماً أن الكثير من التقدم قد أنجز في عمليات نقل هذا المورث من النبات البري الإفريقي بينيسيتوم سكواميولاتوم Pennisetum squamulatum إلى نبات الدخن الزراعي .ويأمل الباحثون في التمكن من عزل المورث المسئول عن التكاثر اللاتعرسي الموجودة في بعض أصناف الدخن و محاولة نقله إلى المحاصيل الزراعية الأخرى و في حال تمكن الباحثون من إنجاز ذلك فإن هذا الإنجاز سيكون بمثابة ثورة خضراء بكل معنى الكلمة .
لقد قام الباحثون في زيمبابوي بتهجين نبات الدخن مع النبات البري بينيسيتوم بربوريوم
Pennisetum purpureum ليس من أجل تحسين خواص نبات الدخن بل من أجل تحسين خواص تلك العشبة البرية المعمرة وكانت النتيجة زيادة كمية الأعلاف الجافة التي تنتجها تلك العشبة بنسبة 35% تقريباً وزيادة محتوى تلك الأعلاف من البروتين بنسبة مرتفعة كذلك .

من المعروف أن هنالك نباتين معروفين ينتجان سوقاً تحوي نسبةً مرتفعة من السكر و هما قصب السكر sugarcane و السرغوم الحلو sweet sorghum , لكن القليلين يعرفون بأن الباحثين الهنود قد عثروا في العام 1980 في التاميل على نباتات دخن تتميز بسوق ذات مذاق حلو حيث تحوي ضعف الكمية الاعتيادية من السكر القابل للذوبان وهذا الصنف ينتج بذوراً صغيرة الحجم لذلك فإنه يستخدم كأعلاف خضراء لتغذية الماشية ومن المعروف لدى المزارعين بأن الماشية تقبل على التهام هذا الصنف نظراً لمذاقه الحلو .
نبات الدخن ثنائي الصيغة الصبغية diploid و هو ذو سبعة صبغيات chromosomes كبيرة الحجم .
الأهمية : محصول استراتيجي مقاوم للجفاف ذو أهمية شديدة لأنه ينمو في مناطق شديدة الجفاف لا تنجح فيها زراعة القمح و الشعير و الذرة و الأرز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق