الصفحات

Walnut - Noix الجوز

الجوز

الجوز Walnut شجرة معمرة ومتساقطة الأوراق من فصيلة الجوزياتJuglandacea، يزرع لإنتاج ثمار الجوز والخشب الجيد والمتين لصناعة الأثاث المنزلي الفخم. الموطن الأصلي للجوز بلاد العجم وجنوب القوقاز، وينمو طبيعياً في الصين ومناطق آسيا الوسطى وأفغانستان وإيران وأرمينية وشبه جزيرة القرم وفي البلقان، وقد نقل إلى البلدان المحيطة بالبحر المتوسط وأوربة منذ عهد الرومان. تنتشر زراعة الجوز في مناطق كثيرة من العالم وتعدّ في سورية من الزراعات التقليدية والمهمة اقتصادياً حيث يحتل إنتاجها الثمري المرتبة الأولى في الوطن العربي (نحو ستة عشر ألف وخمسمائة طن سنوياً) وتنتشر زراعته في غالبية المناطق السورية وخاصةً في غوطة دمشق وسهل العاصي.
الأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية
تعد ثمار الجوز من المحاصيل الاقتصادية المهمة والمغذية، يستخدم اللب في الأكل الطازج وصناعة الحلويات والمربيات والكبيس وغيرها، وفي استخراج زيت فاخر منها يستعمل في صناعة المستحضرات الغذائية والطبية، أما مخلفات عصره فتستعمل في صناعة الحلاوة وتغذية الدواجن. ويستخرج من قشور الثمار شراب مقوّ للدورة الدموية ومفيد للمعدة، وصباغ يستعمل في النجارة. يحتوي لب النواة الجافة المواد الآتية (% من الوزن الرطب):
ماء 7.8%، بروتين 12-25%، دهون 52-78%، سكريات نحو 13%، سليلوز نحو 2.9%، عناصر معدنية نحو 1.6%، وفيتامينات A,B,C,E,PP وتراوح نسبة الفيتامين ج (C) في لب الثمار الخضراء بين 1200 و3000ملغ %. يستعمل مغلي أوراق الجوز وأزهاره كقابض ضد الإسهال، ومغلي نهايات النموات الحديثة ضد فقر الدم. وأما خشب الجوز فيستخدم في صناعة الأثاث لسهولة صقله وكثافته العالية، كما تستخدم أشجار الجوز كصادات رياح حول البساتين.
الوصف النباتي والخصائص الحيوية
يضم جنس الجوز أكثر من 40 نوعاً برياً تنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمعتدلة الحرارة. شجرة الجوز قوية البنية يراوح ارتفاعها بين 15 و30 متراًً، وقطر جذعها بين 0.8م ومترين. تمتد فروعها القوية أفقياً حتى 20 متراً، وتعيش أكثر من 500 سنة، وأوراقها الخضراء مركبة (5-9 وريقات) كبيرة الحجم بيضوية الشكل وكاملة الحواف. شجرته وحيدة المسكن أزهارها وحيدة الجنس. تتكون البراعم الزهرية الذكرية جانبياً على الطرود والأنثوية على نهاياتها. الثمرة مغلفة بطبقتين، إحداهما خضراء والأخرى خشبية داخلية يتكون اللب في داخلها (الشكل- 1).
تزهر الشجرة في شهري آذار ونيسان وتمتد فترة الإزهار بين 5 و15 يوماً بحسب الشروط المناخية، تحتاج الأصناف إلى التلقيح الخلطي إضافة إلى التلقيح الريحي، تدخل الأشجار البذرية المنشأ في طور الإثمار في عمر 7-10 سنوات، وأما المطعمة منها ففي عمر 4-5 سنوات. يستمر نمو الثمرة بعد العقد حتى أوائل تموز ومن ثم ينمو الغلاف الأخضر وتنضج النواة، وينبغي تأمين الري الكافي في أثناء نمو الثمرة للحصول على إنتاج أفضل نوعاً وكماً.
المتطلبات البيئية
الجوز محب للدفء والضوء، تلائمه المناطق المعتدلة البرودة في فصل الشتاء حيث يراوح المعدل الشتوي للحرارة بين 8 و10 ْم وعدد أيام موسم النمو بين 150 و190 يوماً، وعلى ألا يقل معدل أكثر الأشهر حرارة عن 20 ْم. يؤدي الشتاء الدافئ إلى سقوط الأزهار والثمار الصغيرة لعدم حصولها على ساعات البرودة اللازمة التي تكون فيها درجة الحرارة أقل من 7.2 ْم أو أيضاً بسبب تعرضها للجفاف.
يؤدي الانخفاض الكبير في درجات الحرارة (بين -26 و-28 ْم) إلى أضرار فادحة في البراعم الذكرية والطرود، وأما الجفاف وارتفاع درجة الحرارة صيفاً إلى أكثر من 45 ْم فيؤديا إلى حدوث حروق سوداء على الثمار تجعلها غير صالحة للاستهلاك.
ينمو الجوز على نحو جيد في الوديان غير العميقة على جوانب السواقي والأنهر وفي المنحدرات الجبلية جميعاً باستثناء الجنوبية منها حيث يخشى خطر الصقيع المبكر، وحتى ارتفاع 1800- 2000م فوق سطح البحر، ويتطلب توافر رطوبة عالية في التربة. ولا بد من إجراء الري التكميلي في بساتين المناطق الجافة ونصف الجافة. تناسب الجوز التربة العميقة الخصبة أو الرسوبية، والمعتدلة الحموضة، والطينية الكلسية، ولا تلائمه الترب المالحة والكتيمة والرطبة جداً. ويحتاج إلى نحو 400 ملم كحد أدنى من الهطل المطري السنوي والمنتظم طوال مراحل النمو.
الإكثار والأصول والأصناف
يكاثر الجوز إما بذرياً وإما خضرياً بالتطعيم أو بزراعة النسج. تبذر ثماره في شهر آذار في مصاطب المشتل بعد تنضيدها في الرمل المرطب وذلك في خطوط تبعد عن بعضها نحو 60- 75سم، وعلى عمق نحو 6- 8سم، وعلى نحو 50- 55سم بين الثمار على الخط الواحد. وتنقل إلى الأرض المستديمة بعد مضي سنة على نموها في المشتل. أما الإكثار بالتطعيم بالعين النائمة أو بالرقعة فيجري في حقل (مدرسة) البادرات أو في حقل (مدرسة) الغراس في المشتل بعد نقلها إليه. كما يمكن التطعيم بالتركيب اللساني وهو الأكثر انتشاراً في المشاتل الحديثة إلى جانب طريقة زراعة الأنسجة مخبرياً. للأصلين الجوز اليوناني والجوز الأسود، يمكن إجراء تطعيم بالتركيب اللساني للحصول على غراس جيدة يفوق إنتاجها بنوعيتها كثيراً الغراس المنتجة بالطريقة التقليدية.
ومن أهم الأصول المستعملة في إنتاج الغراس المطعمة: الجوز الأسود J.nigra والجوز العادي (العجمي) J.regia والجوز هندسيي J.hindsii والجوز الكاليفورني والجوز بارادوكس الهجين J.Paradox وهو أفضل الأصول المستعملة لأنه يقاوم مرض التعفن الجذري والديدان المتطفلة والرطوبة الزائدة في التربة (الشكل- 2).
ومن أهم الأصناف المنتشرة: الجوز العادي وفرانكيت franquette ولارا lara وماييت وبيدرو وميرلانغ وهارتلي hartlyوالباريسي وماريوت وغوستين والجوز البلدي السوري وغيرها (الشكل- 3).


زراعة الجوز وخدماته الزراعية
تنقب تربة الموقع حتى عمق 80سم، ثم تفلح فلاحة متوسطة (30- 40سم) مع إضافة السماد العضوي والأسمدة الآزوتية والفوسفورية والبوتاسية في ضوء نتائج تحليل التربة والطور الحياتي للأشجار، وأما زراعة الغراس فتجري وفق نظام الغرس الرباعي بمسافات بين 4 و10 بين الخطوط وعليها للأصناف القوية والمتوسطة النمو، و6- 8م للأصناف الضعيفة النمو. ومن الممكن زراعة أشجار مؤقتة بينها من اللوزيات والتفاحيات المطعمة على أصول مقزّمة ولمدة محدودة. تربى الأشجار بطريقة الملك المعدل على أساس تكوين تاج كبير على ارتفاع 3-4م مع زراعة بينية من الأشجار المثمرة الأخرى، أو على ارتفاع 1.5- 2م في الزراعة الكثيفة على أصول مقزَّمة، ولابد من إجراء قطع تجديدي للفروع المختلفة لتحديث النمو وتنشيطه إلى جانب عمليات التخلص من الخلائف والطرود الشحمية والمريضة والمزاحمة والجافة وغيرها وعمليات الحراثة المختلفة.
تتبع اليوم في فرنسة وإسبانية وإيطالية والولايات المتحدة الأمريكية، الزراعة المكثفة للجوز المطعم على أحد الأصول المقزّمة، وفق المسافات 8×4م أو4.5م وبخاصة للأصناف لارا وهارتلي وفرانكيت مع تنفيذ جميع عمليات الخدمة آلياً (الشكل- 4).

جني الثمار وخزنها
تقطف الثمار الناضجة في شهري أيلول وتشرين الأول حسب الصنف على 3- 4 دفعات، وذلك بهز الفروع المثمرة بعصى خاصة أو بهزازات آلية متخصصة. وتغسل الثمار بمحاليل مطهرة بعد تقشيرها وتجفف بتعريضها للشمس أو في مجففات خاصة إلى حين ثبات نسبة الرطوبة في لبها على 8%، وتخزن في أماكن جافة في درجة حرارة 10 ْم، كما يمكن خزن الثمار لسنة  أو سنتين من دون فسادها في درجة حرارة بين صفر و3 ْم، ومعاملتها بغاز ثاني أكسيد الكبريت لإكسابها لوناً فاتحاً جذاباً للمستهلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق