‏إظهار الرسائل ذات التسميات معلومات عامة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات معلومات عامة. إظهار كافة الرسائل

المبيدات الحشرية العضوية المصنعة Synthetic Organic Pesticides

 

المبيدات الحشرية العضوية المصنعة Synthetic Organic Pesticides

تضم المبيدات الحشرية العضوية المصنعة خمس مجموعات رئيسية من المبيدات حسب التركيب الكيميائي، وتشمل معظم مبيدات الحشرات التي تستخدم حاليا وهي كما يلي:

أ- المركبات الكلورينية العضوية أو الهيدروكربونات المكلورة Organochlorinez Compounds

تعتبر المركبات الكلورينية العضوية خطيرة جدا ومعظمها تتسبب في إحداث سرطانات مختلفة سواء للإنسان أو الحيوان وتعرف هذه المبيدات باستمرار بقائها في مكونات البيئة المختلفة لفترات زمنية طويلة. فعلى سبيل المثال، يستمر بقاء بعض هذه المبيدات في التربة إلى عشرات السنين. ويعمل التسمم بهذه المبيدات على تمدد الأوعية الدموية، بالإضافة إلى حدوث تشنجات عضلية. كما أن معظم المركبات الكلورية العضوية تتخزن في الأنسجة الدهنية للحيوانات.

وتعد المركبات الكلورينية العضوية كذلك من أخطر المبيدات الحشرية الملوثة للماء، حيث أن مفعولها يبقى لفترة طويلة الأمد، كما أن تأثيرها واسع على عدد كبير من الكائنات الحية ومنها الإنسان. ومن أهم مبيدات هذه المجموعة ال د.د.ت والألدرين، والاندرين، حيث تصل هذه المبيدات إلى مياه البحار أو عن طريق المياه المتسربة من الأراضي الزراعية أو عن طريق الجو، إلا أن الدراسات البحثية أثبتت أن أكثر كمية من هذه المبيدات تصل عن طريق الجو وذلك أثناء تنفيذ عمليات الرش الجوي لمكافحة مختلف الآفات التي تهاجم المحاصيل الزراعية. كما أشارت تلك الدراسات إلى أن ما يتم فقده من المبيدات في الجو خلال عمليات الرش يزيد على 50٪ منها وهي النسبة التي لا يصل مفعولها إلى النباتات المستهدفة، حيث تتسرب تلك الكمية من المبيدات على شكل جسيمات الأتربة مع مياه الأمطار فتلوث مياه البحار والأنهار والأفلاج والمحيطات.

شكل يبين الفاقد من الرش الجوي بالطائرة

والمبيدات الكلورينية العضوية لا تتحلل بسهولة في البيئة وتبقى لفترة زمنية طويلة، ولذلك أشارت بعض الدراسات إلى أنه توجد في الأسماك والحيوانات البحرية كميات من هذه المبيدات، وتتركز بشكل أساسي في المواد الدهنية وبالتالي يزداد على مر الأعوام تركيز هذه المواد في أجسام الحيوانات التي تعيش في البحر. ولهذه الأسباب تم حظر وإلغاء استعمال الأغلبية العظمى (إن لم يكن جميعها) من مركبات هذه المجموعة في معظم دول العالم ومنها السلطنة وذلك بعد أن سعت الهيئات والسلطات العالمية المنظمة لاستخدام وتداول المبيدات إلى الحد من استخدام الكثير من هذه المبيدات بل إيقاف إنتاج تلك المبيدات.

ومن الأمثلة لهذه المركبات:Aldrin،Chlordane،Chlordimeform، Chlorobenzilate، DDT، Lindane

ب - المركبات العضوية الفسفورية Organophosphorous Compounds

ذكرت بعض المراجع العلمية أن كيمياء المركبات الفوسفورية العضوية بدأت في عام 1820م عندما أجرى أحد العلماء تفاعلا بين الكحولات وحامض الفوسفوريك. كما قام العالم الألماني شرادار Shradar باكتشاف الخواص القاتلة لبعض المركبات الفسفورية العضوية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، حيث شجعت اكتشافات هذا العالم إلى إجراء المزيد من الدراسة والبحث في المراكز العلمية البحثية، بالإضافة إلى المختبرات المتوفرة في شركات ومصانع إنتاج المبيدات لتحضير واختبار الآلاف من مركبات هذه المجموعة من المبيدات الحشرية.

تعتبر جميع المركبات الفوسفورية العضوية استرات لحامض الفسفوريك أو ثيوفسفوريك أو بيروفسفوريك أو فسفورنيك أو مشتقاتها. وتدخل في بنية المبيدات الفسفورية العضوية الكيميائية زمرة الفوسفات والتي تعد من أقوى المثبطات لعمل أنزيم الكولين أستيرز فهي ترتبط به وتحوله إلى أنزيم مفسفر من الصعوبة عليه أن يقوم بتحليل مادة الأستيل كولين الموجودة في النهايات العصبية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ارتجافات وارتعاشات تنتهي بالشلل نتيجة تراكم المبيد في الجسم.

تؤثر بعض المركبات الفوسفورية العضوية بالملامسة ، حيث تؤثر على الحشرات في موضع سقوطها على النبات ، وبعضها الآخر جهازي، حيث يتميز المبيد الجهازي عند معاملة النبات به بقدرته على النفاذ إلى داخل النبات الأمر الذي يمكنه من الاختلاط بالعصارة النباتية والانتقال معها بعد ذلك خلال النبات. ولذلك فسواء تم استخدام المبيد الجهازي في معاملة التربة أو في معاملة الجذور أو حتى في معاملة الأوراق، فأنه يمتص ويتحرك بعد ذلك في العصارة النباتية متخللا معها إلى باقي أجزاء النبات.

وتعتبر فعالية هذه المبيدات في مكافحة الحشرات التي تتغذى بامتصاص العصارة النباتية من أهم مزايا معاملة النباتات بالمبيدات الجهازية الحشرية، فعلى سبيل المثال، يعتبر التأثير الضار على الأعداء الحيوية والحشرات النافعة عند معاملة التربة أو الجذور أو البذور بالمبيد الحشري الجهازي قليلا مقارنة بالتأثير الذي قد يحدث من جراء استخدام المبيدات الحشرية التي تملك خاصية الملامسة. ومن المزايا الأخرى لاستخدام المبيدات الحشرية الجهازية على النباتات هي عدم تعرض المبيد للعوامل الجوية المختلفة من رياح وأمطار وغيرها و التي قد تتسبب في فقد جزء منه، بالإضافة إلى التغلب على مشكلة عدم تجانس توزيع رش المبيد على السطوح النباتية. إلا أن هناك بعض العوامل التي تحد من استخدام المبيد الحشري الجهازي، حيث تتمثل أهم تلك العوامل في أن عملية امتصاص المبيد وانتقاله داخل أنسجة النبات تكون ضعيفة في الجو البارد الرطب والمعروف بمساعدته على نمو الحشرات في ظل فعالية ضعيفة للمبيد المستخدم.

ويستخدم المختصون بالثروة الحيوانية في مراكز بحوث الصحة البيطرية والإنتاج الحيواني بعض المبيدات الفسفورية العضوية الجهازية في معاملة الحيوانات بجرعات قليلة بهدف القضاء على الطفيليات الداخلية التي تهاجم الحيوانات كيرقات بعض أنواع الحشرات التي تصيب الأبقار والماشية تحت الجلد، أو الحشرات وغيرها الموجودة على الجلد كالقمل والحلم والقراد. ولذلك يقومون بخلط المبيد الجهازي مع الغذاء المقدم للحيوانات أو يتم معاملة تلك الحيوانات به خارجيا، فينتقل المبيد خلال أنسجة جسم الحيوان بكميات تكون كافية لقتل الحشرات. ومن المعروف أنه متى ما تم التقيد بالتراكيز الصحيحة و الموصى بها من قبل المعنيين بالمبيدات، فإن الحيوانات المعاملة لا تصاب بأي أضرار، إلا أن الاستفادة من حليب الحيوانات ومشتقاته بالإضافة إلى اللحوم يجب أن تتم بعد فترة طويلة من تاريخ المعاملة قد تصل أحيانا إلى عدة أسابيع وذلك حسب سمية المبيد.

ونظرا للسمية الشديدة لمعظم مركبات هذه المجموعة بالإضافة إلى إحداث البعض منها لأنواع مختلفة من السرطانات، فقد حظرت السلطنة استيراد العديد من هذه المركبات إلا أن هناك بعض المبيدات ما زالت تستخدم في العالم نظرا لفعاليتها الجيدة من جهة و لعدم وجود أدلة كافية لحظرها أو تقييد استخدامها من جهة أخرى . ومن أمثلة المبيدات العضوية الفسفورية ما يلي:

Chlorpyrifos،Dicrotophos،Dichlorvos،Disulfoton،Dimethoate، Fenitrothion، Methamidophos

ج - المركبات الكارباماتية Carbamate Compounds

تعتبر المركبات الكارباماتية الجيل الثالث من المبيدات بعد المركبات الكلورينية العضوية والفسفورية العضوية وكلها استرات لحامض الكارباميك ولها تأثير مثبط لأنزيم الكولين استريز. كما أن مبيدات هذه المجموعة قريبة الشبه من المركبات الفسفورية العضوية من ناحية الفعل البيولوجي وطريقة الأثر السام، بالإضافة إلى أنها عموما تمتاز بتحللها إلى مشتقات غير سامة. وتتميز معظم مركبات هذه المجموعة بالذوبان العالي في الماء بدرجة تفوق المبيدات الفوسفورية والكلورينية، كما أن للعديد من المركبات الكارباماتية فعل جهازي.

من الأمثلة لمبيدات هذه المجموعة والشائع استخدامها ما يلي:

Pirimicarb) Pirimore –1) وهو مبيد حشري متخصص لمكافحة المن.

Pirimicarb

(Thiodicarb) Larvin -2 وهو مبيد يؤثر على يرقات الديدان حرشفية الأجنحة والنطاطات والثربس.

Thiodicarb

د- المركبات البايريثرويدية Pyrethroid Compound

تعتبر مبيدات هذه المجموعة أكثر أمانا مقارنة بمبيدات المجموعات الثلاث السابقة وهي تؤثر على الحشرات عن طريق الملامسة فقط وليس لها أي تأثير جهازي وتمتاز بثباتها وسرعة تأثيرها على الجهاز العصبي للحشرات وسميتها منخفضة نسبيا، كما أنها تستخدم للتغلب على مقاومة بعض السلالات الحشرية للمبيدات الفسفورية العضوية والكرباماتية، ولهذا يفضل دائما استخدام هذه المبيدات مع مراعاة فترات الأمان لكل مبيد ولكل محصول ويوضح الجدول التالي أمثلة لهذه المبيدات.

جدول يبين  أمثلة لبعض المركبات البايريثرويدية المستخدمة في مكافحة الحشرات الزراعية

* تعتبر الأسماء التجارية للمبيدات التي تم الإشارة إليها في الجدول أمثلة فقط وقد تكون هناك مسميات تجارية أخرى لتلك المبيدات.

هـ- مركبات متفرقة Miscellaneous Compounds

هناك الكثير من المبيدات الحشرية الفعالة لا تتبع المجموعات الأربع السابقة مثل:

(Acetamiprid) Mospilan .1 : مبيد حشري يستخدم لمكافحة المن والثربس والبق الدقيقي.

Azadrachtin)Neemosan .2): مبيد حيوي )مستخلص من شجرة النيم) ويستخدم ضد العديد من الآفات منها التربس في الرمان والذبابة البيضاء في العنب والخنافس وصانعات الأنفاق في أشجار الفاكهة.

Bacillus thuringensis)Delfin and Dipel .3): مبيد حيوي بكتيري يستخدم ضد الديدان القارضة للأوراق.

Buprofezin)Applaud .4): مبيد حشري مانع للانسلاخ يؤثر على أطوار اليرقات ويمنع تطورها لحشرة كاملة ويستخدم لمكافحة النطاطات والذبابة البيضاء والحشرات القشرية والبق الدقيقي.

Cyromazin)Trigard .5): مبيد حشري يستخدم لمكافحة صانعات الأنفاق في الخضار.

Diflubenzuron)Dimilin .6): مبيد حشري يستخدم ضد ديدان الأوراق والفراشة ذات الظهر الماسي في الخضار وصانعات الأنفاق في أشجار الفاكهة وتأثيره على اليرقات لا يظهر الا بعد عملية الانسلاخ التالية وهو لا يؤثر على الحشرات الكاملة.

Thiomethoxam 25 WP)Actara .7): مبيد حشري جهازي ويعمل كذلك عن طريق الملامسة ويستخدم ضد الذبابة البيضاء والمن وصانعات الأنفاق.

* تعتبر الأسماء التجارية للمبيدات التي تم الإشارة إليها أعلاه أمثلة فقط وقد تكون هناك مسميات تجارية أخرى لتلك المبيدات.

العوامل المؤثرة على الإنتاج

أهم العوامل المؤثرة على الإنتاج
التقاوي :
تنقسم الى :
* تقاوي خضرية الأصل : وتؤخذ من أجزاء خضرية من النبات كدرنة البطاطس – وكورمة القلقاس – وعقلة البطاطا وجذر الخرشوف حيث يجب إختيار قطعة التقاوي الخضرية بعناية والخالية من الأمراض حيث يؤثر ذلك على الإنتاج بالسلب أو بالإيجاب ومن أبرز الأمثلة :-
فصوص الثوم المأخوذة من حقل مصاب بالصدأ ونباتات الفراولة المأخوذة من حقل مصاب بالديدان الثعبانية .
* البذور :يراعى في اختيار التقاوي الآتي :
- أن تكون من صنف متجانس معروف بكثرة إنتاجه .
- استعمال تقاوي منتقاه والتي تنتج نباتات متشابهة في صفاتها لمواصفات الصنف الذي تم إختياره .
- أن تكون عالية الحيوية ممتلئة فكلما كبر حجم البذور وزاد وزنها كان محصولها أكثر ومثال ذلك في البقوليات مثل الفول والبسلة والفاصوليا .

ملحوظة هامة : استعمال المزارعون لتقاوي ناتجة من حقولهم سبب هام في عدم تجانسها وتدهور صفاتها إذا يغلب التلقيح الخلطي المحتمل حدوثة بين نباتات الحقول المتجاورة إلى إنتاج تقاوي محددة الصفات مما يؤثر على الإنتاج .
الطقس :
 عوامل الطقس المختلفة من حرارة ، ورطوبة وفترة ضوئية تؤثر على نباتات الخضر في مراحل نموها المختلفة
مثلا : إرتفاع درجة الحرارة يزيد من مرارة الخس وتخشب جذور اللفت والجزر واصفرار لون الطماطم وإنخفاضها يؤدي إلى وجود اللون البني في القرنبيط واللون البنفسجي في الفلفل وبعض أصناف الفاصوليا .
* وإرتفاع الرطوبة النسبية في الجو يقلل من اضرار الحرارة المرتفعة علي بعض المحاصيل الخضر مثل ( الفاصوليا ، والطماطم ) .
* أما طول النهار يظهر تأثيرة واضحا في تحديد موعد الأزهار والنضج كما يؤثر على تكوين الأبصال والدرنات ومثال على ذلك كلما زاد طول النهار كلما كبر حجم فصوص الثوم وطالت فترة النمو الخضري في الخضراوات الورقية .
 التربة :
 اختيار نوع التربة عامل يؤثر في نجاح زراعة نباتات الخضر وعلى كمية المحصول الناتج منها وتعتبر الأراضي الصفراء الخفيفة والثقيلة أنسب أنواع الأراضي لزراعة الخضر .
 الملوحة :
والمقصود بها نسبة الأملاح الذائبة في التربة وماء الري وأكثر هذه الأملاح ضررا هي كلوريد وسلفات وبيكربونات الصوديوم والمغنيسيوم
وقد قسمت نباتات الخضر من حيث مقاومتها للملوحة إلى ثلاث مجموعات كالتالي : -
1 – نباتات حساسة للملوحة وتشمل ( الفاصوليا ، الكرفس ، الفجل ، البطيخ )
2 – نباتات متوسطة التحمل للملوحة وهي ( الشمام ، الخيار ، البسلة ، البصل ، الثوم ، الكوسة ، الفلفل ، الخس ، الجزر ، الكرنب ، الطماطم )
3 – نباتات تتحمل الملوحة وتشمل ( السبانخ ، الإسبرجس ، البنجر ، اللوبيا ، الخبازي ، السلق ، الجزر البلدي ) .
الري :
تختلف نباتات الخضر من ناحية تحملها للعطش واحتياجاتها للماء من نبات لآخر .
فمثلا : النباتات سطحية الجذور مثل
الكرنب ، القرنبيط ، الكوسة ، الثوم ، الخس ، البصل ، البقدونس ، البطاطس ، الفجل ، السبانخ .
أكثر احتياجا للماء من النباتات متعمقة الجذور مثل ( القرع العسلي ، البطاطا الحلوة ، الطماطم ، الخرشوف ) .
منظمات النمو النباتية :
وهي عبارة عن مواد عضوية تستخدم بكميات ضئيلة جدا لتعطى تأثيرات متشابهة للهرمونات الطبيعية التي يكونها النبات وهذه المنظمات تؤثر على إنتاج نباتات الخضر من النواحي التالية : -
التحكم في نمو النبات إما بالتنشيط أو التعويق وفي مقاومة ظاهرة السيادة القمية في درنات البطاطس .
-      التحكم في الإزهار والثمار
-       التحكم في الثمار أثناء التخزين وذلك بخفض معدل التنفس في الثمار مما يطيل من صلاحيتها .
  منظمات النمو النباتية :
وهي عبارة عن مواد عضوية تستخدم بكميات ضئيلة جدا لتعطى تأثيرات متشابهة  للهرمونات الطبيعية التي يكونها النبات وهذه المنظمات تؤثر على إنتاج نباتات الخضر من النواحي التالية :
التحكم في نمو النبات إما بالتنشيط أو التعويق وفي مقاومة ظاهرة السيادة القمية في درنات البطاطس .
-      التحكم في الإزهار والثمار
-       التحكم في الثمار أثناء التخزين وذلك بخفض معدل التنفس في الثمار مما يطيل من صلاحيتها .
 تجهيز التربة
-       حرث التربة مرتين إلى ثلاثة مرات.
-       إضافة السماد الطبيعي بين الحرثه الأولي والثانية بمعدل    8 – 10 م3/دونم.
-       تزحيف وتسوية التربة .
-       تخطيط الأرض حسب نوع المحصول ( أحواض – خطوط – مصاطب)
الشتل 
       للشتل أهمية خاصة في زراعة الخضر إذ يزرع كثير من أنواعها بهذه الطريقة وتقسم أنواع الخضر من هذه الناحية إلى ثلاثة أقسام :

1- نباتات سهلة الشتل مثل الطماطم والفلفل والباذنجان والكرنب والقرنبيط والخس والكرفس .
2-    نباتات يجب الاحتراس والعناية في شتلها كالخرشوف والجزر والبنجر .
3-    نباتات لا تتحمل الشتل مطلقا كالقرعيات والبطاطس والبقوليات .
 ويراعى في الشتل أنه كلما كانت النباتات كبيرة كلما كان تأثير ذلك سيئا على المحصول وهذا يفسر ضعف المحصول الناتج عند بعض المزارعين باستعمالهم شتلات كبيرة وتقليم جذورها وبصفة عامة في النباتات التي تقبل الشتل يمكن القول أن النباتات التي تشتل وهي صغيرة محصولها أكبر من تلك الناتجة من شتلات كبيرة إذ أن الشتلات الصغيرة أقدر على تجديد مجموعها الجذري الذي يتقطع أثناء تقليعها من المشتل وكلما كبر حجم كانت أقل قدرة على هذا التجديد .
 وعملية الشتل هي عمليا عبارة عن نقل نبات صغير من مرقده حيث نما في مراحله الأولى وكون المجموع الجذري الذي يفقد أثناء التقطيع من المشتل إلى المكان المستديم حيث تبدأ النباتات في تكوين مجموع جذري جديد ولكي نشجع الشتلة على استعادة نموها في المكان المستديم يجب أن يتوفر لها الرطوبة المناسبة والغذاء الذي يشجع تجديد الجذور .
ولتوفير الرطوبة فيجب أن تزرع في أرض سبق ريها قبل الزراعة بعدة أيام أي مثل الطريقة الحراثي وتستعمل خشبة أو بوصة صغيرة لعمل حفرة صغيرة توضع فيها الشتلة ثم يثبت حولها التراب جيدا وبعد نهاية شتل الحقل يجري الري خفيفا . وهذه الطريقة تفضل عن الطريقة السائدة حاليا وهي الزراعة في وجود الماء والتي يعاب عليها ما يلي:
 1-    عدم ضمان بقاء الشتلة في الوضع الصحيح .
 2-    قد يصل الطين إلى القمة النامية من أيدي العمال القائمين بالشتل وهذا يؤدي إلى موت الشتلة .  
 3- مرور العمال في الخطوط المملوءة بالماء يساعد على ضغط التربة فتصبح متماسكة قليلة التهوية وهذا يؤدي إلى قلة التنفس .
 4-    بطء إجراء العملية نتيجة لصعوبة السير في الأراضي الموحلة .  
5-    هدم الخطوط التي سبق أن أقيمت أثناء الخدمة مما يستدعي إعادة إقامتها ثانيا بعد عدة أيام .  
6-    عدم انتظام الزراعة وذلك لأن الشتلات لا تكون منزرعة على منسوب واحد

العزيق(الحرث)

 العزيق من أهم العمليات الزراعية تأثيرا في حياة النبات فهو يساعد على احتفاظ الأرض بالرطوبة اللازمة للنبات إذ أن تفكيك التربة الذي يحدث في عملية العزيق يمنع فقد الماء الناشئ عن وجود الشقوق وعن الخاصية الشعرية كما أن عملية العزيق تساعد على التخلص من الحشائش التي تنافس النبات في غذائه والتي قد تكون مصدرا للأمراض ومأوى للحشرات كما أنها قد تحرم النبات من الهواء والضوء وعلاوة على مسبق فالعزيق يساعد إلى حد كبير على تهوية التربة وهذا بالتالي يجعلها تحتفظ بحرارتها وتزيد من قدرة النبات على امتصاص الغذاء .
        ويختلف عمق العزيق باختلاف المحصول فبينما يفيد العزيق العميق في زراعة الكرفس تجده ضارا للطماطم والكرنب وعموما فيراعى عند العزيق عدة عوامل أهمها شدة الحشائش ونوع المحصول ومعدن التربة وخصوبتها ومدى توافر ماء الري وكذا مسافات الزراعة وبصفة إجمالية يمكن القول أن العزيق مفضل عن الخربشة في الأراضي الثقيلة وذلك بالنسبة لبعض المحاصيل وكذلك في بداية حياة النبات وعندئذ لا يضر جذوره ضررا يذكر ، أما في الأراضي الخفيفة فالعزيق السطحي أو الخربشة أصلح من العميق لأنواع الخضر .
التسميد
  • الأسمدة العضوية
  • لأسمدة الكيماوية
الأسمدة العضوية : وتوضع بمعدل 8 – 10 متر مكعب / دونم وتشمل
 الانواع التالية:

-       السماد البقري : يحسن من خواص التربة ويضاف مع حرث التربة .
-       زبل الحمام : سماد يحتوي على حوالي ربع كمية الأزوت الموجود في السماد الكيماوي ويضاف للشمام والبطيخ بصفة خاصة .
-       سماد الغنم : يحتوي على عناصر غذائية أكثر من ( البقري) وأقل من سماد زبل الحمام .
-       الأسمدة الخضراء : وهي عبارة عن النباتات البقولية التي تزرع لهذا الغرض وتقلب في الأرض عند إزهارها حيث تزيد المادة العضوية في التربة .
الأسمدة الكيماوية : وتوضع على دفعات حسب نوع النبات وبمعدل 80 – 150 كجم /دونم وتشمل الآتي:
-       الأسمدة الأزوتية : وهي تشجع النمو الخضري وزيادة نسبة العقد وأهم موعد لأضافتها هي فترة الأزهار في الخضراوات المثمرة وفي الورقيات أثناء فترة النمو .
-       الأسمدة الفوسفاتية : وهي تساعد في نضج الثمار مبكرا وتكوين البذور وخاصة في البقوليات وأكثر الخضراوات إحتياجا لها هي البقوليات الجذريات والبصليات .
-       الأسمدة البوتاسية : وهي أسمدة ذات أهمية بالغة في تكوين النشا ولذا فهي ضرورية للبطاطس والبطاطا الحلوة بالإضافة إلى علاقاتها بصلابة أنسجة ثمار البطيخ والشمام .

لماذا يتم طلاء سيقان الأشجار باللون الأبيض ؟

  طلاء سيقان الأشجار باللون الأبيض 

لماذا يتم طلاء سيقان الأشجار باللون الأبيض 

من المؤكد أنك شاهدت أشجار مطلية بلون أبيض , فهل تساءلت يوماً عن السبب وراء ذلك , نحن سنخبرك بالأسباب التي تجبر المزارع أو القائمون على الحدائق بطلاء السيقان الرئيسية للأشجار , تابع المقال للنهاية لتصلك المعلومة بالشكل الكامل .

ما هي مكونات الطلاء الأبيض ؟ :

هو عبارة عن الشيد(الجير) المستخدم في طلاء الجدران الخارجية للبيوت رخيص التكلفة ويتم خلط معها كبريتات النحاس ما يسمى بين المزارعين الجنزارة , حيث يتم طلاء الأشجار بعد وصولها لعمر أربع سنوات , ويتم الطلاء بعد نهاية الشتاء في الربيع ويبقى لبداية الشتاء التالي ويزول مع المطر .

طريقة تحضير المحلول للطلاء :

  • 5 كجم شيد (هيدروكسيد الكالسيوم)
  • 1 كجم جنزارة ( كبريتات النحاس)
  • 0.5 كجم شبه (كبريتات البوتاسيوم و الالمنيوم المائية)
  • 20 لتر ماء 
  • حيث يتم تذويب 5 كجم من الشيد في 10 لتر ماء والتحريك جيداً , ثم تذويب 1 كجم من الجنزارة في 4 لتر ماء , ثم تذويب 0.5 كجم من الشبه في 4لتر ماء والتحريك جيداً , ثم تخلط كل المحاليل السابقة معاً مع التحريك الجيد لضمان تجانس المحلول ثم نكمل المحلول لـ 20 لتر ماء .
  • يجب دهن شجرة واحدة فقط ثم الانتظار لمدة 20 دقيقة للتعرف على سماكة اللون ومن ثم تخفيفة بالماء أو زيادة الشيد للحصول على اللون الأبيض .

الهدف من استخدام هذه المواد في تحضير المحلول :

  • يستخدم الشيد ليحد من ضرب أشعة الشمس بجذوع الأشجار ,كما يعطي شكلاً جمالياً للأشجار .
  • الجنزارة و هي عبارة عن كبريتات النحاس مادة معقمة وقاتلة للفطريات و البكتيريا والحشرات .
  • الهدف من وضع الشبة زيادة التصاق محلول الطلاء بالأشجار ويمكن استبدالها بالصابون .

عند عمل هذا المحلول يجب مراعاة التالي :

  • عند قيامك بطلاء الاشجار وخاصة التي تحتوي على قشور مثل العنب يجب ازالة القشور قبل اجراء الطلاء بالمحلول .
  • لا تترك المحلول بدون تحريك حتى لا يترسب وحاول تحريكة قبل استخدامة لبيقى متجانساً عند الطلاء .
  • يجب أن تراعي التركيز على الاماكن التي يوجد بها جروح بطلائها بشكل مركز و ادخال الطلاء بداخلها .
  • لا تحضر كمية محلول زائدة عن الحاجة حتى لا تخسرها في اليوم التالي بسبب تجمدها وترسيبها .
  • كمية 20 لتر التى تم تحضيرها تكفي لطلاء 40-45 شجرة متوسطة القطر .
تعتبر هذه الطريقة سهلة وغير مكلفة ولا تسبب أي مشاكل , ويتم فقط عملها مرة واحدة بالسنة ولا تحتاج لجهد يذكر , كما يمسى المخلوط الذي تم تحضيرة بأسم مخلوط بوردو , ويوجد مخالط أخرى و لكن هذا أكثرها انتشاراً  , ومن المخاليط الأخرى مخلوط برجندي الذي يتم فية استبدال الشيد (الجير) بكربونات الصوديوم و هذا المحلول يجب استعمالة مباشرة لأنه يفسد بالتخزين وهو يعالج نفس أمراض محلول بوردو .

الأمراض التي يمنع حدوثها ويقاومها :

يمع اصابة الاشجار باللفحات وتبقعات الأوراق الفطرية والبكتيرية كما أنة يمنع ظهور مرض الانثروكنوز و التقرحات و الجرب و البياض الزغبي ,ولوحظ عدم اصابة الأشجار المطلية بمرض الزغبي بعكس الاشجار التي لم يتم طلائها , ويعتبر هذا المخلوط مطهر فطري قوي , حيث أن مركب النحاس الموجود بالمخلوط هو الذي له تأثير سام  على المسبب المرضي .



تجهيز و تحضير التربة للزراعة

 تحضير التربة للزراعة

تجهيز و تحضير التربة للزراعة : إن اعداد الأرض و تجهيزها للزراعة يعني أن تتوفر فيها بعض الصفات , حيث تكون الأرض هشة و مفككة مما يسمح بتلامس حبيبات التربة مع البذور و جذور الأشتال لتساعدها في إمتصاص الماء و العناصر الغذائية و إنتشار الجذور, كما أن اعداد الأرض يساعد في التخلص من الأفات الكامنة بالتربة من خلال تعريضها للشمس و القضاء عليها و هنا سنتناول خطوات تحصير الأرض للزراعة .

أولاً : التخلص من المحصول السابق و تنظيف الأرض :

حيث نقوم بالتخلص من المحصول السابق و جمعة و حرقة في حال كان المحصول السابق تنتشر فية الافات و تهدف هذه الخطوة من عدم إنتقال الافات للمحصول المراد زراعتة , أما في حال كانت الأرض مزروعة بمحاصيل بقولية يمكن لنا تقليبها بالتربة بهدف تخصيبها و من الممكن ان نتعمد زراعة محصول بقولي بالأرض قبل تحضيرها للزراعة و قلب المحصول البقولي بالتربة قبل التزهير مما يزيد من خصوبة التربة و يمدها بالنيتروجين التي قامت النباتات البقولية بتثبيتة بالتربة , أما في حال كانت الأرض بور لم تزرع من قبل نقوم بتنظيفها من الحجارة والمواد الصلبة الأخرى قبل القيام بحرثها .

ثانياً : التسميد و الري قبل الزراعة :

تهدف عملية الري قبل الزراعة الى تسهيل عملية الحرث حيث يتم الري بغزارة ثم ترك الأرض عدة أيام للوصول لتربة متوسطة الرطوبة يمكن للمحراث الدخول و اتمام عملية الحراثة , كما هناك رية تسمى الرية الكاذبة و تستخد هذه الرية في الأراضي كثيرة الاعشاب حيث يتم خداع الأعشاب من خلال توفير المياه و ترك الأرض حتى ظهور الاعشاب و من ثم القيام بعملية الحرث , و من الضروري اجراء عملية الري بوجود السماد العضوي بهدف تخميرة و التخلص من المسببات المرضية و الأعشاب التي بداخلة , و يتم تسميد كل متر مربع بـ15 كيلوجرام من السماد العضوي و طبعاً تختلف حسب نوع التربةو خصوبة الأرض و نوع المحصول المراد زراعتة , كما يضاف السوبر فوسفات لكل متر مربع 50 جم و كبريتات البوتاسيوم 50جم و يعتبر هذا أساسي قبل الزراعة حيث تحتاج هذه الاسمدة لوقت حتى تتحلل و تزود النباتات بالعناصر الغذائية .

ثالثاً : الحرث

و هي عملية تفكيك التربة و تحضير مهد مناسب لنمو البذور و الاشتال , و تتوقف هذه العملية على عدة عوامل و هي :
  • نوع التربة : حيث أن الارض الطينية و الثقيلة تحتاج لعمية تفكيك و تنعيم إضافية و الى جرار زراعي ذات قدرة كبيرة بعكس التربة الرملية و الخفيفة .
  • نوع المحصول السابق : فكلما كان المحصول السابق متعمق فيحتاج لجرار قوي و قادر على قلب التربة و دفن مخلفات المحصول كما يمكن ان تكون التربة مندمجة فتحتاج لحرث اضافي و تنعيم و حرث عميق .
  • نوع المحصول المراد زراعتة : فكلما كانت المحاصيل المراد زراعتها عميقة الجذور يجب زيادة الحرث و عمقة .
  • نسبة الرطوبة في التربة : حيث ان زيادة الرطوبة عند الحرث تؤدي الى تكون الكتل من التربة التي يصعب تفتيتها و تنعيمها بعد ذلك و العكس تماماً خفض الرطوبة الزائد يؤدي لصعوبة الحرث .

يجب مراعاة التالي عند الحرث :

  • تغير عمق الحرث في كل مرة تقوم بحرث الأرض حتى لا تتكون طبقة صماء و التي تنتج من تكرار الحرث على عمق محدد .
  • عدم ترك اجزاء بدون حرث بين خطوط المحراث .
  • يراعة الحرث المتعامد لضمان جودة و دقة عملية الحرث .
  • حرث أطراف و نهايات الحقل .
  • عدم قبل التربة الملحية حتى لا تجلب الاملاح لسطح التربة .

علامات الحرث الجيد :

  • أن تكون خطوط المحراث مستقيمة غير متعرجة .
  • عدم وجود كتل صلبة كبيرة في الحقل بعد الحراثة .
  • انتظام عمق الحرث في اتجاه الحقل .
  • عدم وجود بقايا المحصول السابق .

عمق و عدد مرات الحرث :

زيادة العمق عن 20-25سم نادراً ما يكون ذات فائدة لمعظم المحاصيل , و الحرث على عمق أكثر من ذلك يزيد من تكاليف الحرث , وفي بعض المحاصيل ذات الاراضي المتماسكة نحتاج الى 60سم و قد نعمل ذلك كل عدة سنوات لكسر الطبقات الصماء .أما بالنسبة لعدد المرات فيمكن حرث التربة اكثر من مرة في الاراضي الطينية وقد تكون ثلاث مرات في المحاصيل المراد زراعتها لفترة طويلة و كذلك في الأراضي التي تنتشر بها الاعشاب .

فوائد الحرث :

  • اعداد مهد مناسب لوضع البذور و الاشتال و لتعمق الجذور .
  • التخلص من الحشائش الضارة و المنافسة للمحصول .
  • تهوية التربة و تبادل الغازات بشكل جيد .
  • تقليب النباتات تحت سطح التربة لتسريع من تحللها و الاستفادة منها .
  • يساعد على امتصاص مياه الأمطار و حفظها لمدة طويلة بالتربة .
  • يساعد على سرعة امتصاص العناصر الغذائية و تنشيط البكتيريا الهوائية .
  • اكسدة المواد المعدنية بالتربة و تصبح سهلة الامتصاص للنباتات .
  • الحد من انتشار الامراض الفطرية و البكتيرية و الحشرات .

رابعاً : تسوية و تخطيط الأرض :

بعد حرث و تنعيم التربة نقوم بتسويتها و البدء في تخطيط الأرض و تحديد مسافات الزراعة حسب نوع المحصول المراد زراعته حيث يتم تحديد خطوط الزراعة و المسافة بين الخطوط والمسافة بين النباتات و تحديد الكثافة النباتية لكل محصول , كما ترفع المصاطب في بعض المحاصيل خاصة الخضروات لتجنب الري الغزير و الامطار كما نقوم بعمل الصرف لكل قطعة للتخلص من الماء الزائد , و من ثم نقوم بتركيب شبكة الري المناسبة و تجريبها و من ثم القيام بعملية الزراعة .


#jhj_agricultural_eng

الموارد الطبيعية

Natural resources - Ressources naturelles

الموارد الطبيعية

  قبل نشأة الإنسان كانت تغطي الأرضَ تربةٌ خصبة في مناطق كثيرة، تكسوها الأعشاب والغابات والأشجار المثمرة، وكانت طبقاتها تحوي الفحم الحجري وحقول النفط والرواسب المعدنية المختلفة. كما كانت الشمس ترسل أشعتها، تحمل معها الحياة. وكانت السحب تتجمع في السماء، وتتناقلها الرياح هنا وهناك حيث تهطل أمطارها، ولكن لم تكن هناك موارد اقتصادية مهمة. ولم تكن العوامل البيئية الطبيعية المختلفة المتوافرة آنئذٍ مسخَّرة لخدمة الإنسان وتلبية حاجاته، فالفحم الحجري - مثلاً- لا يمكن أن يعدّ مورداً اقتصادياً إلاّ عندما يبدأ الإنسان في استخراجه واستخدامه قوة محرّكة، ومن ثم لا يمكن أن تُعد البيئة مصدراً للموارد إلا إذا دُرست في ضوء علاقتها بالإنسان، وطرائق استثماره لعواملها المختلفة وتحويلها إلى موارد اقتصادية تتأثر بعاملين رئيسين؛ أولهما عوامل البيئة الطبيعية غير الثابتة، وثانيهما الإنسان الذي تتغير حاجاته وقدراته باستمرار.
تصنيفها
تدخل الموارد الطبيعية natural resources في تكوين الأرض وتَشَكُّل غطائها النباتي، وترتبط بالكائنات الحية التي تعيش على سطحها، وبحياة الإنسان من دون أن يتدخل في توافرها عليه، فيستغلها في تحقيق مطالبه الأساسية من الغذاء والمأوى والملبس.
 كانت الموارد التي يستخدمها الإنسان في بداية حياته محدودة جداً، ولكن باطراد تقدمه الحضاري وتطوره وتزايد مطالبه المادية كثرت هذه الموارد وتعقّدت، كما تنامت قيمتها الاقتصادية. وبديهي أن من الصعب تحديد القيمة الاقتصادية لكل مورد من الموارد الطبيعية، واختلافها من مكان إلى آخر، بحسب شروط كل منها؛ وعلى سبيل المثال، تختلف الأهمية الاقتصادية لمياه المنطقة الصحراوية القاحلة عن مثيلتها في المنطقة الاستوائية الغزيرة الأمطار، وكذلك مياه المناطق السهلية عن مياه سفوح المناطق الجبلية الشديدة الانحدار، ومن ثم فإن القيمة الاقتصادية الفعلية للمورد الطبيعي الواحد تختلف من مكان إلى آخر، وتختلف في المكان الواحد من زمن إلى آخر، كما أن للمجتمعات المختلفة وعوامل أخرى تأثيرات مهمة فيها. 
حاول شولتز Schultz تحديد القيمة الاقتصادية لبعض الموارد الطبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية وإيضاح العلاقة بين زيادة إنتاج هذه الموارد الطبيعية والزيادة السكانية بمرور السنين، وانتهى إلى أن متوسط نصيب الفرد من هذه الموارد (الأرض، التربة، المياه، النبات الطبيعي) ينخفض تدريجياً مع مرور الزمن، وهذا يرجع إلى الزيادة السكانية من جهة، وتدهور البيئة الطبيعية وانخفاض إنتاجيتها من جهة أخرى. ومن ثم يلجأ بعض الدول إلى فرض الحظر على بعض سلعها الاستراتيجية ومواردها الطبيعية المعرضة للتدهور، فمثلاً تفضل الولايات المتحدة الأمريكية استيراد النفط من الخارج لتلبية جزءٍ كبيرٍ من احتياجاتها، وتخزّن بعضاً من نفطها احتياطياً في مكامن أرضية لتستخدمه عندما ينضب النفط أو يقل إنتاجه عالمياً.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك مناطق في العالم ذات موارد طبيعية عظمى، إلا أنها ليست مستغلة في الوقت الحاضر، كما هي الحال في أجزاء واسعة من حوض الأمازون Amazon وشمالي كندا، ومثل هذه المناطق يمكن أن تستغل مواردها الطبيعية استغلالاً اقتصادياً منظماً في المستقبل، وتكون لذلك فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، وعلى سبيل المثال، كانت سيبيريا معقلاً للمغضوب عليهم أيام عهد روسيا القيصرية، ولكن بعد الثورة الشيوعية عام 1917، وباستغلال الإنسان للموارد الطبيعية الهائلة، واكتشافه المعادن المتعددة فيها صارت تمثل مركزاً اقتصادياً مهماً في الاتحاد السوڤييتي السابق.
اختلفت الآراء بشأن تصنيف الموارد الطبيعية، فمنهم من يصنفها في أقسام حسب التوزيع الجغرافي، ومنهم من يصنفها على أساس التكوين، أو على أساس العمر.
ـ التصنيف حسب توزيعها الجغرافي:
- موارد طبيعية واسعة الانتشار وتشمل الموارد التي يسهل على الإنسان الحصول عليها لوفرتها، مثل عناصر الغلاف الجوي والأشعة الشمسية والتربة والمياه.
- موارد متوسطة الانتشار الجغرافي، مثل الغابات الطبيعية التي تكاد تغطي ما يزيد على ثلث مساحة اليابس من الكرة الأرضية، ولكن تختلف أهميتها من إقليم إلى آخر، ففي النروج أو السويد تفوق في أهميتها غابات تشيلي، ويرتبط بها البناء الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعين النروجي والسويدي. كما تنتشر مصائد الأسماك على طول السواحل وفي مياه الأنهار في معظم أنحاء العالم، لكن أهميتها الاقتصادية تقتصر على مناطق محددة. كذلك حال الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، إذْ تختلف أهميتها حسب مكانها ودرجة استغلالها، وجودتها وشروطها الطبيعية، فأهمية الأرض الزراعية كبيرة في بلد مثل كندا التي قدر عدد سكانها عام 2006 بـ 33 مليون نسمة تقريباً، في حين أن مساحتها الإجمالية تبلغ ما يقرب من 10ملايين كم2.
- موارد محدودة الانتشار، ويتركز وجودها في مناطق محدودة جداً على سطح الأرض، مثل النفط الذي يتركز معظم إنتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط وروسيا والحوض الكاريبي، ومعدن النيكل الذي يكاد يتركز إنتاجه في ولاية أونتاريو الكندية، والقصدير في جنوب شرقي آسيا، والبوتاس في ألمانيا، والألماس في مناطق من القارة الإفريقية.
ـ تصنيفها حسب قدرتها على التجدد والاستمرار:
- موارد متجددة renewable resources: تجدد ذاتها تلقائياً، مثل عناصر الغلاف الجوي، وأخرى يتدخل الإنسان في عمليات إعادة تجديدها وتنظيم استغلالها مثل المياه العذبة والتربة واستثمار الغابات بطريقة سليمة وعلمية، فلا تستثمر إلا الأشجار التي تكون في سن القطع، على أساس نظام إحلال شجيرات جديدة محل المقطوعة، ويعمل الإنسان على المحافظة على الغابات من الحرائق وفتك الحشرات والأمراض المختلفة مما يساعد على تجددها الطبيعي.
- موارد غير متجددة non- renewable resources: وسبب ذلك سوء استغلال الإنسان لها، مثل أعمال الرعي غير المنظّم الذي يؤدي إلى تدهور المراعي، والصيد البحري غير المنظّم الذي ينجم عنه اضمحلال مناطق الصيد، والزراعة البدائية التي تؤدي إلى ضعف التربة، وكذلك استخراج الفحم والحديد والنفط والغاز والفحم الحجري والأملاح والمعادن الأخرى، وغيرها، وكل هذه الموارد لابد أن ينضب معينها في وقت من الأوقات، ولن تتجدد مرة أخرى إذا ما تم نفادها، وقد تؤدي عمليات التقدم التقني إلى زيادة انتشار مثل هذه الخامات التعدينية إذا أحسن استغلالها.
- موارد غير قابلة للنفاد inexhaustible resources مثل الهواء والبحار والرمال والغضار والأحجار وغيرها.
ـ تصنيفها حسب تكوينها:
- موارد عضوية organic resources: وتشمل موارد الغابات والمراعي والحيوانات بأنواعها المختلفة والموارد السمكية والفحم والنفط، والأخيران من مصادر القوة المحركة ذات الأصل العضوي.
- موارد غير عضوية resources inorganic: مثل الماء والخامات المعدنية وأحجار البناء، والمواد الكيمياوية التي تتوافر في الجو مثل الآزوت أو في الأرض مثل الأملاح المعدنية المختلفة.
يمكن إدراج بعض عناصر البيئة الطبيعية في عداد الموارد الطبيعية لأي إقليم من أقاليم الكرة الأرضية، مثل الموقع الفلكي، أي موقعه بالنسبة لخطوط الطول والعرض، ويؤثر ذلك في تحديد نوع المناخ والحياة النباتية والحيوانية. وكذلك الموقع الطبيعي للإقليم، ومدى التوزيع اليابس والماء أو التضاريس عليه وغيرها، إذ يحدد هذا الموقع النشاط الاقتصادي لدرجة كبيرة، وهذا ما جعل هولندا، مثلاً، بموقعها البحري وبمصائدها الساحلية، وبوقوعها على مصب نهر الراين من أقدم الدول البحرية التي جابت المحيطات وارتادتها. وكذلك الموقع الطبيعي للنرويج، بامتدادها على طول الساحل الغربي لشبه جزيرة اسكندينافيا، وتوافر «الفيوردات» المتعمقة في الداخل، وبفقر بيئتها الداخلية وهدوء مياهها الساحلية، وتوافر الثروة الغابية، كل هذه العوامل دفعت النرويجيين إلى الاتجاه نحو البحر وركوبه، وصار أسطولها التجاري في المقام الثالث بعد الأساطيل التجارية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وذلك من حيث الحمولة والأهمية، فكأن الموقع الطبيعي يعدّ على نحو غير مباشر مورداً طبيعياً يدفع السكان إلى مزاولة نشاط معين.
وكذلك فإن موقع الوطن العربي بين القارات الثلاث جعل منه حلقة وصل تاريخية مهمة في الاتصال بين الشرق والغرب، وقد تزايدت أهمية هذا الموقع بعد شق قناة السويس، ويعد تأميم قناة السويس وما ترتب عليه من زيادة دخل البلاد استغلالاً مفيداً للموقع الجغرافي لمصر يعود عليها بالخير.
وثمة أمثلة عديدة أخرى عن أهمية الموقع الطبيعي ومن أهمها:
موقع عدن بالقرب من باب المندب، الذي يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، بما له من أهمية استراتيجية في منطقة البحر الأحمر، وموقع قناة بنما التي تصل بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وموقع سنغافورة على الطريق التجاري الملاحي المهم بين أوربا وشرقي آسيا. وموقع مضيق البوسفور الذي يمثل العُنق الذي يصل بين البحرين الأسود وإيجة.
فهذه المواقع البحرية تمثل صلات وصل اقتصادية وحضارية بين بلدان العالم، وتسهل انسياب السلع التجارية، ومن ثم تؤثر في تكلفة النقل وأثمان السلع إلى حين وصولها إلى مناطق الاستهلاك، وهذا إلى جانب أهميتها السياسية. وقد تضطر بعض الدول إلى الاشتراك في الحروب من أجل الاحتفاظ بهذه المواقع الحيوية.
ـ تصنيفها حسب المساحة: تعدّ مساحة الإقليم أو الدولة مورداً من مواردها الطبيعية، فكلما كبرت مساحة الأرض المنتجة في دولة من الدول ازدادت مواردها. وينسحب هذا القول على الدولتين العملاقتين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، إذ ترجع أسباب تفوقهما الاقتصادي إلى اتساع مساحتيهما، وضخامة مواردهما الطبيعية وتنوعها، وعوامل علمية وبشرية واجتماعية كثيرة.
ولكن كبر المساحة وما يرتبط به من وفرة في الموارد الطبيعية لا يمكن أن يعد وحده العامل الفيصل في التقدم الاقتصادي، إذ إن هنالك عوامل أخرى يجب أن تتوافر كلها لكي يمكن الإفادة من اتساع المساحة بوصفها مورداً اقتصادياً غير مباشر.
وإضافة إلى الموقع والمساحة، هناك موارد طبيعية أخرى غير مباشرة، يذكر منها الأشكال التضريسية العامة من سهول وهضاب وجبال، والتي يمكن أن تعد عوامل بيئية طبيعية مهمة، تؤثر في تنوع العوامل المناخية والغطاءات النباتية، والمجموعات الحيوانية. ويتوقف على كل هذه الإمكانات الطبيعية مدى تنوع النشاط البشري لسكان الإقليم أو الدولة.
صيانة الموارد الطبيعية وتنميتها
 يرتكز مفهوم صيانة الموارد على دراسة عناصر البيئة الطبيعية وتحليلها وتركيبها ووظائفها من أجل استخدامها الأمثل وفق ضوابط ومعايير معينة، بما يحقق بقاءها مصدر عطاء دائم، ومن ثم يقلل أعمال استنزافها.
وتبرز اليوم أهمية صيانة الموارد من ندرتها واستنزاف كثير منها، وزيادة الطلب العالمي عليها؛ ولهذا فإنه من الضروري تبنيّ استراتيجية واضحة المعالم لصيانتها وحمايتها من الاستنزاف. ويسهم العاملان الآتيان على نحو رئيسي في تحقيق الاستراتيجية المقترحة:
- تحقيق توازن بين النمو السكاني من جهة، والنمو الاقتصادي وما يتطلبه من زيادة الطلب على الموارد البيئية المختلفة من جهة أخرى. والهدف من ذلك هو إيجاد التوازن بين الموارد الاقتصادية المتوافرة في البيئة وبين عدد السكان، فزيادة عدد السكان تؤدي إلى استنزاف الموارد الاقتصادية، وينجم عنها العجز في الاقتصاد، ومن ذلك فإن البيئة المستدامة تتطلب ضبط النظامين الاقتصادي والاجتماعي وفق منظومة متناسقة لا يطغى أحدها على الآخر.
- توفير مستلزمات السكان المتزايدة، من دون الإضرار بالموارد البيئية ومنظوماتها، ويساعد ذلك على تحديد حجم الموارد الطبيعية المطلوبة لعملية التنمية المستدامة، ودراسة تأثيراتها المختلفة في المنظومة البيئية، وتقدير الحاجات المستقبلية من الموارد الطبيعية وفق جدول زمني معين. ويسبق كلَّ هذه الخطوات تحديدٌ دقيق وشامل لحجم المورد الطبيعي وطبيعته، وعدد سنوات استغلاله من دون إحداث خلل في المنظومة البيئية. وحسب طبيعة هذا المورد المتجدد أو غير المتجدد.
وبما أن الموارد الطبيعية المتوافرة في الكون - من تربة ومعادن وغابات وبحار وغيرها- هي أساس كل نشاط زراعي أو صناعي، فلا بد من المحافظة عليها لتحقيق التقدمين الاقتصادي والاجتماعي المنشودين. وإذا ما استنزفت الموارد البيئية الطبيعية وتدهورت فإن أعباء ذلك سوف تكون خطيرة على الإنسان والبيئة والاقتصاد على حد سواء. ويمكنها أن تتضمن اختفاء الغابات واستنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة وتعرية التربة وتحميضها وانخفاض قدرتها الإنتاجية وانتشار الصحاري وتلوث البيئة وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن التنمية المستدامة تهدف إلى تلبية حاجات الحاضر ومتطلباته من دون الإخلال بالقدرة على تلبية حاجات المستقبل ومتطلباته، وخصوصاً مع تلك الزيادة السكانية الهائلة، التي سوف تضغط على قاعدة الموارد الطبيعية للحصول على الغذاء والمسكن والوقود، إضافة إلى أن معظم القرارات الاقتصادية والمادية توضع من دون أي حسبان للبيئة وعناصرها المختلفة.
ويتطلب تطبيق التنمية المستدامة أخذ المقتضيات البيئية والاقتصادية في الحسبان، كما لابد من أن يشمل التخطيط لها التمويل ودراسة ملاءمة التقانات المعتمدة للبيئة وتقييم مخاطرها، والوقاية من التلوث.

المنظومات الزراعية

المنظومات الزراعية

الشكل (1) الأهداف العامة للزراعة
الزراعة agriculture هي أنشطة خاصة ذات طبيعة خاصة ينفذها الإنسان، وتميزها معالم وأمور عدة. تُمارس ضمن منظومات زراعية agricultural systems تمتلك جميع المكوِّنات الرئيسة التي يتفاعل بعضها مع بعض، وتُؤلف الوحدات الزراعية التشغيلية، ومخارج زراعية معينة. وبديهي أن المنظومات الزراعية هي في الوقت ذاته منظومات بيئية ecosystems معقدة، ترمي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية معظمها - إن لم يكن كلها - مرتبط بمنتجات معينة (الشكل1) وقد تكون المنظومات كبيرة جداً تضم مناطق زراعية واسعة متعددة المحاصيل، أو تكون صغيرة جداً تقتصر على محصول نباتي واحد. كما أن مكوناتها يمكن أن تراوح بين مجموعات من الكائنات إلى قطعان حيوانية كبيرة أو مجموعة من المحاصيل. وتتضمن منتجاتها، نباتات وحيوانات، أو أجزاء منها؛  يُستعمل بعضها غذاءً، وبعضها الآخر ملابس أو مفروشات أو لتوليد الطاقة مثل روث الحيوانات في بعض المجتمعات الفقيرة، أو مأوى. وفي حين تتضمن هذه المجموعة أشجار الفاكهة والمطاط؛  فإن أشجار الغابات غير مشمولة فيها، فتُعامل الحراج والغابات على أنها فرع زراعي خاص.

نباتات المحاصيل
  الثدييـــات
الطيـــور
عدد الأنواع المستخدمة
1000- 2000 
20 - 30
5 - 10
% من الأنواع المتوافرة
نحو 0.4
نحو 0.5-0.75
نحو 0.05-0.1
عدد الأنواع المهمة اقتصادياً
100-200
نحو 10
4- 5
عدد الأنواع التي توفر معظم الإنتاج العالمي من الغذاء
15
5
2
الجدول (1): عدد الأنواع المستخدمة في الزراعة
والزراعة هي علاقات متشابكة وتوازنات دقيقة بين عناصر مختلفة (التربة والنباتات والحيوانات والبيئة والاقتصاد وغيرها). وتكاد الأنشطة الزراعية التقليدية تنحصر بإنتاج الحاصلات المختلفة ورعاية حيوانات المزرعة ودواجنها. ومن ثم يُشير إليها بعض الباحثين بأنها الأنشطة المرتبطة تحديداً باستخدامات التربة الزراعية، ويعدّون الحاصلات والحيوانات التي لا تُُستخدَم التربة في إنتاجها حاصلات غير زراعية بالمعنى الكامل، مثلاً التربية المنزلية للطيور والزراعة المائية[ر]، ولكن هنالك اعتراضات كثيرة على هذا التصنيف.
يتميز بعض الحيوانات والنباتات بسهولة تربيتها والحصول على منتجاتها، ولعلّ هذا أحد الأسباب الرئيسة لقلة عدد الأنواع الحيوانية والنباتية الزراعية المستغَّلة، مقارنة بأعداد الأنواع النباتية والحيوانية المنتشرة في العالم (الجدول 1).
ويبين الجدولان (2) و (3) الحيوانات والنباتات المهمة زراعياً في معظم أنحاء العالم.
المنتجات النباتية كثيرة، ويُستعمل كثير منها في تغذية الإنسان مثل الخبز من القمح وأنواع نجيلية أخرى، والسكر والأرز والخضار المختلفة وأنواع كثيرة من الفاكهة والبذور والزيوت، وفي إعداد منتجات صناعية مثل التبغ والعطور والأدوية والأصبغة والمشروبات، وغيرها. أما المنتجات الحيوانية فهي أقل عدداً، وفي مقدمتها الحليب واللحوم والبيض والأسماك والعسل، يُضاف إليها منتجات أخرى مثل الصوف والفراء والحرير والجلود والقرون والأظلاف والريش ومسحوق العظام والدم المجفف والروث.




الثدييات
الأبقار
الجاموس
الأغنام والماعز
الخيول والحمير والبغال
الخنزير
الإبل


الطيور
الدجاج المستأنس
البط والإوز
الحبش
فقاريات ذات دم بارد
الأسماك

لافقاريات
النحل
دود القز
الجدول (2): الحيوانات الزراعية الرئيسية
يُستخدم مصطلح «العلوم الزراعية» أحياناً لوصف الدراسات والأعمال الزراعية، ولكن ذلك قد يكون مُضللاً في بعض الأحيان، وذلك لأن الزراعة تضم في الواقع علوماً مهمة أخرى، ومن ثم قد يكون من الصعب فصلها عنها. ومن ثم يجب الاهتمام بجميع هذه الموضوعات معاً؛ وفي مقدمتها العلوم الاجتماعية والاقتصادية والحيوية (البيولوجية) والهندسية والبيطرية والغذائية والوقائية وغيرها من علوم ومعارف ذات صلة وثيقة بالزراعة و تدعم وظائفها وعملياتها (الشكل 2).
وانطلاقاً مما سبق، فإنه يمكن القول: إن الزراعة هي أنشطة إنسانية عديدة وهادفة، تُستغل علومها في  إنتاج الغذاء واللباس وكذلك الطاقة ومنتجات أخرى، عبر استخدامٍ منَظَّمٍ للنباتات والحيوانات المهمة، يُحقِق أيضاً موارد مالية مناسبة للقائمين بها، ومن ثم فإنها في الوقت ذاته، نشاط اقتصادي بالغ الأهمية.
هنالك نماذج متعددة من المنظومات الزراعية، منها على سبيل المثال نموذج عام لمنظومة مجترات في بريطانية مبين في الشكل (3).
إذن فالزراعة: تداخلات وتفاعلات وتوازنات بالغة التعقيد تضم عوامل كثيرة، وتهدف إلى تحقيق أمور كثيرة، وإن كثيراً من الزراعات الحديثة قد فقد التوازنات اللازمة لتحقيق الاستدامة البعيدة المدى، كما أن الاعتماد المكثف على المحروقات غير المتجددة والمُدخلات الخارجية  قد سبّب إساءة استخدام التربة وتدهورها، وهذا ما حدث أيضاً للمياه والأنماط الوراثية والموارد الثقافية التي اعتمدت الزراعة دوماً عليها. وإن استمرار الاعتداء على ما يجب أن يُترك للأجيال القادمة، سواء من المياه أم المحروقات أم التربة أم الموارد الوراثية الأساسية أم غيرها؛ سيترك آثاراً سلبية على الزراعة والمزارعين والمستهلكين. وإن العودة إلى تنفيذ منظومات زراعية حكيمة تضمن استدامة الزراعة أمر بالغ الأهمية.
لهذا يرغب المخططون والباحثون في تنفيذ منظومات زراعية مستدامة[ر] sustainable agriculture، تشتمل على  مشروعات زراعية متكاملة من الإنتاجين النباتي والحيواني، يُعتمد فيها على استخدام جميع العلوم الفيزيائية والكيمياوية والحيوية (البيولوجية) والاقتصادية بغية تفهم المشكلات الزراعية وحلها، وذلك بغية تحقيق الأهداف الآتية:
ـ توفير احتياجات الإنسان من الأغذية والألياف.
ـ تحسين البيئة المحلية وقاعدة الموارد الطبيعية اللتين تؤثران في الاقتصاد.
ـ الاستخدام الأمثل للموارد غير المتجددة وموارد المزارع المحلية.
ـ استمرارية الحيوية الاقتصادية economic viability للإدارة المزرعية.
ـ تحسين نوعية الحياة للمزارعين وأفراد المجتمع عامة.
النجيليات
القمح، الشعير، الأذرة، الأرز، الشوفان، الميليت.
القرنيات
الفول، البازلاء، فستق العبيد، فول الصويا.
الحاصلات العلفية
الفصفصة، البرسيم، البيقية، الكرسنة، الحشائش والأعشاب.
الحاصلات الزيتية
الزيتون، النخيل، فستق العبيد، بذر القطن، بذر عباد الشمس، بذر فول الصويا.
المكسرات
اللوز، الجوز، البيكان، الفستق الحلبي.
الحاصلات السكرية
الشمندر السكري، قصب السكر
الحاصلات الدرنية والجذرية
البطاطا، البطاطا الحلوة، الكاسافا، الفجل، البصل، الثوم، اللفت.
الحاصلات الورقية
السبانخ، الملوخية، الملفوف، الخس، التبغ.
الثمار
التفاح، الكمثرى، الخوخ، الدراق، الحمضيات (الموالح)، العنب، الكرز، الفريز.
المنبهات والتوابل
الشاي، البن، الكاكاو، الفلفل، القرفة.
الأزهار
الياسمين، الورد، الفل، الزنبق.
النباتات الطبية
اليانسون، الصعتر، الخطمية، الكركدية، الكينا، الخشخاش.
محاصيل الألياف
القطن، الكتان، الجوت.
الجدول (3): نماذج من الحاصلات النباتية الزراعية الرئيسية
ويتطلب ذلك أيضاً التركيز على البنى التحتيةinfrastructures التي تتضمن دعماً متكاملاً للنماذج modelsالمختلفة، وقواعد البياناتdatabases والبرامج وبروتوكولات التوثيق واستراتيجيات معالجة البيانات، والتركيز على الدراسات الحقلية وغير الحقلية المساندة لها. كما أنها ستحتوي على أجزاء بحثية وأخرى تنمويةdevelopmental. ومن الضروري اشتراك جميع المهتمين بها في تخطيطها وتنفيذها لأن ذلك سيضمن استدامة الحلول من الوجهتين البيئية والاقتصادية، وتطوير حلول جيدة للمشكلات المدروسة. ولابد في هذا المجال من الاستعانة  بمدخلات ونواتج مهمة، منها مايأتي:
1 ـ توافر المعرفة العلمية الخاصة بالمنظومات الزراعية، ويشمل ذلك تعريف المنظومة الزراعية وكيفية دراستها؛ وكيفية تعريف مكوناتها المهمة وطرائق دراسة مكوناتها كافة، مثل التآثرات (التفاعلات) interactions بين المكونات الحيوية والفيزيائية والكيمياوية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
2 ـ دمج معلومات جميع البرامج المدروسة وبياناتها ضمن «رزم» packages  يُمكِن لغالبية العاملين في حقولها تنفيذها بسهولة وكفاءة.
3 ـ تحقيق إمكانات استعادة قواعد البيانات والمعلومات والأدوات التحليلية لشؤون إدارة المزارع، والقدرة على استخدام البيانات المتحصل عليها من برامج أخرى استخداماً جيداً، مثل نماذج المياه والمخصبات والمبيدات والإنتاج المزرعي.
4 ـ تقانات تُحسِّن حيوية المنظومات الزراعية المختلفة (النباتية والحيوانية) أو تُمكِّن من تطوير منظومات إنتاجية مستدامة أخرى.
5 ـ استخدامات تركيبية لجميع العاملين في الزراعة، مثل المنتجين ومقدمي الخدمات والمدخلات، والمرشدين الزراعيين والعاملين في التعليم الزراعي وما يرتبط بهم من علوم، وغيرهم، وذلك للاستفادة منهم في تحديد المشكلات البحثية والتنموية وأولوياتها.
6 ـ تحقيق برامج متكاملة ذات قواعد علمية بغية تحديد الموضوعات والمشكلات الزراعية في المنطقة المعنية؛ وتقويم مدى أهميتها بالنسبة إلى الإنتاجية والبيئة والاقتصاد وعوامل أخرى عدة تهم المجتمع الريفي والزراعي الذي تُدرس فيه.
كانت المشروعات الزراعية في أثناء القرن العشرين تهتم بمفاهيم محددة مثل: توفير العمل الزراعي، التسويق، التمويل، الموارد الطبيعية، الموارد الوراثية، التغذية، الأدوات والآليات، الأخطار الممكنة، وغيرها. ومع أنه من الممكن معالجة كل من هذه المفاهيم وغيرها على نحو جيد، إلا أن النتائج تكون أفضل بمعالجة عدد منها معاً، قلّ أو كثر، على أساس منظومة زراعيةagricultural system متآثرة (متفاعلة) ومتكاملة، حيث يكون تأثير التآثر بين مكونات متعددة أكثر أهمية من تأثير كل منها وحده. وإن معالجة العمليات الزراعية كمجموعة توفر مرونة إدارية أفضل، كما توفر ظروفًا أكثر سلامة للعاملين في الزراعة وللحيوانات الزراعية.
الشكل (2) التداخل بين الزراعة وعلوم وأنشطة أخرى (اقتصر للتبسيط على ثلاثة منها)
بلغ إنتاج كثير من المحاصيل في بلدان عديدة ـ ومنها الولايات المتحدة الأمريكية ـ حداً كبيراً، ومن ثم أدى ذلك إلى حدوث فائض كبير في المنتجات، مما دعا كثيراً من المزارعين إلى التوقف عن استغلال قسم من أراضيهم. وقد أدت الزيادات الإنتاجية الكبيرة إلى انخفاض كبير بمساحات عدد من الحاصلات الزراعية ؛ في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف الإنتاج، وأدى ذلك إلى انخفاض دخل المزارعين، ومن ثم إلى توقف عدد كبير منهم عن العمل في الزراعة، وأُجبر كبار المزارعين على السعي إلى زيادة كفاءة إنتاجهم الزراعي عبر تقليص التكاليف وتعظيم maximization الإنتاج. وفي الوقت ذاته، ازداد اهتمام الناس بذلك وازداد الضغط الذي يمارسونه على المزارعين لتحقيق بيئة أفضل ومنتجات أكثر سلامة، عبر السعي نحو الحفاظ على نظافة الهواء والماء والتربة؛ وحسن معاملة الحيوانات، وإنقاص استخدام المبيدات والكيمياويات كثيراً، وغيرها.
وصار الاهتمام بالاستدامة الزراعية أمراً أساسياً ومركزياً لمعظم البرامج الزراعية، وفي حين يمكن المحافظة على استدامة اقتصادية لنشاط زراعي ما بوساطة وسائل صنعية، فإن هذا الاتجاه قد لا يبقى مستداماً على المدى البعيد، ومن ثم فإن التكاليف والتنظيمات البيئية وتغيرات السوق ستجعل الدعم الصنعي غير ممكن، ومن جهة أخرى فإن النشاط الزراعي المصمَّم ليكون مستداماً من الناحية البيئية يمكن أن يكون أيضًا مستداماً اقتصادياً بوساطة الضغوط التنظيمية والتسويقية واستخدام التقانات الحديثة والسواتل الصناعية وغيرها. وإن هذه الآليات تُشجع كثيراً أنشطة البحوث والتعليم والإرشاد لبرامج المنظومات الزراعية التي يُشار إلى بعض الأمثلة منها فيما يأتي:
الشكل (3)
- الزراعة العضوية: الزراعة العضوية organic agriculture هي منظومة إنتاجية تتحاشى، أو تستبعد ما أمكن استخدام المخصبات المصنَّعَة والمبيدات والإضافات additives الغذائية للحيوانات والدواجن ومنظمات النمو (التي انتشر استخدامها بصورة مرعبة وبالغة الخطورة والضرر في البلدان النامية حيث يُسميها كثيرون بالهرمونات). وتعتمد هذه المنظومة على أقصى استخدام ممكن للدورات الزراعية  crop rotationsالحكيمة، وبقايا النباتات وروث الحيوان (السماد العضوي أو البلدي) والبقولياتlegumes والسماد الأخضر green manure والمنتجات العضوية غير الزراعية والحصاد الآلي والمكافحتين الحيوية والمتكاملة للحشرات والطفيليات.
إحدى المميزات المهمة للزراعة العضوية هي استخدامها الأقل لطاقة الدعم support energy الناتجة من مصادر غير الإشعاع الشمسي solar radiation الراهن. ومن المعلوم أن الفحم والغاز الطبيعي والنفط ومشتقاته هي مصادر غير متجددة، احتاجت لتكونها إلى آلاف السنين، وهذه المدة الزمنية هي التي تهم الناظر إلى الاستهلاك غير الحكيم لهذه المنتجات. إن الطاقة الشمسية التي ثُبِتت في أشجار بالغة قد احتاجت إلى مدة طويلة لتثبيتها، وإن رجلاً عمره خمسون عاماً يحرق قطعاً من أشجار بلوط oaks ينهي طاقة لن تتجدد فيما بقي له من العمر. المشكلة الأساسية هي الاستهلاك غير الحكيم الذي يجعلها إلى زوال قريب. ومع أن هنالك موارد مهمة أخرى يمكن استخدامها مصادر للطاقة (الرياح والأمواج والطاقة النووية)، لكن تقنيات استخدام بعضها لم تصل بعد إلى الكمال والسلامة المطلوبين.
لعل المزيّة الكبرى للزراعة هي قدرتها على استغلال الإشعاع الشمسي في إنتاج الغذاء والألياف لمنفعة الإنسان، في الوقت الذي لا تتمكن أي صناعة أخرى من ذلك إلى أي حد جدير بالاهتمام. إذن فالزراعة: هي «النفط» الذي لا ينضب مادامت أشعة الشمس مستمرة بإضاءة الأرض. 
أصبحت الزراعة العضوية إحدى الركائز المهمة والمتنامية في كثير من البلدان، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، مثلاً، تضاعفت هذه الزراعة وازداد استهلاك منتجاتها بنسبة 20% في العام في أثناء السنوات العشر الأخيرة. وإن نحو 80% من المنتجات الزراعية العضوية المباعة اليوم هي من الفواكه والخضراوات الطازجة. وقد ازدادت أهمية هذه الزراعة بصدور تنظيمات تتعلق بمعاييرها، سنّتها وزارة الزراعة الأمريكية عام 2002، وتبع ذلك تشريعات مهمة من بعض الولايات هدفت إلى طمأنة المستهلكين إلى أن ما يتناولونه هو فعلاً منتجات زراعية عضوية. 
 يعود تاريخ الزراعة العضوية الأمريكية إلى سنوات حدوث ما سُمي كرة الغبار dust bowl في الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث كانت عمليات الحراثة كثيفة جداً وأدت إلى إتلاف بنية التربة وتركيبها في مناطق كثيرة، ولاسيما المواد العضوية الموجودة فيها، مما زاد حجم هذه المشكلة. ونبَّه إدوارد هـ. فولكنر Edward H. Faulkner  على ضرورة الحفاظ على التربة ومكوناتها الطبيعية باستخدام طرائق حديثة للحراثة، واستخدام أقل حدّ ممكن من عمليات تغيير معالم التربة.  وتبعه عدد كبير من الباحثين الذين ركَّزوا على هذه الأمور على نحو جاد ومستمر.
- معالجة السماد العضوي والموارد الغذائية: السماد العضوي (البلدي) manure هو مصدر مهم لتغذية النبات، ويمكن أن يصير مصدراً مهماً للتلوث البيئي، ومن ثم فإن المعالجة الجيدة للعناصر الغذائية nutrients التي يحصل عليها من المخصبات (الأسمدة) المختلفة الطبيعية أو الصنعية ومخلفات النباتات أمر بالغ الأهمية بشأن الحفاظ على البيئة وتوفير الإمكانات الجيدة للمشروعات الزراعية المختلفة، الحيوانية أو النباتية. ولهذا فإن كثيراً من الهيئات البحثية والإرشادية والتعليمية والجمعيات الزراعية تتعاون لتوفير أفضل المعلومات والوسائل التطبيقية للإدارة الحكيمة لمصادر السماد على اختلاف أنواعه والعناصر الغذائية النباتية واستخداماتها.
يزيد من خطورة هذه الأمور أن المنتجات الحيوانية تُعدّ عاملاً ملوثاً للمياه السطحية وضاراً بها (بسبب العناصر الممرضةpathogens والفسفور والأمونيا والمادة العضوية)، وللمياه الجوفية (من النترات)، ولنوع التربة (من الأملاح الذائبة فيها والنحاس والزرنيخ والزنك)، ولنوعية الهواء (من الروائح الكريهة والغبار والطفيليات والعناصر الممرضة).
وإضافة إلى أضرار المواد العضوية والمعدنية فإن مخلفات النباتات والسماد الأخضر قد تضر بالبيئة عبر زيادة العناصر في المواقع التي تُضاف فيها، كما أنها تضر المياه، ويمكن أن تظهر آثارها الضارة والمتراكمة في مناطق بعيدة جداً عن أماكن إضافتها، ويُعتقد أن الاستخدام المكثف للمخصبات الآزوتية (النتروجينية) في حوضي نهر الميسيسيبي في ولايتي ميزوري وميسيسيبي الأمريكيتين  هو السبب الرئيس لمشكلات نقص التأكسج hypoxia في خليج المكسيك. وقد تتراكم العناصر المعدنية بشكل أملاح salts مثل السلفيدات والسلفات وأملاح البورون والسيلينيوم والمعادن الثقيلة.
ولهذا يتم في كثير من البلدان تنظيم برامج بحثية وتعليمية وإرشادية متكاملة لدراسة هذه الآثار الضارة ومنع حدوثها، والتي يمكن أن تتعدى التربة والماء والهواء والنبات والحيوان لتصيب الإنسان نفسه. ويُستفاد من هذه الدراسات في تنظيم برامج زراعية دقيقة تتضمن جميع العناصر المؤثرة في شؤون استخدام السماد العضوي والمعدني وتحديد الآثار المترتبة عنها في المجتمعات الزراعية والمجتمعات الاستهلاكية وارتباطات ذلك باقتصاديات الإنتاج الزراعي.
- منظومات إنتاج المجترات في مناطق جنوبي الصحراء Sub-Saharan الإفريقية: يمكن تصنيف إنتاج المجترات وفقاً لعدة معايير، من أهمها تكامله مع إنتاج المحاصيل، والعلاقة بين الحيوان والأرض، ومدى كثافة الإنتاج ونوعيته. كما أن هنالك معايير أخرى مثل حجم الحيازات الحيوانية وقيمتها الاقتصادية، حركة الحيوانات والمسافات التي تقطعها ومدها، العروق breedsوالنماذج types المربَّاة، العلاقة بين مشروعات الحيوانات والسوق، والظروف الاقتصادية السائدة، وغيرها.
صَنَّف سيريه وشتاينفِلد Seré and Steinfeld منظومات الإنتاج الحيواني العالمي في أربعة نماذج رئيسة هي الآتية:
1 ـ المنظومات المؤسسة على المراعي grassland-based systems، وهي تعتمد أساساً على الحيوانات، وفيها يأتي أكثر من 90% من المادة الجافة dry matter المغذَّاة للحيوانات من المراعي الواسعة أو نباتات الأعلاف المزروعة حقلياً أو منزلياً، وتقل معدلات الحيازة السنوية عن 10 وحدات حيوانية livestock units بالهكتار من الأراضي الزراعية.
2 ـ المنظومات المطرية المختلطة rainfed mixed systems، وفيها يُحصل على أكثر من 10% من المادة الجافة المغذاة للحيوان من مخلّفات by-products المحاصيل، أو أكثر من 10% من القيمة الكلية للمنتجات من أنشطة زراعية غير حيوانية. وفي هذه المنظومات تقدم الزراعة المطرية أكثر من 90% من قيمة المنتجات الزراعية غير الحيوانية.
3 ـ المنظومات المروية المختلطة irrigated mixed systems، وهي مماثلة للمنظومة السابقة، إلا أنها تتميز بأن أكثر من 10% من قيمة المنتجات غير الحيوانية تقدمها الزراعة المروية.
4 ـ منظومات الإنتاج الحيواني من دون أراضٍ landless livestock production systems، وهي نظم إنتاج حيواني فحسب، حيث يكون مصدر نحو 10% أو أقل من المادة الجافة التي تتغذى بها الحيوانات من إنتاج مزرعي، وحيث تزيد معدلات الحيازة السنوية على 10 وحدات حيوانية بالهكتار.
القسم الثالث من هذه المنظومات غير مهم نسبياً في المناطق الواقعة أسفل الصحراء الإفريقية، وقد بدأ عدد قليل منها في التكون في بعض المناطق، مثل غينيا- بيساو Guinea-Bissau والمنطقة الوسطى من تنزانيا Tanzania.
يمكن استخدام إحدى دراسات منظمة الأغذية والزراعة FAO نموذجاً لدراسات منظومات الأبقار والمجترات الصغيرة (أغنام وماعز) في مناطق جنوبي الصحراء الإفريقية، والتي تتصف بكونها إحدى المناطق ذات المجموعات الإنسانية الفقيرة والسريعة التكاثر، بمعدل سنوي قدره 2.6%، وفي هذه الأحوال لا يحصل الفرد سوى على النزر اليسير من المنتجات الحيوانية (نحو 11كغ لحوم و27.2كغ حليب) مقارنة بمتوسط الدول النامية منها (26.4كغ لحوم و48.6كغ حليب). يُضاف إلى ذلك انخفاض إنتاجية المجترات في جميع المنظومات الزراعية فيها بسبب رداءة الأنماط الوراثية للمجترات وسوء الشروط البيئية التي تحيط بها.
هدفت هذه الدراسة أساساً إلى تكوين قواعد بيانات databases عن الإنتاج الحيواني في هذه المناطق الإفريقية عبر جمع البيانات الكمية حول شؤون منظومات إنتاج المجترات ومراجعتها وتحليلها، وركَّزت على الأبقار والأغنام والماعز لأنها الأكثر انتشاراً في تلك المناطق، فهي تؤلف نحو 88% من الوحدات الحيوانية المدارية (tropical livestock units (TLUs، وهي نسبة لايُتوقع تغيّرها في المدى المنظور.
الانطلاق الرئيس لهذه الدراسة هو أن المجترات في تلك المناطق تُربّى ضمن منظومات زراعية مختلفة، لكل منها ظروف خاصة، وطاقات إنتاجية ومساهمات متباينة في الإنتاج الكلي. وقد صُنفت منظومات إنتاج المجترات فيها في فئتين رئيستين:
- فئة تقليدية traditional (رعوية pastoral، ورعوية زراعية agropastoral وخليطة mixed).
- فئة غير تقليدية non-traditional (مزارع واسعة ranches وإنتاج حليب).
وقد استخدمت أربعة معايير (زراعات مطرية rainfall، وطول موسم النمو، والنموذج الزراعي، ومتوسطات درجات الحرارة في أثناء موسم النمو) بغية تقسيم النظم الخليطة إلى تحت مجموعات، ورُبّيت الأبقار والأغنام والماعز في جميع النظم. وعلى هذا فإن البيانات التي نتجت وفَّرت وصفاً جيداً للمنظومات المدروسة بما يخص تراكيبها وأحجام قطعانها وإدارتها ووظائفها وإنتاجياتها وظروفها البيئية، وغيرها من عوامل يمكن الاستفادة منها في رسم خطط تحسينها. 
المنظومات الحيوية في الزراعة
ثمة منظومات حيوية (بيولوجية) biological systems ضمن الزراعة، ويمكن النظر إلى كل حيوان وكل محصول منظومة مستقلة، ومدُّ ذلك إلى أجزاء جسم الحيوان (مثل الكرش في بقرة) أو الحشرات التي تصيب نباتات محصول ما أو الطفيليات التي تصيب الحيوانات.
الشكل (4)
ترتكز أهمية هذه المكونات بالنسبة إلى الزراعة على أدوارها ضمن المنظومات الزراعية، وليس لها أهمية خاصة حينما تُدرس منعزلة عن ارتباطاتها بهذه المنظومات، ولن يكون لها في هذه الحال أهمية تذكر في أعمال التحسين الزراعي. وعلى هذا فلكي يكون للمنظومات الحيوية أهمية زراعية، فإنه يجب أن تمثل «تحت منظومات» sub-systems من المنظومات الزراعية الكاملة، إذ يمكن النظر إلى الزراعة من مفهوم حيوي؛ فتحتوي هذه النظرة العامة على نباتات وحيوانات نامية، يجب أن ينتج كل منها منتجات (وتحت منتجات) وكذلك منتجات أخرى غير صالحة للاستعمال (يمكن أن يُعاد تصنيع بعضها)، وأن تكون قادرة على التكاثر لإنتاج الجيل التالي. وفي هذه المنظومات تؤدي العناصر الغذائية والماء أدواراً مهمة كمدخلات inputs رئيسة (الشكل 4)، إضافة إلى عدد آخر من العوامل البيئية المحيطة بالمنظومات الزراعية والحيوية.
ختاماً، ينبغي أن ترمي المنظومات الزراعية إلى دعم استقرار التوازن البيئي في الغابات واستدامة مكوناته ومكوناتها، والتوقف عن اقتطاع ملايين الهكتارات منها في كثير من القارات كما هو حادث في إفريقيا والبرازيل وغيرهما، والسعي إدارياً وفنياً إلى حفظ الموارد الطبيعية المختلفة وتوازن منظوماتها المستدامة بين الأراضي المخصصة للغابات والمراعي والزراعةagro- sylvopastoral equilibrium، لتتحقق الاستفادة منها اقتصادياً وبيئياً وصحياً وجمالياً.

مشاركة مميزة

التربة وقيمة pH

يوجد نوعان من مقاييس pH لقياس التربة، مقاييس حموضة يتم إقحامها في الأرض ومقاييس pH تقيس الماء والتربة المختلطان في سائل عائم. القانون اليابا...

المشاركات الشائعة