مفهوم الرى التكميلي



حيث تعتبر مياه الامطار المصدر الرئيسى لانتاج الغذاء فى المناطق الجافة و شبه الجافة وحيث تتناقص كميات الامطار اللازمة لانتاج المحاصيل باستمرار وذلك نتيجة للتغيرات المناخية التى أدت الى اختلاف وتذبذب معدلات هطول الامطار وعدم انتظام
توزيعها خصوصا فى مواسم النمو.
 كما أدى الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية المائية الى نضوب هذه الموارد او تحول مياه هذه الموارد الى مياه غير صالحة للاستعمال وذلك نتيجة لاختلاط مياه البحر معها او اختلاطها بمياه الصرف الصحى الغير معالجة.
 وايا كانت الاسباب فأن الاستخدام الجائر للموارد المائية يتنافى مع مفهوم التنمية المستدامة التى تسعى الى تحسين نوعية الحياه للانسان ولكن ليس على حساب البيئة، أى هى فى معناها العام استخدام الموارد الطبيعية دون أن يسمح بأستنزافها او تدميرها جزئيا او كليا ، وهنا كان لابد من التفكير جديا من ضرورة تطوير تقنيات استخدام مياه الامطار  والمصادرالمائية المتاحة وبكفأة عالية .

مفهوم الري التكميلي:
الري التكميلي هو عبارة عن تعويض نقص المياه للمحاصيل الزراعية من خلال تقديم بعض الريات عند انحباس الامطار في أطوار نمو حرجة محددة. ويعتبر الري التكميلي مكملاً لدور مياه الأمطار في تأمين حاجة المحصول من الماء اللازم لنمو والحصول على إنتاج جيد، إذ أن المحصول يعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار وبما أن مياه الأمطار تكون عادة غير كافية وغالباً ما يكون توزيعها ليس منتظماً، فإن المحاصيل تتعرض لفترات من العطش تؤثر بشكل كبير على إنتاجيتها. ويعتمد الري التكميلي على ثلاثة مبادئ أساسية:
Ø       تقديم مياه الري للمحصول البعلي وذلك للحصول على إنتاجية معقولة.
Ø       عندما تكون الأمطار هي المصدر الرئيسي للمحصول البعلي وغير كافية للنبات يعطى الري التكميلي لزيادة وثبات الإنتاجية.
Ø       إن الغاية الأساسية من الري التكميلي هو إعطاء أقل كمية من مياه الري خلال الفترات الحرجة لنمو المحصول تسمح بإنتاج معقول.

وللرى التكميلى عدة تأثيرات إيجابية منها:
1- زيادة كفأة استخدام الموارد المائية وتحقيق الاستدامة فيها بواسطة الادارة الجيدة للمياه والمحافظة عليها من النضوب.
2- زيادة الانتاج الزراعى بما يؤدى الى تقليص الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتى والامن الغذائى.
3- تثبيت التربة وزيادة مقاومتها للانجراف بالرياح وذلك يرجع الى دور الغطاء النباتى  ودور الجذورفى تجميع حبيبات التربة.
4- مكافحة التصحر وذلك بأستمرار زراعة المناطق الصحراوية حيث تعمل الزراعة الى زيادة محتوى التربة من المادة العضوية الناتجة من بقايا المحاصيل الامر الذى يؤددى الى زيادة خصوبة التربة وزيادة نشاط الكائنات الحية الدقيقة وتحول الصحارى الى مناطق زراعية خصبة. ومع ازدياد الطلب على الغذاء نتيجة لازدياد النمو السكاني. وهنا كان لابد من التفكير جدياً في تطوير تقنيات استخدام مياه الأمطار وبكفاءة عالية مع مصادر المياه الأخرى المتاحة. ويعتبر الري التكميلي إحدى الطرق المستخدمة في رفع كفاءة مياه الأمطار والمصادر المائية الأخرى المتاحة، حيث أن تقديم بعض السقايات لمحصول القمح عند انحباس الأمطار في أطوار محددة ، يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاجيته قد تصل إلى حد مضاعفة المردود في وحدة المساحة لهذا المحصول بوصفه محصولاً استراتيجياً.

مياه الأمطار والاحتياجات المائية للمحصول:
يتصف الهطول المطري في المناطق البعلية الجافة المتمتعة بمناخ متوسطي بقلة الأمطار الشتوية وعدم توزعها المنتظم خصوصاً في مواسم النمو كما أن معدل الهطول يختلف من سنة إلى أخرى اختلافاً كبيراً. فكميات الأمطار الهاطلة في المناطق الجافة أقل بكثير من الاحتياجات المائية للمحاصيل إذا أريد إنتاجها بشكل اقتصادي كذلك فإن الاختلاف الواسع في توزعها خلال موسم النمو والاختلافات في معدلاتها من موسم إلى آخر، كل ذلك يجعل من التخطيط الزراعي والتنبؤ بمعدلات الإنتاج صعباً جداً حيث يبدأ تخزين المياه ضمن منطقة الجذور الفعالة في الأشهر الماطرة من كانون الأول وحتى آذار، وغالباً ماتكون رطوبة التربة في منطقة الجذور غير مناسبة لاحتياجات المحصول على مدار الموسم، إذ تبدأ زراعة المحاصيل في بداية الموسم المطري، وهذا مايؤمن نمواً مبكراً للنبات وبمعدل مياه منخفض عند منطقة الجذور الفعالة في التربة وبذلك يمكن تفادي تعرض النبات للإجهاد نتيجة لقلة المياه. أما فيما بعد وفي بداية الربيع فإن النبات ينمو بسرعة يرافق ذلك معدل مرتفع للتبخر والنتح واستنزاف لرطوبة التربة في الوقت الذي تكون فيه فرص الهطول قليلة وبذلك تصحب رطوبة التربة تحت المستوى الحرج وتستمر هذه المرحلة حتى نهاية الموسم بصرف النظر عن موعد بدء العجز وشدته.

إدارة الري التكميلي:
إن الاعتبارات الهامة للري التكميلي في ظل الإدارة الجيدة للمياه هي متى وكيف وكم نروي أي تهدف إلى طرح مفهوم تقديم ماء كاف للنبات في الوقت المناسب وعدم المبالغة في الري، حيث أن الاعتقاد السائد لدى المزارعين هو إعطاء مياه الري بكميات كبيرة بغية الحصول على مردود أكبر.

متى وكم نروي:
إن أفضل وقت للري التكميلي يجب أن يعطي عندما تكون رطوبة التربة في مستوى منخفض يصعب عنده على النبات الحصول على احتياجاته من الماء اللازم لنمو وإنتاج مناسبين، إن أغلب المزارعين يربطون بخبرتهم الخاصة بين كمية الأمطار الهاطلة وبين مظهر النبات وشكله. يطبق الري التكميلي حصراً في مناطق الاستقرار الأولى والثانية ويتراوح عدد الريات المقدمة لمحاصيل الحبوب مثلا مابين (2-3) ريات باستثناء رية الإنبات على النحو التالي:
ü       رية الإنتبات: وتعطى في حال انحباس الأمطار مدة 20 يوم من تاريخ الزراعة، وبمعدل وسطي يتراوح مابين 500-700 م3/هـ .
ü       ريتان في طور الإشطاء: بمعدل وسطي للرية يتراوح مابين 852-1000 م3/هـ .
ü       رية واحدة في طور السنبلة أو الإزهار: بمعدل وسطي يتراوح ما بين 800-900 م3/هـ .

كيف نروي – أنظمة الري:
تعتبر أنظمة الري الدائم مناسباً تقنياً للري التكميلي مع الاهتمام والانتباه إلى الجانب الاقتصادي لأنه تحت ظروف الري التكميلي للقمح البعلي يتم استخدام أنظمة الري مرة إلى ثلاث مرات فقط خلال الموسم وعند الحاجة.
وحيث أن الهدف الرئيسي هو الإقلال من التكلفة إلى حدها الأدنى وذلك باختيار نموذج وحجم نظام ري مناسبين، وبالتالي فلابد من اتباع عدة استراتيجيات مناسبة للعمل وذلك وفق التالي:
1- تطبيق أنظمة الري السطحي المطور باستخدام نظام الري بالشرائح الطويلة: وذلك بعد تطبيق التسوية الدقيقة للتربة إضافة إلى استخدام السيفونات وأقنية الري المبطنة بهدف تخفيض الضياعات المائية (والتي لايستهان بها) عبر تلك الأقنية ، حيث يمكن استخدام رقائق البلاستيك المرن التي يمكن أن تتوفر عند تغيير الرقائق التي تغطى بها البيوت المحمية.
2- استخدام نظام الري بالرذاذ متنقل يمكن تحريكه بسهولة وهو نظام مناسب للعمالة الرخيصة بحيث يمكن تخديم المساحة الإجمالية للأرض ولكن على مراحل متعددة.

كفاءة استخدام المياه:
تقاس كفاءة استخدام المياه من خلال مقارنة مردود المحصول منسوباً إلى  إجمالي المياه المقدمة في وحدة المساحة وحيث أن الماء هو المحدد الأول للإنتاجية فإن كفاءة استخدام المياه هي معيار تقييم أنظمة الإنتاج الزراعي.  

موعد الري:‏
خلافاً للري التقليدي, لايمكن تحديد موعد مسبق للري التكميلي بسبب صعوبة التنبؤ بالهطل المطري الذي يشكل مصدر المياه الرئيس للمحاصيل البعلية, والذي يتباين من حيث الكمية والتوزيع بحسب راي الدكتور عويس وعلى اعتبار أن أفضل فترة لتزويد الحقل بمياه الري التكميلي تكون عند انخفاض رطوبة التربة إلى المستوى الحرج, فإنه يمكن تحديد الوقت الأفضل للري من خلال قياس رطوبة التربة على فترات وبشكل منتظم. لكن ولسوء الحظ لايوجد جهاز بسيط يمكن للمزارع العادي استخدامه لهذا الغرض. أما جهاز التنشوميتر(Tensiometer)  المعروف فهو غير مناسب في هذه الحالة, على اعتبار أن الري التكميلي يسمح برطوبة تربة أدنى مما يستطيع جهاز ال¯ Tensiometer قراءته بشكل صحيح, فضلاً عن أن الطرائق الأخرى الأكثر تعقيداً غير مناسبة أيضاً.‏
وبدل من ذلكيعتمد المزارعون في المنطقة على الخبرة الشخصية ذات الصلة بكمية الهطل المطري ومظهر المحصول. وبصورة عامة, يقوم هؤلاء الزرّاع بالري في موعد أبكر مما هو مطلوب مع تكرار الري أكثر من الحاجة عند توفر المياه.‏

م/ جمال جهلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

التربة وقيمة pH

يوجد نوعان من مقاييس pH لقياس التربة، مقاييس حموضة يتم إقحامها في الأرض ومقاييس pH تقيس الماء والتربة المختلطان في سائل عائم. القانون اليابا...

المشاركات الشائعة