تقسيم مياه الري تبعاً لملوحتها



حاول عديد من الباحثين و ضع تقسيم لملوحة المياه من حيث صلاحيتها للاستعمال في أغراض الري ، وبالرغم من اختلاف هؤلاء الباحثين في حدود هذا التقسيم إلا أنهم جميعاً راعوا أسسا عامة في وضع هذه التقسيمات أهمها ظروف المحصول وظروف التربة والخبرة في الزراعة التي تعتمد علي المياه الجوفية أو المياه السطحية ذات الملوحة العالية نسبياً.  و فيما يلي بعض التقسيمات المستخدمة لهذا الغرض:
أ- التقسيم الروسي: يتبع في الاتحاد السوفيتي تصنيفاً يعتمد علي المحتوي الملحي لمياه الري و مدي الضرر الذي ينتج عن هذا المحتوى الملحي . و يتلخص هذا التصنيف في الجدول التالي:


ب- التقسيم الأمريكي: وهو تقسيم معمل الملوحة الأمريكي بكاليفورنيا عام 1954 ويبني هذا التقسيم علي أساس متوسط ظروف التربة من حيث الصرف الداخلي و المناخ كما روعي فيه تحمل المحاصيل المختلفة للملوحة ( الرسم البياني ص 56) وتبعا لذلك تقسم المياه كما يلى :
1- مياه منخفضة الملوحة C1 : و هي ما تقل فيها درجة التوصيل الكهربائي عن 0.25 ملليموز / سم أي ما يقابل 160 جزء في المليون تقريباً ، وتعتبر هذه المياه جيدة و يمكن استعمالها في ري جميع المحاصيل في جميع أنواع الأراضي دون خشية تجمع الأملاح في التربة إلي الحدود الضارة خاصة إذا كان يراعي إعطاء زيادة قليلة من مياه الري و هذا ما يتبع عادة في الزراعة العادية.
2- مياه متوسطة الملوحةC2 : و هي ما تتراوح درجة التوصيل الكهربائي بها بين 0.25 0.75 ملليموز/ سم أي ما يقابل 160 – 500 جزء في المليون تقريباً. وتعتبر هذه المياه أقل جودة من مياه القسم الأول إذ أن المحاصيل الحساسة للملوحة سوف تتأثر باستعمال هذه المياه فيراعي اختيار المحاصيل ذات المقاومة المتوسطة للملوحة كما يراعي إعطاء زيادة متوسطة في ماء الري لمنع تراكم الأملاح في التربة.
3- مياه عالية الملوحة C3 : و هي ما تتراوح فيها درجة التوصيل الكهربائي بين 0.75 – 2.25 ملليموز / سم أي ما يقابل 500 – 1500 جزء في المليون تقريباً. و هذه المياه يتعذر استعمالها في الأراضي المحدودة الصرف ، وحتى لو كان الصرف كافياً فإن مجال إختيار المحصول يصبح قاصرا علي المحاصيل المقاومة للملوحة ، كما يتطلب إستعمالها إختيار التربة الملائمة و مراعاة الاحتياجات الغسيلية و القواعد العامة السالفة الذكر.
4- مياه عالية جداً في الملوحة C4 : و هي ما تزيد فيها درجة التوصيل الكهربائي عن 2.25 ملليموز/سم أي ما يزيد عن 1500جزء في المليون ، وهذه المياه لا تصلح للاستعمال تحت الظروف العادية وقد تستعمل في بعض الظروف الخاصة مع المحاصيل العالية جدا في مقاومتها للملوحة في الأراضي العالية النفاذية مع مراعاة الاحتياجات الغسيلية كذلك.وفي عام 1955 طور Thorne and Peterson تقسيم معمل الملوحة الأمريكي حيث وضعوا الحدود التالية لملوحة مياه الري:

إستعمال مياه ري مالحة وأثره علي المحصول والتربة: زيادة الملوحة في ماء الري تؤثر علي المحصول بتحديد النوع الممكن زراعته وينقص غلته ويتغير صفاته . ويرجع ذلك لأسباب فسيولوجية أهمها نقص مقدره النبات في الحصول علي كفايته من الماء اللازم لنموه.
ومن الدراسات والمشاهدات العديدة أصبح من المؤكد إن النباتات تختلف فيما بينهما (سواء من ناحية النوع أو السلالة أو حتى من ناحية طور النمو في السلالة الواحدة إبتداء من القدرة علي الإنبات وسرعة نمو البادرات إلي طور النضج) في درجة تحملها لملوحة مياه الري ولقد أمكن في كثير من المناطق وتحت ظروف خاصة من البيئة الصناعية ترتيب المحاصيل حسب قدرتها علي تحمل ملوحة المياه التي تروي منها . وفي الجدول التالى ترتيب لبعض المحاصيل الحقلية ومحاصيل الخضر والفاكهة تبعا لدرجة مقاومتها للملوحة.


ويمكن الاسترشاد بهذا الجدول عند النظر في صلاحية الماء من ناحية الملوحة الكلية لري المحاصيل المختلفة حتى يتجمع لدينا المعلومات كافية لترتيب المحاصيل تحت ظروف التربة والمناخ السائدة من حيث تحملها لملوحة مياه الري .إما من ناحية تأثير ملوحة مياه الري علي التربة فإذا اقترضنا إن لدينا قطعة منعزلة من الأرض الزراعية وأنه لا توجد أي فرصة لتصريف المياه الزائدة من مياه الري ، الأمر الذي يقتضي إعطاء المياه علي قدر حاجة النبات فقط ، وكانت هذه المياه تحتوي علي نسبة ما من الأملاح الذائبة ولتكن مماثلة لما تحتويه مياه نهر النيل ( 200- 250 جزء في المليون ) فسنجد بعملية حسابية بسيطة إن نسبة الأملاح في التربة ستزداد عاما بعد عام بسبب ما تستقبله من هذه الأملاح الواردة في ماء الري ، وبتوالي السنين تصبح التربة تحت هذا الظروف ذات ملوحة محدده للمحصول في كميته ونوعه .
ولو كانت ملوحة المياه المستعملة للري عشرة أضعاف الملوحة المذكورة فلا شك أن  الخطر علي التربة والمحصول سيزداد إلي عشرة أضعاف وفي وقت أقل .
أما إذا كان الصرف الداخلي (أي النفاذية في جسم التربة) ممتاز وكان هناك مخرج لتصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات بعيدا عن العمق الزراعي في التربة وكانت مياه الري متوفرة فإنه يصبح من الممكن منع تراكم الأملاح في التربة أو علي الأقل الاحتفاظ بمستوى معين من الملوحة في منطقة الجذور وذلك عن طريق إعطاء زيادة من ماء الري مع كل رية ، ووظيفة هذه الزيادة في ماء الري إذابة وإزالة المتراكم من الأملاح أولا بأول من منطقة نمو الجذور . وسوف تتوقف نسبة هذه الزيادة من ماء الري ( وهى ما تعرف بالاحتياجات الغسيليةLeaching requirement) علي ملوحة ماء الري والملوحة المراد الاحتفاظ بها في منطقة الجذور ويمكن التوصل لمعرفتها بقياس ملوحة ماء الصرف.
وعلي هذا الأساس تكون :
   
و الجدول الاتي يبين الاحتياجات الغسيلية من مياه الري المختلفة الملوحة لكل درجة ملوحة في منطقة الجذور (تعبيرا عن ماء الصرف) :
 و يمكن إيضاح ذلك في المثال التالي:
إذا كانت ملوحة ماء الري 0.75 ملليموز / سم والمحصول المراد زراعته يمكن أن يتحمل
ملوحة حتى 8 ملليموز / سم دون نقص كبير في غلته فإنه ينبغي أن نضيف مع كل رية يروي بها هذا المحصول (0.75 / 8 ) X100 = 9.4 % من كمية المياه التي تقابل إحتياجاته الفعلية للري.
وهناك حقيقتين يجب أن تؤخذ في الاعتبار و هي :
1- أن بلوغ الاتزان بين ملوحة ماء الري و ملوحة التربة عند استعمال احتياجات غسيليه معينة يحتاج إلي وقت طويل علي أن تكون التربة خالية من عوائق الصرف الداخلي ويكون تصريف المياه خارج منطقة الجذور متيسراً .
2- إن ملوحة التربة( المحلول الأرضي) مهما كانت الزيادة المستعملة من مياه الري – لن تقل عن ملوحة ماء الري ، بل أنها ستتراوح بالزيادة بين ضعف وثلاثة أو أربعة أمثال هذا التركيز حسب السعة الحقلية و نقطة الذبول و الفترة بين الريات المتعاقبة.
غير أنه كثيرا ما يتعذر استعمال نسب عالية من الاحتياجات الغسيلية لغرض إزالة الملوحة المتراكمة أولا بأول بسبب بطئ نفاذية التربة أو بطئ تصريف المياه الزائدة بعيدا عن منطقة الجذور الأمر الذي يترتب عليه ( لو اتبع ) إيجاد حالة من الغدق المؤقت قد تسبب تلف المحصول لنقص التهوية و في مثل هذا الظروف قد تعطي المياه الإضافية دفعة واحدة في وقت غير حرج بالنسبة للمحصول. وإذا كان هناك مصدر آخر للمياه الخالية نسبياً من الأملاح فإنه يمكن الالتجاء إلي الري بالتبادل مع المياه الملحية كل مرة أو كل مرتين أو ثلاث حسب الظروف أو أن تخلط المياه الملحية مع المياه الخالية من الأملاح بالنسب الممكنة قبل الري ، و في جميع هذه الحالات يجب عمل حساب كمية الماء اللازم إضافته لغرض غسيل الأملاح المتراكمة في التربة من مياه الري. وتوضح تجارب العالم كوفدا Kovda في الاتحاد السوفيتي أن الضرر الفسيولوجي لمياه الري يبدأ عندما تكون درجة تركيز المياه من 5000 -  6000 جزء في المليون و يكون التأثير ضار جدا عندما تروي النباتات بمياه ذات تركيز 12000 جزء في المليون . كما أوضح أن درجة تركيز الأملاح في التربة تزداد بتوالي استعمال مثل هذه المياه.و بمقتضي ذلك توصل إلي أنه يجب أن يصحب الري بالماء المالح ري بماء عذب يعمل
علي طرد الأملاح التي تحتفظ بها الأرض من المياه الملحية في منطقة الجذور أو يحدد التركيز الملحي لها . و تزداد عدد مرات الري بالماء العذب كلما ازداد تركيز الأملاح كما يلي:
1- إذا كان تركيز الأملاح في الماء من 2 – 3 جم / لتر تغسل الأرض مرة كل عام بماء عذب.
2- إذا كان تركيز الأملاح في الماء من 4 – 5 جم / لتر تغسل الأرض 4 – 5 مرات كل عام.
3- إذا زاد تركيز الأملاح عن ذلك يزداد عدد الريات العذبة كما يزداد مقدار الماء في كل رية لتأمين الغسيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

التربة وقيمة pH

يوجد نوعان من مقاييس pH لقياس التربة، مقاييس حموضة يتم إقحامها في الأرض ومقاييس pH تقيس الماء والتربة المختلطان في سائل عائم. القانون اليابا...

المشاركات الشائعة