ما هي الأسمدة العضوية ومصادر الحصول عليها
طريقة إنتاج السماد العضوي وتخميره وتخزينه
ما هي الآثار المباشرة لإستخدام التسميد العضوي
ولماذا لا يعتبر سماد مزارع الأبقار والدواجن عضوياً؟
لا يختلف إثنان في أن التسميد هو من أهم العوامل التي
تقرّر إذا كانت الأرض التي تستثمر فيها الوقت والمال ستعطي الموسم المأمول
الذي يفرح قلب المزارع. ليس السماد وحده بالطبع الذي يقرّر حجم «الغلة» أو
المحصول، فالزراعة وإن كانت فناً له فروعه وأسسه العلمية إلا أنها ليست
فناً دقيقاً مثل الصناعة لأنها مرتهنة بعوامل الطبيعة مثل الطقس وتقلباته
الحادة ومفاجآته أحيانا أو مثل الآفات وما يجري في الطبيعة من تغيرات بسبب
عمل الإنسان.. ونحن هنا نتكلم عن الزراعة الطبيعية أي التي نمارسها كما كان
يمارسها أجدادنا من دون إدخال تقنيات التسميد الصناعي والمكافحة الكيماوية
وغير ذلك فنحن نتكلم عن الزراعة الطبيعية التي نؤيدها ونعتبر العودة إليها
أمراً لا بدّ منه إذا أردنا وقف التدهورالكارثي في بيئتنا وفي غذائنا
وصحتنا.
لكن إذا كان الطقس خارج إرادة المزارع الطبيعي، فإن إدارة التربة وخصوبة
الارض واستخدام التطبيقات الصحيحة وفي الوقت الملائم للتسميد تبقى هي
العامل الأساسي الذي يمكننا التحكم به للحصول على أفضل النتائج من الأرض.
التسميد العضوي هو حجر الزاوية سواء للبستنة البيتية (أي التي تهتم بحاجة
البيت والأسرة ) أو للزراعة الاقتصادية التي تعول على بيع المواسم في السوق
وتحصيل دخل من الإنتاج. وبسبب أهمية التسميد فإننا سنعالج الموضوع على
حلقتين: في الحلقة الأولى هنا سنركّزعلى التعريف بالتسميد العضوي ومصادره
وأهميته وآثاره وكيفية الحصول عليه وتخميره وسنركّز بصورة خاصة على التمييز
بين أنواع السماد العضوي الناجمة عن التربية المنزلية للماشية أو الدجاج
والطيور وبين الأسمدة العضوية الناجمة عن مزارع الأبقار والدواجن الكبيرة
والحديثة والتي تعتمد على أنواع محددة من الأعلاف الصناعية المركبة ومن
المعالجة المستمرة بالمضادات الحيوية أو غيرها من المكونات غير الطبيعية.
ونبدأ هنا بلفت الانتباه إلى أن ما يقرر نوعية السماد العضوي ليس كون
الماشية تربى منزلياً أو في مزارع بل نوع العلف الذي يعطى لتلك الحيوانات.
فإذا كان المزارع أو هاوي الزراعة يربي ماعزاً في المنزل مثلاً طمعاً في
الحصول على سماد عضوي لكنه يطعم الماعز علفاً مركباً من النوع المستخدم في
مزارع الأبقار فإن ما سيحصل عليه هو سماد من نوعية متدنية جداً ويحتوي على
مخلفات الهرمونات والمضادات الحيوية وبالتالي لن يكون سماداً عضوياً أو
«بلدياً» ولن يكون بجودة المنتج العضوي المعتمد على السماد الطبيعي الذي لم
تدخله تلك العناصر، وسنعود إلى هذه النقطة في وقت لاحق.
نعترف بالطبع بأننا عندما ندعو إلى التسميد العضوي فإننا سنواجه السؤال من
المزارع : من أين نأتي بهذا السماد؟ وهذا السؤال محق لأن السماد العضوي
يتراجع من حيث الكميات المتوافرة ولم يعد الموجود منه في مراكز تربية
الماعز البلدي مثلاً يكفي لتلبية حاجة المزارعين. أما عن السماد البقري فلا
يوجد في السوق سماد بقري طبيعي أي لم ينتج عن تغذية البقر بالعلف المركب،
لذلك فإن كل السماد البقري عموماً هو من نوعية متدنية ويحتوي على نسب عالية
من الهرمونات والمضادات الحيوية، وهذه يمكن تفكيك معظمها إذا تمّ تخمير
السماد مع ما ينجم عن ذلك من تولّد حرارة عالية داخل كومة السماد، وهذا
يعني أن السماد البقري يمكن استخدامه بشروط التخمير الجيد، وهذا النوع من
السماد متوافر بصورة أفضل بسبب عدد مزارع الأبقار وانتشارها.
ينطبق الشيء نفسه على سماد الدجاج الوارد من المزارع والذي يتميز عادة
برائحة منفِّرة بسبب منشئه من العلف الجاهز المختلط بالهرمونات وبالكثير من
العناصر غير الطبيعية. وهذا السماد متوافر أيضاً وبأسعار رخيصة لكنه لا
يعتبر عضوياً أو «بلدياً» لكن حتماً أفضل من الأسمدة الكيماوية.
للذين يودون لغذائهم أن يكون عضوياً بكل معنى الكلمة أي طبيعياً وكما اعتاد
الجدود أن يحصلوا عليه، فإن عليهم أن يقبلوا بضرورة تربية بعض الحيوانات
الأليفة باعتبار ذلك حلقة أساسية في دورة الزراعة العضوية. ومن أكثر
الحيوانات الأليفة فائدة الماعز الحلوب وخمسة منها يمكن أن تنتج حاجة
المنزل إلى السماد العضوي لكن شرط أن لا يُقدَّم للماعز العلف المركب
والمحتوي على نسب عالية من الهرمونات والعناصر الكيماوية ويعطي بدلاً من
ذلك خلطة طبيعية من الشعير والتبن أو يقدّم له العشب إذا لم يكن ممكناً
أخذه ليرعى العشب في الطبيعة، لكن تربية الدجاج البلدي وربوالأعلاف
الطبيعية والبقولية. أما الدجاج فيمكن أن يوفّر مصدراً عظيم الأهمية للسماد
الطبيعي لكن ودائماً شرط أن لا يقدّم له العلف المركب وأن يقتصر غذاؤه على
القمح والذرة وبقايا الخضار والأطعمة المنزلية وربما الحشائش، وتربية
الدجاج في مكان مغلق يعطي إنتاجاً للسماد أكبر مما لو كان الدجاج سارحاً في
الطبيعة.
أخيراً، فإنه وبالإضافة إلى المصدر الحيواني فإن في إمكان أي مزارع أن
يوفّر ما يلزمه من أسمدة عضوية من خلال تخمير النفايات العضوية المنزلية
وحشائش الحديقة ومخلفات عضوية أخرى وربما الكرتون والصحف وأوراق الشجر
اليابسة ومخلفات محاصيل البقوليات مثل الفول والبازيللا والباقي والبرسيم
والجلبانة وكلها تعتبر من «الأسمدة الخضراء»، مع إضافة بعض الأسمدة العضوية
لها مثل سماد الدجاج والفوسفات الصخري (الطبيعي)، وسيتوافر من ذلك خليط
ممتاز من السماد الطبيعي. إذاً ليس الأمر بهذه الصعوبة فإذا كان أي منا
يفكّر باستخدام التسميد العضوي، فالحلول تتدرج من البسيط إلى الأكثر تطوراً
وذلك وفق حاجة الشخص ورغباته واستعداده للمبادرة وعمل شيء من أجل الأخذ
بزمام صحته وصحة أسرته.
ونحن ندعو بقوة إلى الاقتصار على التسميد العضوي لأن الأخير يعطي نتائج
أفضل من حيث كمية ونوعية المحصول ولأن السماد العضوي ليست له أي آثار سلبية
على البيئة حتى لو استخدم بكميات أكبر من الضرورة، بينما يؤدي الإستخدام
العشوائي والمتكرر للأسمدة المعدنية (الكيماوية) أولاً الى تدهور نوعية
التربة وتكوينها البيولوجي وبالتالي تراجع مواصفاتها كتربة زراعية، وكذلك
تضرر البيئة بسبب تسرب الأسمدة الكيماوية إلى الأنهار والمياه الجوفية.
المكونات المعدنية والعضوية لبعض انواع الاسمدة العضوية:
مادة عضوية (%) | بوتاسيوم (%) | فوسفور (%) | آزوت (%) | نوع السماد |
30 | 0,5 | 0,2 | 0,7 | سماد بقر |
60 | 0,4 | 0,15 | 0,7 | سماد خيل |
60 | 2,3 | 0,5 | 2,0 | سماد ماعز |
50 | 1,6 | 0,6 | 1,6 | سماد دجاج |
80 | 1,05 | 0,1 | 0,6 | اسمدة نباتية |
السماد العضوي : رأي العلم
تؤكد الدراسات العلمية أن الأسمدة العضوية هي المصدر الوحيد الذي يمدّ
التربة بالمواد الضرورية لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) التي
تعمل على تحضير الغذاء اللازم للنبات. وتعتبر المادة العضوية ذات تأثير غير
مباشر على الخواص الطبيعية والكيماوية والحيوية في التربة، فهي المسؤولة
أكثر من أي عامل فردي آخر عن الثبات والتماسك، كما إنها مسؤولة عن حوالي
50% من السعة المائية للأراضي إلى جانب تأثيرها على تعديل حموضة التربة.
لذا، نجد أن الأراضي الموروثة من أجدادنا كانت تعطي إنتاجاً وفيراً لأنهم
كانوا لا يستخدمون الأسمدة الكيماوية والمبيدات على انواعها وأيضاً لا
يستخدمون الأسمدة الحيوانية من المزارع التي تعتمد في غذائها على المركبات
العلفية لأنها، ولحسن حظهم، لم تكن موجودة في ايامهم.
فوائد التسميد العضوي
للتسميد العضوي للتربة وما نضيفه من مواد عضوية فوائد كبرى للتربة والنباتات أهمها:
• يساهم في زيادة قدرة التربة على امتصاص كمية كبيرة من الماء والاحتفاظ
بها، هذا اذا كانت التربة رملية او ذات حبيبات كبيرة نوعاً ما.
• يساعد التربة الطينية الثقيلة ذات الحبيبات الصغيرة جداً على تهوئتها
وصرفها للماء الزائد وارتفاع نسبة الكائنات الحية الدقيقة فيها التي تفكك
السماد وتحلله وتحوله كغذاء صالح لامتصاصه من قبل جذور النبات.
• إن الأسمدة العضوية تساعد جذور النبات على التغلغل بين حبيبات التربة بسهولة بحثاً عن الرطوبة والمواد الغذائية.
يكتسب التسميد العضوي أهمية خاصة في الزراعة الحديثة ولاسيما في الأراضي
الرملية المفتقرة إلى المادة العضوية بالإضافة إلى تقليل نسبة الخسارة من
العناصر الغذائية تحت ظروف الري المكثّف حيث تمتاز المادة العضوية بخاصية
تفعيل تكوين وتركيز العناصر الغذائية الكبرى والصغرى مما يجعلها متواجدة
بصورة دائمة وقابلة لإمتصاصها في منطقة انتشار الجذور، إلا أنه قد يلجأ بعض
المزارعين في استخدام مخلفات الصرف الصحي الصلبة وكذلك مخلفات نفايات
المنازل الصلبة؛ كلاهما يحتوي على عناصر ومواد صلبة غير قابلة للتفكك في
التربة مما قد يؤدي الى ترسب هذه المواد في الثمار والخضار الورقية
وبالتالي في جسم الإنسان والحيوان والمياه العذبة.
تركيبة السماد البلدي
يعتبر السماد الحيواني الطبيعي من أفضل الأسمدة العضوية الذي يضاف الى
التربة. وتعتبر مخلفات حيوانات المزرعة غنية بمحتواها من العناصر الغذائية
الضرورية للنبات وعموماً فإن حوالي 80-95% من العناصر الغذائية الموجودة في
العلف الطبيعي المقدم للحيوان تفرز مع الروث والبول، ووجد أيضاً أن
الحيوانات المنتجة للحليب والبيض تفرز 80%، أما الحيوانات المعدّة للحم
فتفرز 95% من العناصر الموجودة في العلف، كما تمثل المواد العضوية 40% من
المواد الموجودة في العلف، وأثناء تحضير وتخزين السماد البلدي فالمهم هو أن
لا يفقد السماد البلدي رطوبته طوال فترة الاحتفاظ به في المزارع لأن
السماد العضوي الخالي من الرطوبة يفقد الكثير من خواصه الطبيعية (المواد
الغذائية والكائنات الحية الدقيقة…). ومن أهم التغيرات التي تحدث في السماد
البلدي المحضر والمخزن هو تعرض النيتروجين (الأزوت) للتناقص في صورة غير
طبيعية حيث تقوم الكائنات الحية الدقيقة المتخصصة في تحويل اليوريا (الأسيد
البولي) الموجودة في البول إلى كربونات الأمونيوم والتي بدورها تتحلل
بسهولة.
تبين أيضاً، في إحدى الدراسات، خسارة المواد الغذائية في الكومة غير
المغطاة قد يصل إلى 20% للنتروجين و7% للفوسفور و35% للبوتاسيوم في حالة
التخزين في الهواء، وتزداد نسبة الخسارة اذا وضعت الكومة على التراب وتحت
تساقط الأمطار.
ملاحظة: إن المعدل المتعارف عليه دولياً للسماد البلدي هو أن لا يقل وزن
المتر المكعب الواحد منه عن 700 كلغ اي يجب الحفاظ على رطوبته المشبّعة
بالمواد الغذائية.
الطرق السليمة لإنتاج وتخزين السماد البلدي
يمكن تحضير سماد بلدي جيد بإتباع الأسس السليمة التالية:
• يجب أن تكون أرض مكان التخزين إسمنتية وغير قابلة لإمتصاص السوائل.
• الفرشة المستعملة في زريبة الماشية: من المفضّل ان تكون خليطاً من مخلفات
نباتية من البساتين والحدائق والمزارع (قش الحبوب والذرة والمحاصيل
الحقلية بعد تكسيرها) وتوضع الفرشة متجانسة التوزيع تحت الحيوانات بمعدل لا
يزيد على 2 كلغ من المخلفات النباتية لكل حيوان يومياً يزيد وزنه على 400
كلغ.
• يفضل إضافة الجبس الزراعي أو صخر الفوسفات مع الفرشة بمعدل 20 كلغ لكل
حيوان أسبوعياً بنفس الوزن حيث أن كبريتات الكالسيوم تحدّ من خسارة
الأمونيوم (الأزوت) كما إن الفوسفات يسهّل عملية إمتصاص المواد الغذائية من
قبل جذور النبات.
• يفضّل إبقاء السماد أطول فترة ممكنة بالمزارع حتى تحتفظ بكمية كبيرة من العناصر الغذائية من 6 الى 12 شهراً.
“مخلفات الصرف الصحي ونفايات المنازل تحتوي على عناصر صلبة غير قابلة للتفكك وقد تنتهي في جسم الإنسان خصوصاً عبر الثمار والخضار الورقية”
الطرق المتّبعة لتخمير السماد الحيواني
• السماد البارد
يخزن السماد بارداً في الأقبية على دفعات يومياً بعد تنظيف المزرعة من
الروث ووضعه في كومة ثم تدك بواسطة آلات خاصة شبيهة بالمحادل الصغيرة هذا
في مزارع البقر والخيول، أما في مزارع الماعز والأغنام فترص بواسطة الاقدام
بعد تجميعها، لتمنع دخول الهواء الى الكومة وتحافظ على درجة الحرارة في
الكومة 30 درجة مئوية تقريباً. هذه الطريقة تقلل تبخير الأزوت من السماد.
لكن هذه الطريقة تنتج مواداً سامة في كومة السماد، لذا يجب عند إضافة
السماد الى التربة أن يترك فترة يومين على الأقل بعد وضعه على سطح التربة
قبل طمره. وتحت هذه الظروف، يتم التخلص من بذور الحشائش وكذلك الميكروبات
الممرضة لارتفاع تركيز الأمونيا او الأزوت فيها.
• السماد الحامي
وفيه تتم الاستفادة من مميزات الظروف الهوائية واللاهوائية عند تخزين
السماد حسب العوامل الطبيعية من حرارة ورطوبة، حيث يتم إضافة طبقات السماد
إلى الكومة تدريجياً فتترك الطبقة الأولى من 2-4 أيام قبل إضافة الطبقة
التالية حيث تصل درجة الحرارة إلى حوالي 50 درجة، وبذلك فإن الطبقات السفلى
تتوفر فيها الظروف اللاهوائية فتنخفض الحرارة إلى 30 درجة، وفي هذه
الطريقة تحتوي الكومة على نسبة عالية من المادة العضوية بالإضافة إلى ميزة
التخلص من معظم بذور الحشائش والمسببات المرضية.
• السماد الناضج
وفيه يتم توفير ظروف متوازنة من هواء ورطوبة لكي تتم عملية التحلل بواسطة
الميكروبات وتصل درجة الحرارة إلى 60 درجة مئوية. وبعد عدة أسابيع، يتم
تقليب الكومة لتنشيط عملية التحليل ويتكون الدبال (التخمير) حيث تؤدي هذه
العملية إلى توفر مادة عضوية فعالة الى جانب انخفاض كثافة المادة العضوية
غير المفككة إلى النصف (50%) مما يسهل عملية التوزيع. وخلال مراحل إنتاج
هذا السماد، يفضل إضافة الفوسفات الطبيعي (الصخري) حيث يتحول الفوسفور من
الصورة غير المفككة إلى الصورة المفككة والمحللة عند إتمام نضج السماد، هذا
بالإضافة إلى موت الكثير من بذور الحشائش والميكروبات المرضية وتفكيك
المضادات الحيوية والهرمونات وبقايا بعض المبيدات، إن وجدت.
الأسمدة العضوية وأهميتها للتربة
يقصد بالأسمدة العضوية إضافة المادة العضوية للأرض أو زيادة محتواها منها
وهذه المادة العضوية تعطى للتربة بعد إتمام تحللها وبما تحتويه من عناصر
مغذية في صورة صالحة للامتصاص بواسطة جذور النبات إضافة إلى تأثيرها في
تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيماوية ، وتكون المادة العضوية عادة
عبارة عن ناتج تحلل الكائنات الحية النباتية أو الحيوانية أو خليط بينهما .
مصدر المادة العضوية
المادة العضوية هي كل المواد النباتية والحيوانية التي تنشأ في التربة التي
تضاف إليها بغض النظر عن مراحل التحلل التي وصلت إليها ، وتعتبر أنسجة
النباتات هي المصدر الأساسي للمادة العضوية وتمثل أوراق الأشجار والشجيرات
وأجزاء النباتات جميعها إضافة الى الأجزاء التي تترك في التربة أو تدفن
فيها بالعمليات الزراعية (حراث) كما تشمل جميع فضلات الحيوانات والحشرات
والكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة. ويمكن إيجاز أهم مصادر المواد
العضوية في الأراضي بالتالي:
1. بقايا النباتات من أوراق وسيقان وجذور وثمار وحبوب
2. بقايا الكائنات الحية الدقيقة
3. السماد العضوي البلدي
4. السماد العضوي الصناعي (مخلفات المحاصيل ونفايات المنازل)
5. السماد الأخضر في النباتات التي تثبت الأزوت الجوي في جذورها بواسطة
العقد البكتيرية التي تنمو عليها خصوصاً في مرحلة الإزهار، اضافة لما تحويه
من مواد غذائية في النبات مثل الحمص، البازيللا، البرسيم، والعدس …
تحلل المواد العضوية
إن الشرط الأساسي لتحلل المواد العضوية في التربة هو توفر أعداد كافية من
الكائنات الدقيقة وتوفر الشروط المناسبة لنمو ونشاط هذه الكائنات، وان
النباتات المزروعة في تربة معينة لن تستفيد من المادة العضوية الموجودة في
التربة إلا بعد تفكك وتحلل هذه المواد العضوية وتحولها إلى مركبات وعناصر
قابلة للإمتصاص من قبل جذور النباتات.
أنواع الأسمدة العضوية
من أهم الأسمدة العضوية التي تستخدم في تسميد النباتات هي:
1. سماد الأبقار والماعز والأغنام والخيول البلدية : يعتبر السماد البلدي
من أهم الأسمدة العضوية المستعملة والتي تعمل على تحسين خواص التربة
الفيزيائية والكيماوية ويعدّ مصدراً مهماً لتزويد التربة ببعض العناصر
الغذائية الصغيرة مثل البورون والنحاس والمنغنيز…، ومن المعروف أن التركيبة
الكيماوية للأسمدة البلدية تكون معقدة وتختلف باختلاف نوع الحيوان المأخوذ
منه السماد وعمره والغاية من تربيته (لإنتاج الحليب والبيض او اللحم)
وأسلوب تغذيته وأنواع العلف الذي يقدّم له إضافة إلى طريقة جمع السماد
وطريقة تخزينه.
2. سماد الطيور والدواجن : يعدّ من أجود أنواع الأسمدة العضوية لاحتوائه
على نسبة عالية من العناصر الغذائية المختلفة، كما إن استفادة النبات منه
عالية، وتتراوح نسبة الأزوت الكلي فيه حوالي 4% والفوسفور 2% والبوتاسيوم
2%.
3. بقايا نباتات وبذور الحبوب: مثل الذرة، دوار الشمس، القمح… بعد الحصاد
وعصر البذور وبعد تخميرها تحتوي هذه البقايا على نسبة مرتفعة من البروتين
والدهون والمواد الكاربوهايدراتية والعناصر الغذائية المختلفة المفيدة
للنبات والأرض والكائنات الحية الدقيقة. أما نسبة النتروجين الكلي
(الأزوت)فيه حوالي 7% والفسفور 5,2% والبوتاسيوم 2,1 % إضافة الى بعض
العناصر الصغرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق