برنامج تغذية مكثف بعد انتهاء الموجة الحارة .. تعرف عليه
بداية لابد من التأكيد على جميع المزارعين وبشكل عاجل على أهمية البدء فى المعاملة بتنفيذ برنامج تغذية مكثف بعد انتهاء الموجات الحارة الحالية، وذلك خلال الأيام القليلة القادمة ومن دون أى تأخير حافظا على حياة النباتات المزروعة وذلك بالرش بمحفزات النمو ومضادات التقلبات وغيرها.
يتوقع انكسار الموجة شديدة الحرارة بدءاً من الثلاثاء الموافق 7 مايو 2019 لتعود درجات الحرارة حول معدلاتها، واستمرار الرطوبة النسبية على شمال البلاد تتراوح من 80% إلى 95% مما يزيد من الإحساس بشدة حرارةالطقس وتقل الرؤية فى الشبورة المائية صباحا على شمال البلاد تكون كثيفة على بعض الطرق.
بعد الموجة الحارة وبمجرد حدوث استقرار فسيولوجي للنبات (بعد فترة “تجاوزت 15 يوم من توقف للنمو الطبيعي للنبات، بالاضافة الى 3 أيام يحتاجها النبات للاستقرار واعادة تنظيم حركة الهرمونات النباتية المنظمة للنمو وتوزيع المادة الجافة المتكونة على اجزاء النبات).
تخرج النباتات لمعظم الحاصلات المنزرعة (خضر – طبية – اشجار فاكهة) من الموجة الحارة او شديدة الحرارة منهكة ومستنزفة ومرتبكة فسيولوجياً، لان الصدمات الحرارية تؤدي الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص.
ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب زيادة البخر نتح الفجائي وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية، ويزيد بالتبعية افراز هرمون “الايثلين”، الإثيلين عبارة عن غاز يتكون نتيجه للتفاعلات البيولوجيه فى النبات وينطلق فى الأنسجه النباتية، وإذا تعرضت الأنسجة النباتية لهذا الهرمون فإنه يحدث تفاعلات معينه تؤدى إلى تغيرات فى النمو واستجابات فسيولوجية معينة فى النبات الاجراء:
يبدأ تحفيز النبات لتجديد النمو وبسرعة تعويضاً عن فترة التوقف بالتالى ومحفزات النمو (وليس منظمات) هامة جداً لاستعاضة واستعادة النمو … وطبعاً كل ده فى وجود رطوبة أرضية مناسبة للمحلول الأراض المحتوى على العناصر الغذائية اللازمة للنمو (يعني تكون الارض مروية)، والري زي ما اتفقنا يكون بعد الفجر لان المشكلة ان الري اخر النهار او المغرب بتكون حرارة التربة مرتفعة جدا والنبات مستنزف وقدرته على الامتصاص بتكون ضعيفة واحتمال يحصل صدمة حرارية مائية، وبالتالي بعد الفجر افضل.. الاعتبار الوحيد المهم هو الحرص “الشديد” من استخدام الاحماض الامينية ومحفزات النمو هو مناسبة ذلك لانتشار بعض الامراض الفطرية (اجبارية التطفل)، وبالتالى يجب التأكد تماما من عدم مناسبة عمر النبات للاصابة او عدم وجود مصدر للعدوى الاولية للمرض المتوقع ظهوره على المحصول فى منطقة الزراعة او باقي الظروف المناخية المناسبة … بس انا مش عاوز اعقد الموقف لاخوتنا المزارعين وادخلهم فى حسابات ومعلومات كتيرة … لكن … التفسير العلمي:
النباتات التى تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة يحدث بها تغيرات شديدة فى التحولات الغذائية وتخليق أنـواع جديدة من البروتين والذى يعرف بإسم (Heat shock proteins – HSP ) ويحدث هذا غالباً إذا ما تعـرض النباتات لدرجات حرارة أعلى من الحد الأمثل بحوالى ٥ْ م.
كما يحدث أيضاً هدم للخلايا ـ وفساد للأغشـية البلازمية، وتحت الظروف الطبيعية يقوم نظام الحماية من خـلال المـواد المضـادة للأكسـدة Antioxidative defense system يقوم بحماية النظام الخلوى ضد (من) الأكسجين النشط. ولكن عند زيادة الأكسجين النشط بدرجة عالية جداً ويكون نشاطه أكبر من طاقه النظـام الـدفاعى للمـواد المضادة للأكسدة كما هو الحال فى ظروف الاجهاد stress أو الشـيخوخة فـإن إجهـاد الأكسدة يظهر بوضوح Oxidative stress produced كما وجد فى بعض النباتات التى تتميز بتحملها لظروف الإجهاد أنه يتم بها عملية تنظيم للهرمونات الداخلية فى الأنسجة النباتية مثل abscisic acid & Jasmonic acid & Ethylene وكل ذلك يخضـع للعمل والتحكم الجينى و تحمل الملوحة والجفاف.
والتغيرات البيوكيماوية الناشئة عن الإجهاد الحرارى: لوحظ أن تحت تأثير الحرارة المرتفعة يتم إنتاج “الاكسجين النشط Reactive oxygen species- ROS ” بكميات وفيرة وهذه الجذيرات الحرة لها تأثير مدمر على نواتج التحولات الغذائية كما أنها تقوم بأكسدة الأغشية البلازمية وإتلافها كما أنها تدمر المحتوى مـن DNA.
أهم التوصيات العاجلة بعد انتهاء الموجة شديدة الحرارة
– العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه ولابد اولا من ضمان وجود رطوبة ارضية كافية النبات، يعني اجراء رية سريعة (على الحامي) بعد انتهاء الموجة الحارة مباشرة مع قصر الفترة بين الريات وعلى ان يكون الري “فقط” في الصباح الباكر والابتعاد تماماً على الري وقت الظهيرة.
بعد انتهاء الموجة بحوالي يومين يتم الرش بمحفزات النمو والعناصر الصغرى وخاصة الحديد والمنجنيز والزنك، يلي ذلك بحوالي 5 ايام اجراء رشة بالزيوت المعدنية الصيفية او الصابون البوتاسي والابتعاد تماما هذه الفترة عن الرش بالمبيدات الكيماوية الجهازية لانها تعمل علي استنزاف اكبر لطاقة النبات.
تكثيف الرش “سليكات البوتاسيوم” بمعدل 6 سم /لتر للخضر و8 سم / لتر للفاكهة الصيفية (المانجو – النخيل – والزيتون والرمان والخوخ والعنب وعين الجمل وغيرها).
ويتوقع بعد انتهاء الموجة الحارة وزيادة الرطوبة ما يلي: زيادة فى انتشار وظهور بعض الأمراض الفطريةالمحبة للرطوبة العالية مثل البياض الزغبي على القرعيات – الندوة المبكرة على الطماطم – اعفان ثمار الطماطم والفلفل – التبقع الزاوي البكتيري على القطن – البياض الزغبي على الريحان – الانثراكنوز على المانجو والقرعيات والقطن) كذلك حشرات المن والتربس والجاسيد مع توقع زيادة فى تعداد الحشرات حرشفية الاجنحة (توتا ابسلوتا فى الطماطم وديدان الثمار وغيرها).
*على القطن يتوقع زيادة فى تعداد لطع البيض لحشرات دودة ورق القطن (حرشفيات الاجنحة).
*زيادة سريعة لتعداد حشرة اوراق الزيتون الخضراء – فراشة الياسمين (من الافات المهمة على الزيتون).
*انتشار ملحوظ لـفراش ديدان ثمار الرمان (زيادة معدل وضع البيض).
*زيادة فى نشاط فراش الدودة الخضراء على الذرة المبكر.
بالنسبة للأمراض النباتية
ـ سيادة الظروف الجوية (الرطوبة العالية والماء الحر -الندى صباحاً) وزيادة التذبذبات فى درجات الحرارة تكون مناسبة لبداية قيام دورات مرضية لجميع فطريات البياض الزغبي على القرعيات والبقوليات والفاكهة(العنب) والنباتات الطبية العطرية (الريحان المبكر) وكذلك مرض الانثراكنوز وتبقعات الاوراق على المانجو وفول الصويا والقرعيات (الخيار والبطيخ) والطماطم.
ـ مناسبة الظروف المناخية على التبقع الزاوي على اوراق القطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق