هو اصطلاح معناه "الاستخدام الأمثل لبرامج المكافحة المعروفة بعد ربطها بأساسيات علم البيئة" وقد ظهر هذا الاتجاه في المكافحة بعد انهيار نظم المكافحة المبنية على استخدام المبيدات وحدها وما أدى إليه الإسراف في استخدامها من ظهور كوارث بيئة خطيرة مثل ظهور فورات وبائية من الآفات الضارة بعد خلو البيئة من الأعداء الحيوية التقليدية لها والتي قضت عليها المبيدات فضلا عن ذلك ظهور سلالات مقاومة من الآفات لفعل المبيدات وتحول بعض الآفات الحشرية الثانوية إلى آفات رئيسية ضارة هذا فضلا عن تغير المبيدات لتوازن الكائنات في البيئة وما يتبعه من تزايد الخلل البيئي. هذا بالإضافة إلى ما تحدثه المبيدات من أضرار جسيمة بصحة الحيوان والإنسان وتلويثها لمياه الشرب والتربة الزراعية - وليس معنى هذا أنه يمكن الاستغناء عن استعمال المبيدات - بل يجب استخدامها في الحدود الدنيا ضمن برنامج للمكافحة المتكاملة Integrsted Pest Manegement (M. P. I) تطبق فيه مختلف وسائل المكافحة المعروفة من زراعية وحيوية واختيار للسلالات النباتية المقاومة لفعل الآفة مع الاستفادة من ظروف الطقس والبيئة وتوجيه المكافحة باستخدام المحاسبات الالية والأجهزة الحديثة التي تتنبأ بالأحوال الجوية من رطوبة وحرارة وأجهزة الاتصالات المتطورة بما يمكن من تجنب حدوث أضرار اقتصادية وتقليل التأثيرات الجانبية المعاكسة على البيئة ، ولكي نستخدم برنامجا للسيطرة على الآفات لابد من التعرف على بعض الاصطلاحات ومنها:
1- ضرر الافة الذي يمكن تحمله : Tolerance of Pest Damage
إن عدم حدوث إصابة حشرية على الإطلاق هو أمر مستبعد تماما، فغالبا ما تصاب المحاصيل بالآفات ولكن في أحيان كثيرة يستطيع النبات تحمل درجة معينة من الاصابة دون حدوث أي تأثيرات ملحوظة على حيويته ونشاطه وبالتالي إنتاجه - لهذا اقتضت الضرورة تحديد مستوى الإصابة والضرر المسموح به، Tolerence of Pest Damage كذلك تحديد مستوى الإصابة والضرر المؤثر على الإنتاجية والتي يتعين بعدها بدء عمليات المكافحة والذي يطلق عليه مستوى الضرر الاقتصادي Economic Injury level، ويوجد عدد من التعريفات المتداولة لشرح هذا الاصطلاح منها (المستوى الذي لا يمكن للنبات تحمل ضرره لفترة طويلة 1959 - Stern) أي أنه عند ارتفاع مستوى الضرر عن هذا الحد يجب البدء في برنامج المكافحة - وعرف 1972 Headlg ، مستوى الضرر الاقتصادي بأنه (تعداد الآفة الذي يحدث زيادة في الضرر تماثل تكلفة مكافحتها لمنع هذا الضرر).
2- الحد الاقتصادي الحرج : Economic Threshold
وهو اصطلاح معناه « الكثافة العددية للأفة على المحصول والتي يجب بعدها استخدام وسائل المكافحة لمنع زيادة تعداد الآفة حتى يصل إلى مرحلة الضرر الاقتصادي، ويمثل الحد الاقتصادي الحرج دائما كثافة أقل من مستوى الضرر الاقتصادي والتي إذا تعدتها الكثافة العددية للآفة فإنه يسمح ببدء برنامج المكافحة حتى لا تصل إلى مستوى الضرر الاقتصادي.
ويعتبر تحديد مستوى الضرر الاقتصادي والحد الحرج للأفة عملية معقدة للغاية لأنها تبني على تفاصيل البيئة التي توجد بها الحشرة كما ترتبط بالظروف المناخية ووجود المفترسات والمتطفلات والأمراض وتأثير مقاومة العائل النباتي للإصابة - ولهذا يكون مفهوم مستوى الضرر الاقتصادي مرنا ، فقد يختلف من مساحة إلى أخرى وحتى بين حقلين متجاورين بناء على العمليات الزراعية المتخصصة (1972 Rynold ) ، ويتناقص مستوى الضرر الاقتصادي بزيادة قيمة المحصول ومستويات المستهلكين، وتتشابه أشجار الفاكهة والذرة السكرية والإسبرجس والبطاطس وزهور الزينة في أن الحد الحرج للإصابة منخفض جدة، حيث أن الإصابة بفراشة واحدة أو حشرة قشرية أو دودة كيزان ذرة تؤثر بدرجة كبيرة على قبول المنتج من قبل المستهلك، ويرتبط مستوى الضرر الاقتصادي عكسيا بسعر تكلفة المركب المستخدم في المكافحة وبتكلفة عمليات المكافحة (1972 Headlg ).
وبالنسبة للمزارع العادي يرى (1972 ،Rabb ) أن العوامل التالية هي الأساس في تقدير مستوى الضرر الاقتصادي:
(أ) مقدار الضرر الطبيعي وارتباطه بالمستويات المختلفة للإصابة بالأفة.
(ب) القيمة النقدية للمحصول وتكاليف إنتاجه على مستويات ضرر طبيعية مختلفة.
(ج) الفقد النقدي المرتبط بمستويات مختلفة من الضرر.
(د) كمية الضرر الطبيعي التي يمكن منعها بوسائل المكافحة.
(هـ) القيمة النقدية لجزء المحصول الذي أمكن زيادته عند إجراء المكافحة.
(و) التكلفة النقدية لوسائل المكافحة.
من هذه المعلومات يمكن تقدير مستوى كثافة الآفات التي تستخدم عندها وسائل المكافحة بما يحقق حماية المحصول بدرجة تعادل أو تزيد من تكلفة المكافحة. وهذا الشرح المبسط لا يأخذ في الاعتبار العوامل الخارجية الهامة مثل: التأثيرات المعاكسة التي تحدث من زيادة مخلفات المبيدات في التربة وتؤدي إلى تقليل إنتاجية الحصول التالي وجعله أقل ربحا وتشمل كذلك التأثيرات البيئية على الأعداء الحيوية للحشرة مما يزيد من عدد مرات التدخل بواسطة المبيدات، أو الإصابات الوبائية بالآفات الثانوية - ولذلك يكون مستوى الضرر الاقتصادي للآفة الضارة أعلى دائما حينما تربطه بالعوامل الخارجية، وعند القيام ببرامج السيطرة على الآفة يجب أن تولي اهتمامنا نحو مساواة الحد الحرج الحادث مع الحد الحرج الاقتصادي الفعلي حيث أنه يجب التدخل لمنع التعداد من الارتفاع إلى مستوى أعلى من حد الضرر الاقتصادي.
٣- تصميم استراتيجية ناجحة للسيطرة على الآفات:
لا يمكن للطرق الحديثة للسيطرة على الآفات أن تخطو قدما دون تقويم دقيق وتقدير لكثافة العشائر وأعدائها الطبيعية، فضلا عن التحديد الحقيقي لمدى الخسائر التي تحل بالنباتات وتأثير ذلك على المحصول والحصول على تقدير كمي محكم للنظام البيئي الزراعي في صورته الواقعية هو الأساس الأول للعمل التطبيقي حول التفاعل بين الحشرة والنبات.
وتختلف البيانات العملية التي تجمع لأغراض البحث اختلافا بينا عن تلك التي تلزم إصدار قرارات المكافحة، فالأبحاث تحتاج إلى قرارات دقيقة للقيم الكمية القياسية الحقيقية، بينما تحتاج المكافحة إلى التصنيف السريع للحالات الموجودة للتعجيل بإصدار قرارات المكافحة ، واختيار الوسيلة المناسبة لذلك ( مثل الرش أو عدم الرش ) ويمكن للأبحاث أن تتحمل قدرا كبيرا من التأني في عمليات حساب البيانات العملية ، ولكن المكافحة تتطلب قرارات فورية حاسمة . وتصميم استراتيجية ناجحة لمكافحة آفة ما والسيطرة عليها يتطلب إتباع الإجراءات الآتية :
1- تعيين الكثافة العددية للعشيرة الحشرية مصدر الضرر على المحصول :
وذلك بأخذ عينات من أفراد العشيرة الحشرية المتواجدة في الحقل بطرق مختلفة. مثل الطرق المطلقة وهي التي يجري فيها مراعاة الدقة التامة في قنص وعد كل حشرة تتواجد فوق الوحدة الواحدة من سطح الأرض - والطرق النسبية وفيها يكون القنص Trapping بدرجة أقل ويجرى تقدير الكثافة العددية للحشرة بواسطتها بالنسبة لوحدات أخرى غير الوحدات المساحية للأرض، ولا يمكن تحويلها إلى وحدات مطلقة دون بذل مجهود رئيسي لتصحيح سلوك الحشرة مع مراعاة تأثير الموطن على هذا السلوك.
وتستمد غالبية الجهات العلمية المعطيات العلمية المناسبة لها من الطرق المطلقة Absolute methods ، فالتقديرات المتتابعة لعدد الحشرات في الوحدة المساحية الواحدة من الأرض ضرورية جدة لبناء جداول الحياة Life table وكذلك لدراسة الكثافة في الدراسات الأخرى المتعلقة بديناميكية العشائر التجمعات الحشرية الموجودة في الحقل ، وغير المحبوسة داخل أقفاص ، ويمكن استخدامها لحساب التبويض ونسبة الوفيات والدراسات الدقيقة المتعلقة بالطرق الوصفية للعشائر هذا ويجرى أخذ العينات الحشرية عادة باصطيادها من الهواء أو من فوق سطح التربة وتستخدم لذلك أنواع مختلفة من أدوات القنص منها:
الشبكة الكانسة : The sweep net
وتستعمل على نطاق واسع لأخذ عينات من الحشرات من الحقول المزروعة بمحاصيل الحبوب والمراعي وكثير من المحاصيل المزروعة في صفوف وهي بسيطة التكاليف ويمكن بها قنص أنواع مختلفة من الحشرات في وقت قصير دون حدوث تلف للمحمول، هذا مع مراعاة أن يكون الضرب بها في صورة ضربات كانسه متذبذبة مثل كنس ممشاة جاذبية بمكنسة .
شبكة الشفط : The suction net
وتسمى هذه الشبكة تجاريا باسم : C.A.V – D ، وهي تجمع الحشرات بشفطها إلى شبكة صغيرة العيون توجد مفتوحة داخل حافظة متينة ، ويتم الشفط باستخدام محرك يعمل بالجازولين - ويوجد من هذه الشبكة طرازان أحدهما صغير يمكن أن يحمله الجامع جانبية والآخر ثقيل الوزن يحمل فوق الظهر - وهذه الشبكة تصلح لجمع أنواع الحشرات الصغيرة الحجم الخفيفة الوزن مثل يافعات قافزات الأوراق والطفيليات غشائية الأجنحة.
مصائد الزعابي : Malaise trap وتتركب أساسا من خيمة مصنوعة من نسيج شبكي ۔ أحد جانبيها مفتوح ومنه تدخل الحشرات إما طائرة أو زاحفة ومن ثم تدخل الحشرات من قادة إلى داخل الجزء الشبكي حيث يمكن تنصها داخل حواجز أو حوافظ توضع في الأركان العلوية أو في قمة الخيمة. وهذه المصيدة تعتمد على دخول الحشرات إليها بالصدفة لذلك يفضل استعمالها للأنواع المالية النشاط مثل يافعات الحشرات زوجية الأجنحة وغشائية الأجنحة.
المصيدة ذات النافذة الزجاجية Window Pane
وتتركب من لوح زجاجي رأسي أو من الزجاج المضفر (ضفائر زجاجية ) وبه حوض للحفظ بجواره، وأي حشرة تصدم بالزجاج تسقط وتقتنص وهذه المصيدة مفيدة بصفة خاصة لتحديد اتجاه الطيران وتستعمل في قنص الحشرات غمدية الأجنحة الطائرة.
شكل المصيدة ذات النافذة الزجاجية:
(1) دعامة خشبية أو معدنية.
(ب) شباك زجاجي أو ضفائر زجاجة.
(ج) حوض جمع مملوء بمحلول يحتوي على نظف صناعي
المصيدة اللزجة : Sticky trap
وهي مصيدة ذات نافذة زجاجية يكون فيها الزجاج أو السلك الحاجز مغطى ببعض المركبات اللزجة بما يكفي للإمساك بالحشرة عندما تصطدم به بدلا من أن يسمح لها بالسقوط في الحوض الحافظ ، وتستعمل في قنص الحشرات التي لا يمكن قنصها باستخدام مصيدة النافذة الزجاجية.
شكل مصيدة اسطوانية لزجة:
(أ)، (ب) شرائط من النحاس لحفظ مادة القنص .
(ج) داعم اسطواني مدرج.
(د) تجويف يدخل فيه شريط الماسك النحاسي.
(هـ) شرائط من القير او البلاستك مغطاة بمادة دهنية لزجة وتلتف حول الداعم.
(و) قاعدة من الخشب.
المصيدة الشركية : Pitfall trap
وتستخدم لقنص الأنواع الكانسة لسطح التربة مثل الخنافس الأرضية والكولبولا ، وعندما تستخدم دون طعوم فإنها تقتنص ما يسقط فيها بالصدفة ، وعندما تطعم فإنها تجذب إليها الأفراد من مسافات بعيدة.
المصيدة الشركية
المصيدة الإبصارية : Visual trap
ويستخدم فيها مصدر للضوء مثل مصباح فلوروسنت نور الأشعة البنفسجية لجذب الحشرة - حيث يوضع المصباح فوق حوض للجمع يحتوي على مركب قاتل للحشرة. وتستعمل هذه المصيدة في تحديد ظهر أنواع الحشرات وتقديرات الكثافة النسبية. وتستخدم غالبا في قنص الفراش والبعوض أو لقنص الأفراد التي تطير ليلا أو في ضوء المعتم.
مصائد تستخدم فيها الجاذبات : Traps using attractants
وتستعمل لقنص الأنواع التي لا تنجذب للضوء. لهذه المصايد واجهة لزجة وتؤدي عملها مستعينة بجاذب أو طعم وذلك لقنص الأنواع التي لا تنجذب للضوء. وعادة ما يستخدم جاذبات جنسية كيميائية ( فورمونات ) لهذار الغرض.
القماش الأرضي : The ground cloth
وتستخدم هذه الطريقة بتوسيع في المحاصيل المنزرعة في صفوف مثل فول الصويا أو الدخن - وتصلح أيضا في البيئات التي تنمو فيها الشجيرات. وتجرى بنشر قطعة من القماش السميك فوق الأرض وبمحاذاة سوق النباتات التي يراد أخذ العينات منها ثم تحني النباتات في اتجاه القماش وتهز بعنف أو تضرب بعصا خشبية فتسقط الحشرات فوق القماش وتجمع وتعد.
وأحيانا تؤخذ عينات من التربة والركام : Sampling From soi and Litter
ويشترط لذلك إجراء واحد فقط يتركز في صغر وحدة مساحية لعمق معين يجري أخذ العينات منها . ويختلف عمق الحفرة باختلاف نوع الحشرات . فأحيانا تكون الحشرة المراد دراستها أو أخذ أطوارها على عمق كبير مثل خنفساء كلورادو التي تمضي بياتها الشتوي على عمق أربعة أقدام في التربة الرملية. فإذا كانت الحشرات موجودة على عمق ضحل من التربة فإن أفضل طريقة لأخذ العينة منها هي باستخدام المعين المركزي -Core sam pler مثل المعين المستخدم في أخذ عينات من بيض خنفساء الفول من التربة . يأتي بعد ذلك استخراج الحشرة المراد دراستها من بين عناصر تربة العينة ويستخدم لذلك عملية فرز ونخل ( استخدام منخل يدوي ) - وفي إجراء محسن العملية الفرز اليدوي توضع العينات في قمع برليز Berlese Funnel وتم طرد الحشرات من العينة باستخدام مصيدة ذات مصدر حراري مثل ضوء متوهج داخل غلالة رقيقة من الكحول.
شكل المعين المركزي المستخدم في مصر لتعيين مفصليات الأرجل الموجودة في التربة:
(أ) قرص الطارد المركزي (ب) حفار اسطواني مركزي (ج) طراد المركزي (د) منظم العمق
أخذ عينات من منتجات الحشرات : Insect Products
توجد أحيانا حشرات لا يمكن أخذ عينات منها مباشرة ولكنها تنتج بعض النواتج التي يمكن التعرف عليها بسهولة، وغالبا ما تكون هذه النواتج فرثا Frass (براز الحشرات المغتذية على الأشجار) أو اخراجا للحشرات حرشفية الأجنحة التي تلتهم أوراق أشجار الغابات. وحيث أن حجم كرات الفرث وشكلها يكاد يكون ثابتة لكل نوع من هذه الحشرات، فإنه بدراسة هذا الفرث يمكن تحديد أنواع الحشرات التي أنتجته. بل وعمرها دون رؤيتها، وقد استطاع عدد من الباحثين الاستدلال على الكثافة العددية للحشرات من كمية الفرث التي حصلوا عليها.
2- تحديد مظهر التلف : Identification of the type of injury
وينشأ الضرر الذي تسببه الحشرة للنبات غالبا من اغتذائها عليه وبدرجة أقل من طرق معينة لوضع البيض، وتختلف مظاهر التلف الذي تحدثه الحشرات بعوائلها النباتية باختلاف عاداتها في الاغتذاء، والتي تتنوع بتنوع الحشرات، وإما أن ينزل التلف مباشرة بالمحصول فيفقد جزء من قيمته أو تهاجم بعض أنواع الحشرات أجزاء من النبات يكون لها علاقة فسيولوجية بالمحصول ولكنها لا تنتج محصولا، ففراشة التفاح وعودة كيزان الذرة وسوسة لوز القطن هي أمثلة للآفات المباشرة، وديدان جذور الذرة ودودة ورق القطن في أمثلة للآفات غير المباشرة.
3- قياس الأضرار التي تسببها الآفات المباشرة Mcasuring Damage by direct Psts
ويعتمد القياس على حساب الأعداد المطلقة أو بالنسبة للوحدات المصابة وذلك مثل كيزان الذرة في كل ۱۰ نباتات وعدد التفاحات بالنسبة للشجرة الواحدة وعدد روس الكرنب في الفدان الواحد ويمكن معرفة مستويات التلف المختلفة بتحويل التلف إلى قيمة حقيقية من قيم نقص المحصول. فقد قامPrasal (1963) مثلا بتصنيف الكرنب إلى غير قابل للتسويق إذا ما تعرضت الروس لاغتذاء دودة ورق الكرنب لعمق يزيد عن ورقتين أو إذا قل قطر الرأس عن 2.5 بوصة ، أما اغتذاء الديدان على الأوراق الخارجية فإنه لا يعيب روس الكرنب.
4- قياس التلف الناشئ من الآفات غير المباشر :
Measuring damage by indirect Pests
ويوجد نوعان من هذا التلف هما:
التلف الناشئ من تجريد الآفة للنباتات من أوراقها :
والذي يتسبب عن الإصابة بالحشرات نوات أجزاء الفم القارض مثل نطاطات الحشائش وديدان حرشفية الأجنحة وخنافس الأوراق - ويستطيع الحشريون المتدربون تقدير النسبة المئوية للتجريد بمجرد النظر ، وهذا تقدير موضوعي - ولكن بعض الباحثين يستخدمون بعض الأجهزة في تقدير نسبة التجريد مثل الممساح Panimeter والشبكات المتسامتة Grids والمضواء Photometer devices والذي شاع استعماله كثيرة لهذا الغرض - ويمكن بعد ذلك بمعادلة رياضية قياس النقض في المحصول منسوبة إلى نسبة التجريد ، وقد يكون التجريد جزئيا أي باغتذاء الافة على جزء من الورقة فقط وبقاء الجزء الباقي يؤدي عمله للنبات ويمكن أخذ جميع هذه الاعتبارات ومعادلتها رياضية لاستخراج مقدار النقص في المحمول منسوبة اليها.
التلف الناشئ عن الحشرات المتغذية على المجموع الجذري :
ولقد أجريت دراسات مكثفة على هذا الموضوع قدر فيها مقدار التلف في الجهاز الجذري ككل والنسبة المئوية للجذور التالفة في صفوف الجذور الأولى والثانية تحت سطح التربة والنسبة المئوية للعقد الجذرية التالفة أسفل سطح التربة، ثم قدر بعد ذلك العلاقة بين مقدار التلف والنقص في المحمول.
5- تقدير الحدود الاقتصادية الحرجة : Economic thresholds
وقد سبق شرح هذا الموضوع - وما يهمنا هنا هو إنشاء معايير للضرر الاقتصادي بالنسبة لكل من الآفات الحشرية الرئيسية في قطر ما - وعلى العموم فإن معايير الضرر الاقتصادي ليست ثابتة بالنسبة للزمن أو الحيز بالنسبة لأي أية معلومة أو محصول معين ، ويتباين المستوي عادة من منطقة إلى أخرى ومن سنة إلى أخرى كذلك تتباين قيمة الحصول وتكلفة المعاملات وكذلك درجة نمو النباتات ومن المؤكد أن المتغيرات الاقتصادية يتم وضعها في المقام الأول.
6. عملية تشكيل نظم السيطرة على الآفات :
The operation of pest - management system
تتضمن عملية السيطرة على الآفات خليط من العمليات التي تتضمن صناعة القرار واتخاذ إجراء ضد أفة والحصول على المعلومات التي تستخدم في الوصول إلى هذه القرارات - ويمكن تلخيص عمليات السيطرة على الآفات على مستوى المزارع في ( شكل التالي ) ، والإجراء الذي يتبعه المزارع هو نتيجة للقرارات الشخصية ويستند إلى التوصيات التي يتلقاها أو ما يطلق عليه بالتوصية الحسابية - ويجب أن تأتي البيانات الخاصة بالآفة وكثافة العشائر من النظام الزراعي البيئي فضلا من التقديرات الخاصة بالحالة الواقعية لنمو المحصول وقوته والتقديرات المحتملة للعوامل المجهدة للمحصول مثل مزاحمة الحشائش له والرطوبة الأرضية ، ويجب أن تأتي البيانات الخاصة بالطقس من عناصر الطقس وربما من النبات والظروف الجوية ، كما يجب أن تأتي المعلومات الخاصة بنفقات المكافحة الممكن إجراؤها والتقديرات الخاصة بالقيمة الاقتصادية للمحصول من المصادر العالمية ، ويصلح هذا الرسم التوضيحي التطبيق على جميع نظم السيطرة على الآفات بغض النظر عن الشكل الذي تؤخذ به الحسابيات ، وفي أكثر النظم بدائية يقوم المزارع بالخدمة وفقا لحساباته الخاصة ، أي أنه يستخدم بديهته وخبرته ومهاراته النسبية في القيام بالعمليات المتعاقبة ، ومن حصيلة ذلك يستطيع أن يكون توصية ترشده إلى ما يجب فعله ، وفي النظام الأكثر تقدما ، يحل الشخص المتمرن ( مثل خبير في الخدمة الموسمية ) محل المزارع ، لأن الحسابيات في هذه الحالة تستطيع أن تكون غالبا في صورة دليل مرشد ( مثل دليل الخدمة الموسمية أو دليل التوصيات ) ويمكن أن يستخدمه المزارع ، وتبني الأدلة الإرشادية على أساس من خبرة فرد أو أكثر من المهنيين - وعليه فإن وجود مثل هؤلاء الناس لفحص الحقول لابد وأن يكون واردة - وفي البلاد المتقدمة تصدر التوصيات والإرشادات من المزارع التجريبية للدولة إلي المزارعين والتي يستخدم فيها الحواسب الآلية لحساب كافة أركان العملية الإرشادية من تنبؤات بالطقس وفورات الآفات وغيرها. ويجري بث هذه المعلومات والتوصيات من خلال البث اللاسلكي والتليفزيون - وتسمي تلك التوصيات نشرات الخدمة الموسعة ، والفائدة الثابتة من هذه النشرات هي إمداد المزارع بالمعلومات الميسرة عن النظام البيئي الزراعي وعن شئون الأعمال في العالم وعن أحوال الطقس والتي يزود بها الحاسب الآلي ليحدد النمط الذي يستعمل في تقييم كل هذه الاستراتيجية الحديثة والمتغيرة - وفي خلال دقائق يتلقي المزارع التوصيات المتخصصة المناسبة لحالته فضلا عن تحليل النفقات المتوقعة والفائدة - ونكرر القول بأن أي نظام مهم من نظم السيطرة على الآفات يجب أن يكون شاملا للاعتبارات البيئية والاجتماعية والتي لم يشر إليها بشيء في (شكل التالي) السابق..
شكل يبين العمليات الموجودة في نظام السيطرة علي الآفات
بينما لم يطبق علم النظم Systems scince في السيطرة على الآفات إلا حديثا فإن منجزات منه قد وصلت بالفعل إلى قلعة التطبيق ( 1980 -Huffaker ) ولا شك في أن كل من الحكومات والمجتمع سوف يزيد الطلب على الحشريين للقيام بما يتطلبه ذلك من إجراء مزيد من الأبحاث في مجال السيطرة على الآفات، ولنجاح استعمال النظم في السيطرة على الآفات ، فلابد من توافر الأفراد ذوي الخبرة العريضة والنظرة الثاقبة ، ومن جهة أخرى ففي أي نظام ناجح للسيطرة على الآفات لابد من دراسة أنواع الأعداء الحيوية للآفة الموجودة في البيئة الطبيعية سواء كانت مفترسات أم متطفلات أم مسببات أمراض ، ولكي يستفاد من هذه الأعداء الحيوية في المكافحة لابد من دراسة أزمان نشاطها والأوقات المناسبة لذلك والظروف البيئية التي يبلغ فيها النشاط أقصاه ، ونترك هذه الأعداء الحيوية لتؤدي عملها في خفض الكثافة العددية للآفة دون تدخل من الإنسان ، ويجب ألا تستعمل المبيدات الكيماوية في المكافحة إلا في أوقات خمول الأعداء الحيوية للآفة ودخولها في أطوار السكون حتى لا تعرض للإبادة، كذلك عند استخدام المبيدات في نظم السيطرة لابد وأن يراعي ترك أعداد قليلة من الآفة دون إبادة حتى يتوفر الطعام لتكون بمثابة غذاء للأعداء الطبيعية عند نشاطها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق