لماذا تفشل أشجار الفاكهة في إعطاء المحصول (الثمار)؟
غالباً ما تبدأ أشجار الفاكهة في إعطاء أو حمل الثمار بصورة طبيعية عندما تبلغ السن الكافية و الذي تكون فيه قادرة على التزهير, غير أنه مع ذلك, هناك عوامل أخرى مثل الحالة الصحية للشجرة, الظروف البيئية المحيطة بها, طبيعة حمل البراعم (أين توجد البراعم الزهرية على الشجرة) و المعاملات الزراعية المختلفة التي تتلقاها الشجرة, جميع هذه العوامل تؤثر بلا شك في مقدرة الشجرة على حمل الثمار, و في هذا الصدد يجب ألا ننسى أن التلقيح الكافي يعد أمراً ضرورياً للحصول على محصول مرضي.
عدم توافر العوامل المناسبة أو عدم ملائمة أي منها قد يقلل المحصول أو بمنعه كليةً. قد يستطيع المزارع السيطرة على بعض تلك الظروف أو العوامل التي تسهم في إنتاج الثمار, و تتمثل هذه العوامل في:
1. سن الحمل (الإثمار): من المعروف أن معظم محاصيل الفاكهة تتكاثر بالطرق الخضرية (اللاجنسية) و من أهم تلك الوسائل التطعيم (البرعمة أو التركيب بالفلم), فعند شراء شتلات صنف ما من مشتل معتمد رسمياً, ستعرف أن الجزء الخضري للشتلة (الطعم) يتراوح عمره بين 1 - 2 سنة مطعمة على أصل (المجموع الجذري) يكبر الطعم بحوالي 1 - 2 سنة. و العمر المتوقع للشجرة أن تحمل فيه الثمار (منذ غرسها بالبستان) يتوقف على نوع و صنف الفاكهة التي زرعت فعلى سبيل المثال تحمل أشجار التفاح و المشمش عند عمر يتراوح بين 3 - 5 سنوات, و أشجار الخوخ عند عمر 2 - 4 سنوات, أشجار الكريز بين 5 - 7 سنوات و أشجار الرمان بعد 2 - 3 سنوات و هكذا. و قد تبدأ ألأشجار المطعومة - لنفس الفاكهة - على أصول مقصرة (الأشجار المتفزمة) في حمل المحصول مبكراً عن مثيلاتها الطبيعية بنحو 1 - 2 عام.
2. الحالة الصحية للشجرة: لا بد أن تكون الشجرة بحالة صحية جيدة حتى تستطيع حمل محصول مرضي و ثمار ذات جودة عالية تستحوذ على ذوق المستهلك و تلبي متطلباته في الثمار التي يبتاعها. و على ذلك فإن أول خطوة في هذا الصدد هي المحافظة على الأشجار و سلامتها من مهاجمة الحشرات أو تعرضها للأمراض.
3. الظروف البيئية و المناخ: في الكثير من المناطق, تضار الأزهار و الثمار الحديثة العقد بأضرار البرودة, و على ذلك نجد أن الإصابة عندما تشمل المتاع (الجزء المركزي للزهرة) فإنها عادة ما تموت و لا تعطي ثمرة.
هذا و يختلف وفت التزهير من صنف لآخر, فأشجار اللوز تزهر مبكراً, تليها أشجار البرقوق الياباني ثم المشمش ثم الخوخ ثم الكريز الحلو ثم البرقوق الأوروبي ثم الكريز المز(الحامض) ثم التفاح, كما تتباين الفواكه فيما بينها في وقت التزهير, و من ثم وجب اختيار الأصناف التي تزهر أشجارها متأخراً , إذا كانت المنطقة معرضة لبرودة الجو في أوائل موسم النمو.
4. التلقيح: تحتاج أزهار معظم الفواكه للتلقيح, و بدون التلقيح الكافي, قد تزهر الشجرة بغزارة و لكن لا تعقد ثماراً. و يطلق على الأصناف التي يحدث التلقيح بين أزهارها و تعقد فيها الثمار بالأصناف الذاتية الإثمار "self fruitful.", و مع ذلك هناك الكثير من الفواكه التي تفشل في عقد الثمار باستخدام اللقاح الخاص بها, مثل هذه الأصناف تحتاج أزهارها للقاح أصناف أخرى, مثل هذه الأصناف يطلق عليها أصناف غير ذاتية الإثمار "self unfruitful". وفي بعض الفواكه مثل البيكان ينفصل فيها الجنسين على ذات الشجرة - أي تحمل الأزهار المذكرة على موضع معين من الشجرة, بينما تحمل الأزهار المؤنثة في مكان آخر من ذات الشجرة, فإذا ما انتثر اللقاح من الأزهار المذكرة قبل استعداء الميسم لتلقي اللقاح, عندئذ يصبح عقد الثمار مشكلة عويصة.
و هناك بعض أنواع الفاكهة لا تقع أشجارها أو تنطوي تحت هاتين المجموعتين, فعلى سبيل المثال, نجد أنه في حالة الفستق, ينفصل الجنسين كل على نبات مستقل أي أن هناك أشجار مذكرة و أخرى مؤنثة, في هذه الحالة و لضمان الحصول على محصول مرضي, لابد من زراعة أشجار مذكرة مع الأشجار المذكرة , على الأقل بنسبة شجرة مذكرة واحدة لكل ثمان أشجار مؤنثة. كذلك الحال في نخيل البلح -ينفصل الجنسين على أشجار مختلفة - أي أن هناك نخلات مذكرة و أخرى مؤنثة, و للحصول على محصول تجاري مرضي, لابد من إجراء التلقيح الصناعي سواء كان يدوياً أو ميكانيكيا. كما تتصف أزهار القشطة بظاهرة تفاوت نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة Dichogamy" " - إنتثار حبوب اللقاح من المتك قبل استعداد المياسم لتلقي اللقاح. و من ثم يلزم اجراء تلقيح صناعي يدوي لضمان الحصول على محصول مرضي. يتم ذلك عن طريق جمع اللقاح من متوك الأزهار الكبيرة السن المتفتخة وجمع اللقاح في قوارير زجاجية صغيرة الحجم ثم يقوم المزارع بغمس فرشاة مصنعة من وبر الابل في اللقاح و تمريرها على الكرابل حتى يضمن حدوث التلقيح على الوجه الأمثل.
و كما هو معروف أن أشجار معظم أصناف التفاح غير ذاتية الإثمار أما بسبب إنتاج لقاح غير جيد التكوين أو نتيجة حدوث تضاعفات فردية (ثلاثية مثلاً), ومن ثم كان من المفضل زراعة أشجار أكثر من صنف في ذات البستان, و من أهم أصناف التفاح التي تعد مصدرا جيدا للقاح هما الصنف جولدن دليشص'Golden Delicious' و الصنف جوناثان 'Jonathan'. كما تحتاج أزهار جميع أصناف الكمثرى تقريباً للتلقيح الخلطي, وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الأصناف مثل كيفر 'Kieffer' و دوتسيز 'Duchess' تعطي عقد جيد للثمار دون الحاجة لملقحات.
معظم أصناف الخوخ ذاتية الإثمار , غبر أن هناك بعض الأصناف مثل جي اتش هيل 'J. H. Hale' و ستارك هوني هيل 'Stark Honeydew Hale', تحتاج للزراعة مع أصناف أخرى حتى تتم عملية التلقيح على الوجه الأمثل. تقريباً جميع أصناف النكتارين ذاتية الإثمار, كذلك الأصناف الرائدة من المشمش ذاتية الإثمار.
كما أن معظم أصناف اللوز و تقريباً جميع أصناف الكريز تتصف بظاهرة عدم التوافق الجنسي الذاتي و الخلطي و من ثم كان من الضروري إجراء التلقيح الخلطي الذي يتم بواسطة الحشرات و الرياح, و في هذه الحالة بفضل زراعة أكثر من صنف واحد بذات البستان بشرط وجود توافق جنسي بينها.
5. المعاملات الزراعية: تحتاج أشجار الفاكهة لمعاملات زراعية جيدة خلال موسم النمو للإبقاء على عدد الأوراق اللازم لإنتاج ثمار ذات جودة عالية, فعلى سبيل المثال, يلزم عدد 30 - 40 ورقة سليمة خالية من الأمراض لإنتاج ثمرة تفاح ذات جودة عالية.
كما تحتاج شجرة الفاكهة لضوء الشمس لتحقيق أفضل إنتاجية, حيث أن الإضاءة غير الكافية تؤخر من بدء حمل الشجرة للثمار كما أنها ربما تقلل من عدد الثمار التي تحملها الشجرة, و على ذلك يجب غرس الأشجار في مناطق أو أماكن تسبب تظليل الأشجار مثل المباني المرتفعة أو أية أشجار لمحاصيل فاكهة أخرى. كما تلعب المسافة بين الأشجار و بعضها دوراً هاماً فيما يتعلق بقوة نمو الشجرة, فالأشجار تنمو بقوة و تحمل محصول أفضل إذا كان هناك مساحة كافية في التربة تسمح بنمو و تطور المجموع الجذري, يجب عدم غرس أشجار الفاكهة في مكان يدخل مجموعها الجذري في منافسة مع جذور اشجار أخرى. كما يجب مكافحة الحشائش بالعزيق. و زراعة بعض محاصيل التغطبة أو تغطية التربة بين صفوف الأشجار ببعض مواد التغطية.
العناية بتقليم تربية االأشجار الصغيرة منذ غرسها في أرض البستان بطريقة تضمن بناء هيكل قوي للشجرة, فالأفرع الرئيسية القوية ضرورية لحمل محصول غزير دون تعرضها لخطر الإنكسار تحت وطأة ثقل المحصول.
المراجع:
و هناك بعض أنواع الفاكهة لا تقع أشجارها أو تنطوي تحت هاتين المجموعتين, فعلى سبيل المثال, نجد أنه في حالة الفستق, ينفصل الجنسين كل على نبات مستقل أي أن هناك أشجار مذكرة و أخرى مؤنثة, في هذه الحالة و لضمان الحصول على محصول مرضي, لابد من زراعة أشجار مذكرة مع الأشجار المذكرة , على الأقل بنسبة شجرة مذكرة واحدة لكل ثمان أشجار مؤنثة. كذلك الحال في نخيل البلح -ينفصل الجنسين على أشجار مختلفة - أي أن هناك نخلات مذكرة و أخرى مؤنثة, و للحصول على محصول تجاري مرضي, لابد من إجراء التلقيح الصناعي سواء كان يدوياً أو ميكانيكيا. كما تتصف أزهار القشطة بظاهرة تفاوت نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة Dichogamy" " - إنتثار حبوب اللقاح من المتك قبل استعداد المياسم لتلقي اللقاح. و من ثم يلزم اجراء تلقيح صناعي يدوي لضمان الحصول على محصول مرضي. يتم ذلك عن طريق جمع اللقاح من متوك الأزهار الكبيرة السن المتفتخة وجمع اللقاح في قوارير زجاجية صغيرة الحجم ثم يقوم المزارع بغمس فرشاة مصنعة من وبر الابل في اللقاح و تمريرها على الكرابل حتى يضمن حدوث التلقيح على الوجه الأمثل.
و كما هو معروف أن أشجار معظم أصناف التفاح غير ذاتية الإثمار أما بسبب إنتاج لقاح غير جيد التكوين أو نتيجة حدوث تضاعفات فردية (ثلاثية مثلاً), ومن ثم كان من المفضل زراعة أشجار أكثر من صنف في ذات البستان, و من أهم أصناف التفاح التي تعد مصدرا جيدا للقاح هما الصنف جولدن دليشص'Golden Delicious' و الصنف جوناثان 'Jonathan'. كما تحتاج أزهار جميع أصناف الكمثرى تقريباً للتلقيح الخلطي, وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الأصناف مثل كيفر 'Kieffer' و دوتسيز 'Duchess' تعطي عقد جيد للثمار دون الحاجة لملقحات.
معظم أصناف الخوخ ذاتية الإثمار , غبر أن هناك بعض الأصناف مثل جي اتش هيل 'J. H. Hale' و ستارك هوني هيل 'Stark Honeydew Hale', تحتاج للزراعة مع أصناف أخرى حتى تتم عملية التلقيح على الوجه الأمثل. تقريباً جميع أصناف النكتارين ذاتية الإثمار, كذلك الأصناف الرائدة من المشمش ذاتية الإثمار.
كما أن معظم أصناف اللوز و تقريباً جميع أصناف الكريز تتصف بظاهرة عدم التوافق الجنسي الذاتي و الخلطي و من ثم كان من الضروري إجراء التلقيح الخلطي الذي يتم بواسطة الحشرات و الرياح, و في هذه الحالة بفضل زراعة أكثر من صنف واحد بذات البستان بشرط وجود توافق جنسي بينها.
5. المعاملات الزراعية: تحتاج أشجار الفاكهة لمعاملات زراعية جيدة خلال موسم النمو للإبقاء على عدد الأوراق اللازم لإنتاج ثمار ذات جودة عالية, فعلى سبيل المثال, يلزم عدد 30 - 40 ورقة سليمة خالية من الأمراض لإنتاج ثمرة تفاح ذات جودة عالية.
كما تحتاج شجرة الفاكهة لضوء الشمس لتحقيق أفضل إنتاجية, حيث أن الإضاءة غير الكافية تؤخر من بدء حمل الشجرة للثمار كما أنها ربما تقلل من عدد الثمار التي تحملها الشجرة, و على ذلك يجب غرس الأشجار في مناطق أو أماكن تسبب تظليل الأشجار مثل المباني المرتفعة أو أية أشجار لمحاصيل فاكهة أخرى. كما تلعب المسافة بين الأشجار و بعضها دوراً هاماً فيما يتعلق بقوة نمو الشجرة, فالأشجار تنمو بقوة و تحمل محصول أفضل إذا كان هناك مساحة كافية في التربة تسمح بنمو و تطور المجموع الجذري, يجب عدم غرس أشجار الفاكهة في مكان يدخل مجموعها الجذري في منافسة مع جذور اشجار أخرى. كما يجب مكافحة الحشائش بالعزيق. و زراعة بعض محاصيل التغطبة أو تغطية التربة بين صفوف الأشجار ببعض مواد التغطية.
العناية بتقليم تربية االأشجار الصغيرة منذ غرسها في أرض البستان بطريقة تضمن بناء هيكل قوي للشجرة, فالأفرع الرئيسية القوية ضرورية لحمل محصول غزير دون تعرضها لخطر الإنكسار تحت وطأة ثقل المحصول.
المراجع:
#jhj_agricultural_eng
1. عاطف محمد إ إبراهيم - الفاكهة المتساقطة الأوراق, زراعتها, رعايتها و إنتاجها, الطبعة الثانية - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. عاطف محمد إبراهيم - أشجار الفاكهة - أساسيات زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1998 - منشأة المعارف , الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
3. عاطف محمد إبراهيم و محمد نظيف حجاج - الفاكهة المستديمة الخضرة, زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. عاطف محمد إبراهيم - أشجار الفاكهة - أساسيات زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1998 - منشأة المعارف , الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
3. عاطف محمد إبراهيم و محمد نظيف حجاج - الفاكهة المستديمة الخضرة, زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق