تعرف على التفاصيل
نافذة الزراعة
مركزمعلومات المناخ الزراعى:
- الآفة دخلت 44 دولة إفريقية حتى يناير 2018 من بينها السودان
- وزارة الزراعة تتحمل المسئولية كاملة أمام هذا الخطر الذى يواجه أمننا الغذائى لأن تكلفة الوقاية أقل كثيراً من العلاج
- الإجراءات التى اتخذتها الوزارة منذ 4 أشهر غير كافية.. ولجنة إدارة المخاطر خالية من ممثل لمركز معلومات تغير المناخ
- “الذرة خميرة هذه الآفة” من الممكن أن نتخذ قراراً بمنع زراعتها فى 3 محافظات بالصعيد إذا اضطررنا لذلك
- دودة الحشد شديدة الخطورة عابرة للحدود تنتقل عن طريق الرياح وتقطع نحو 150 كيلو متراً فى الليلة الواحدة
وزارة الزراعة:
• 30-50 % الخسارة فى المحصول نتيجة مهاجمة هذه الآفة من وقامت بتدمير أكثر من 330 ألف هكتار من المحاصيل وبخاصة الذرة تم تدميره فى إفريقيا
• هذه الآفة تمثل تهديداً للأمن الغذائى.. وتتغذى على الأوراق بشكل رئيسى وقد تتغذى على الثمار مثل الطماطم والفلفل
• حتى الآن لم يتم تسجيل أى حالة لدخولها مصر.. وهناك إجراءات للرصد المبكر على جميع الحدود الجنوبية والشمالية وفى الدلتا
الإدارة المركزية للمكافحة:
• تركيب 100 مصيدة ضوئية تعمل بالأشعة فوق البنفسجية سيانيد البوتاسيوم يقضى على الحشرة فوراً بـ8 محافظات
• دودة الحشد تضع من 1500 – 2000 بيضة.. والطور اليرقى هو الأكثر خطورة وشراسة
• هذه الحشرة لديها قدرة هائلة على التهام جميع المحاصيل الخضراء بسرعة فائقة، وتزحف فى شكل جيوش أو أسراب ضخمة زاحفة على الأرض من محصول إلى آخر
• تطير لأكثر من 100 كيلو فى اليوم.. وإجراءات احترازية من خلال نشر فرق الاستكشاف التى تعمل دورياً للمتابعة
الحجر الزراعى:
• نحن مسئولون عن منع دخول أى آفة بالشحنات المستوردة
• تعليمات مشددة برفض أى شحنة تحتوى على لطع أو بيض أو بقايا من الحشرات تدل على وجود آفة ولم يتم تسجيل أى حالة إصابة بالشحنات المستوردة حتى الآن
• تدريب 45 فاحصاً بالحجر الزراعى فى المنافذ الحدودية الجنوبية من خلال 3 دورات تدريبية
• لم يتم تسجيل أى حالة إصابة بالشحنات المستوردة حتى الآن، سواء التى يتم فحصها بالحجر الزراعى المصرى أو التى يتم فحصها فى إفريقيا
حشرة وصفها الخبراء بالأسراب شديدة الخطورة.. تتغذى على ثمار وأوراق المحاصيل الزراعية وتدمر ما يقرب من 50% من المحصول.. وتضع من 1500 – 2000 بيضة.. اقتحمت حدود 44 دولة إفريقية من بينها السودان، ولم يتبقَ أمامها سوى شمال إفريقيا.. وتقطع مسافة 150 كيلو متراً يومياً.. الأمر الذى يجعلها تعبر الدولة فى 3 أيام فقط.. وبلغت الخسائر حتى يناير 2018 نحو 330 ألف هكتار من المحاصيل وخاصة محصول الذرة فى إفريقيا.. وللتعرف على الإجراءات التى اتخذتها وزارة الزراعة وكيفية التصدى لهذه الآفة كان لنا هذا التحقيق..
قال الدكتور محمد فهيم المدير التنفيذى لمركز معلومات تغير المناخ: إن دودة الحشد الخريفية Fall ArmyWorm (FAW): فى الولايات المتحدة نظراً لميلها للهجرة فى فصل الخريف وموطنها الأصلى أمريكا الشمالية والجنوبية، ويمكنها تدمير الذرة وهو محصول مهم للأمن الغذائى فى أجزاء واسعة من إفريقيا، وهى آفة متوطنة فى المناطق الاستوائية فى نصف الكرة الغربى من الولايات المتحدة إلى الأرجنتين، تمضى دودة الحشد الخريفية الشتاء فقط فى جنوب ولاية فلوريدا وجنوب تكساس، وتستطيع الفراشات الطيران لمسافات طويلة سنوياً خلال أشهر الصيف، وتم تسجيلها فى جميع الدول تقريباً شرق جبال روكى، ومع ذلك لا تعتبر آفة خطيرة، إلا فى ولايات الجنوب الشرقى من الولايات المتحدة.
فى إفريقيا
وعن دخولها فى إفريقيا تابع فهيم: فى أواخر يناير عام 2016، تم الإبلاغ عن وجود هذه الآفة فى إفريقيا لأول مرة، وكان الظهور الأولى فى غرب إفريقيا (نيجيريا، ثم بنين وتوجو وساو تومى وبرينسيبى)، معظمها على الذرة، وانتشرت إلى البلدان المجاورة بما فى ذلك غانا والنيجر والكاميرون (على الرغم من أنه فى كثير من الحالات لم يتم تأكيد ذلك رسمياً)، وفى منتصف ديسمبر 2016، جاء التقرير الأول للفاو فى الجنوب الإفريقى، فى زامبيا وزمبابوى، ثم ملاوى وبوروندى وبوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا المجاورة، وبحلول أوائل عام 2017، بدأت فى الانتشار إلى شرق إفريقيا، بما فى ذلك تنزانيا وكينيا وأوغندا وإثيوبيا.
ونوه بأن هذه الدودة تدمر نباتات الذرة اليافعة وتهاجم نقاط النمو فيها، لافتاً إلى أن زامبيا استخدمت الطائرات الحربية لرش المبيدات على المناطق والمحاصيل التى أصابتها دودة الحشد، وتأثرت مساحات شاسعة من الذرة ومحاصيل الحبوب الأخرى (وخاصة الدخن والقمح)، ففى زامبيا تأثر أكثر من 000 124 هكتار (297600 فدان) من الذرة.
وقد أكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بتاريخ 1 أكتوبر 2017، وجود هذه الآفة فى 28 بلداً فى إفريقيا الآفة، مقارنة بـ 12 بلداً فى أبريل 2017 ، فى حين أكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بتاريخ 15 ديسمبر 2017، دخولها على أراضِ 32 بلداً فى إفريقيا، كما أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) تقريراً بتاريخ 31 يناير 2018، أكدت خلاله أن 44 بلداً فى إفريقيا دخلت الآفة على أراضيها خلال يناير 2018 منها تشاد وكل دول جنوب الصحراء، كما خرجت تقارير غير رسمية بوجود الآفة فى السودان.
وعن أسباب انتقالها إلى إفريقيا فمن غير الواضح كيف وصلت الآفة إلى إفريقيا من الأمريكتيْن، قال فهيم: على الأرجح وصلت مع النباتات المستوردة، ومن المرجح أنها انتقلت إلى إفريقيا فى شكل دود بالغ أو كتل من البيض فى رحلات جوية تجارية مباشرة، وانتشرت منذ ذلك الحين فى إفريقيا بسبب قدرتها الشديدة على الطيران، ولكن من الممكن أيضاً أن هاجرت عبر المحيط الأطلسى على رياح مواتية (ربما على مدى أجيال متعددة)، ولم يعرف بعد ما إذا كانت الآفة فى جنوب وشرق إفريقيا مستمدة من بلدان غرب إفريقيا السابقة، أو إذا كانت مقدمة مستقلة من أماكن أخرى، ولكن نظراً لأن الفراشات يمكنها الهجرة الطويلة (تنتقل من المكسيك وجنوب الولايات المتحدة إلى كندا كل عام)، فمن الأرجح أنها هاجرت هناك من غرب إفريقيا.
العوائل النباتية
وأشار إلى أن هذا النوع من الحشرات واسع الانتشار وقد سجل على أكثر من 100 عائل نباتى، ولكنه يفضل بوضوح الأعشاب البرية، ومن المحاصيل الأكثر تفضيلاً للحشرة هى الذرة، الذرة الرفيعة، الأعلاف النجيلية، وتستطيع اليرقات فى الإصابات الشديدة أن تقضى تماماً على النباتات المفضلة، ولذلك سُميت بدودة “الحشد” عندما تتحرك بأعداد كبيرة، وتتغذى اليرقات تقريباً على جميع النباتات التى تقابلها.
وقد تصيب المحاصيل الحقلية فى كثير من الأحيان، مثل البرسيم والشعير والأعشاب النجيلية والشوفان والقطن والدخن والفول السودانى والأرز وقصب السكر وفول الصويا والتبغ، وقد تصيب أيضاً محاصيل الخضراوات، كما تصيب أيضاً بعض أشجار الفاكهة مثل التفاح، العنب، البرتقال، الباباز، الخوخ، الفراولة وعدد من زهور القطف.
وتوقعت بعض التقارير وجودها والتأثير المتوقع فى المزيد من بلدان غرب إفريقيا، مثل سيراليون ومالى والسنغال وليبيريا وكوت ديفوار، التى لم تبلغ رسمياً حتى الآن عن وجودها هناك، بالإضافة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان، وتتعرض أنجولا ونيجيريا لخطر المعاناة من تفشى الآفات المتزايدة نظراً لسيادة المناخ والظروف البيئية الملائمة والمناخ الاستوائى، أو لزراعة الذرة فى مساحات شاسعة فى هذه البلدان، كما أن مدغشقر، التى لم تبلغ حتى الآن عن وجود الآفة بها، معرضة أيضاً للخطر، نظراً لتوافر المناخ المناسب للحشرة، وارتفاع وملاءمة الظروف المناخية والبيئية على ساحل البحر الأبيض المتوسط فى المغرب والجزائر وتونس وليبيا، وزيادة احتمال انتشار هذه الحشرة إلى جنوب أوروبا، وكذلك المناطق عالية الملاءمة فى إثيوبيا التى يمكن أن تمكن الآفة من التقدم نحو الشرق الأوسط وآسيا (CABI 2017a).
دورة الحياة
تستغرق دورة حياة الحشرة نحو 30 يوماً خلال فصل الصيف، وتصل إلى 60 يوماً فى الربيع والخريف، وتستغرق من 80 إلى 90 يوماً خلال فصل الشتاء، وتتباين عدد الأجيال التى تحدث فى منطقة على حسب درجة وجود وانتشار الفراشات، ولا يوجد بيات شتوى لها، ولا تظهر فراشات دودة الحشد الخريفية فى ولاية مينيسوتا ونيويورك، حتى أغسطس، ويكون لها جيل واحد فقط، ولها من 1-2 جيل فى كانساس، وثلاثة أجيال فى ولاية كارولينا الجنوبية، وأربعة أجيال فى لويزيانا، وتوجد الحشرة فى المناطق الساحلية فى شمال فلوريدا، بتعداد كبير من أبريل إلى ديسمبر، كما وجدت خلال أشهر الشتاء.
وهناك ستة أعمار لليرقة: والعمر الأخير هو الذى يستهلك معظم المواد النباتية (77%) ويسبب معظم الضرر، وتأكل اليرقات النامية أجزاء مختلفة من العائل النباتى، اعتماداً على المحصول، مرحلة نمو المحاصيل وعمر اليرقات.
وللحشرة الخريفية هناك نوعان من المجموعات الفرعية أو “سلالات العائل host strains” وهما المعروفة باسم سلالة الأرز أر أس RS) ) وسلالة الذرة سي أس (CS)، وتختلف فى تفضيلات النباتات العائل، وقد يفسر لماذا الآفة “متعددة العوائل” polyphagous لذلك، وتبدو السلالات الاثنين متطابقة، ولكن يمكن تمييزها باستخدام علامات وراثية (على سبيل المثال تعدد الأشكال فى جين الميتوكوندريا سوى polymorphisms in the mitochondrial COI gene)، وتوجد السلالتان فى إفريقيا.
شديدة الخطورة
وشدد فهيم أن دودة الحشد شديدة الخطورة لأنها عابرة للحدود تنتقل عن طريق الرياح وتقطع نحو 150 كيلو متراً فى الليلة الواحدة، وبذلك يمكن أن تنتقل إلى دولة أخرى فى صورة موجات وأسراب خلال 3-4 أيام فقط، كما أنها تنتقل على مسافة 1000-1500 كيلومتر من سطح البحر وتتجه وفقاً لاتجاه الرياح، وهى من الآفات التى تتحمل الظروف الجوية الصعبة، وبذلك هناك تهديد شرس على الأمن الغذائى المصرى، وخصوصاً على مساحة 2.7 مليون فدان تزرعها مصر ذرة سنوياً، على اعتبار أن “الذرة خميرة هذه الدودة”، ومن الممكن أن نتخذ قراراً بمنع زراعة الذرة فى 3 محافظات بالصعيد منعاً لانتشارها فى حال دخولها، لأن الحشرة تستطيع الحشرة أن تنتج أجيال كثيرة تنتقل إلى محاصيل أخرى، خاصة أن وسائل المكافحة ستكون صعبة إذا عبرت الحشرة حدودنا لا قدر الله فى ظل تفتت الحيازات التى لا يمكن استخدام المكافحة بالرش من خلال الطيران.
ويمكن أخذ عينات لتقدير تعداد الفراشات عن طريق استخدام المصائد الضوئية والفرمونية، وتعتبر المصائد الفرمونية هي الأكثر كفاءة، ويجب تعليق المصائد الفيرومونية عند ارتفاع المجموع الخضرى للنباتات، ويفضل أن تكون فى الذرة أثناء مرحلة السنابل، لافتاً إلى أن المصائد ليست بالضرورة مؤشرات جيدة للتعداد، ولكن تشير إلى وجود الفراشات فى منطقة ما، وفى حالة تم الكشف عن وجود الفراشات فمن المستحسن البحث عن البيض واليرقات، ويعتبر فحص 20 نبات فى 5 مواقع، أو 10 نباتات فى 10 مواقع، عموما كافياً لتقييم نسبة النباتات المصابة، أخذ العينات لتحديد كثافة اليرقات فى كثير من الأحيان يتطلب أحجام عينة كبيرة، وخصوصاً عند كثافات اليرقات المنخفضة أو اليرقات من الأعمار الصغيرة، لذلك لا يتم استخدامها فى كثير من الأحيان.
وعادة ما تطبق مبيدات الحشرات على الذرة السكرية فى الولايات الجنوبية الشرقية للحماية من الأضرار الناجمة عن دودة الحشد، وأحياناً كما هو الحال فى كثير من الأحيان يتم إجراء الرش بالمبيدات يومياً خلال مرحلة تكوين حريرة الكيزان.
وفى ولاية فلوريدا، دودة الحشد من الآفات الأكثر أهمية على الذرة، وغالباً ما يكون من الضرورى حماية كل من المراحل الخضرية فى وقت مبكر وكذلك مرحلة تكوين الكيزان من الذرة، ونظراً لأن اليرقات تتغذى فى عمق النباتات الصغيرة، فقد يتطلب الأمر وجود كمية كبيرة من المبيدات الحشرية السائلة للحصول على اختراق كافٍ، ويمكن تطبيق مبيدات الحشرات فى مياه الرى.
الممارسات الزراعية
وعن أهم الممارسات الزراعية، التى تستخدم على نطاق واسع فى الولايات الجنوبية، للتصدى لهذه الدودة تتم زراعة النباتات فى وقت مبكر أو فى وقت مبكر النضج، كما أن الحصاد المبكر يسمح للعديد من كيزان الذرة الهروب من الكثافات الكبيرة لليرقات كبيرة العمر التى تتطور فى وقت لاحق من الموسم، كما أن الحرث القليل له تأثير ضئيل على تعداد دودة الحشد.
كما يمكن المقاومة الجزئية فى بعض أصناف الذرة السكرية، ولكنها غير كافية للحماية الكاملة، علاة على أن المكافحة البيولوجية على الرغم من أن العديد من مسببات الأمراض قد أظهرت تجريبياً الحد من زيادة تعداد اليرقات لدودة الحشد فى الذرة، فقط فى الوقت الحاضر هو ذو الكفاءة العالية فى الحد من ظهور اليرقات من الأعمار الصغيرة عندما تظهر اليرقات لأول مرة، والسلالات الطبيعية من البكتيريا تميل إلى ألا تكون قوية جداً، والسلالات المعدلة وراثياً يمكنها أن تكون ذات كفاءة عالية.
الأعداء الطبيعية
ويعتبر الربيع البارد الرطب يليه مرحلة من الأجواء الدافئة، والطقس الرطب فى مناطق التشتية للحشرة مناسب جداً للبقاء والتكاثر، والسماح لها بالهروب من الأعداء الطبيعية، وبمجرد أن يبدأ الانتشار إلى الشمال، يقل تأثير الأعداء الطبيعية فى مناطق التوطن، وعلى الرغم من أن دودة الحشد لديها العديد من الأعداء الطبيعية، إلا أن فعاليتها فى منع إصابة المحاصيل قليلة.
وتؤثر أنواع عديدة من الطفيليات على دودة الحشد، أما الطفيليات الدبورية التى تربى فى كثير من الأحيان على اليرقات فى الولايات المتحدة فهى، وهى الأنواع التى ترتبط أيضاً بأنواع أخرى من النوكتويد، ومن بين الطفيليات التى تطير، والأكثر وفرة هى عادة، ومع ذلك فإن الطفيليات السائدة غالباً ما تختلف من مكان إلى آخر ومن سنة إلى أخرى، والمفترسات لدودة الحشد هى فى الغالب من يرقات حرشفية الأجنحة والتى تهاجم العديد من اليرقات الأخرى، ومن بين المفترسات الهامة هى الخنافس الأرضية المختلفة؛ كما تعتبر المفترسات من الفقاريات مثل الطيور والقوارض تفترس اليرقات بسهولة، وقد يكون من المفترض أن تكون المفترسات مهمة جداً.
وقد ارتبطت العديد من مسببات الأمراض، بما فى ذلك الفيروسات والفطريات والطفيليات، والديدان الخيطية، والبكتيريا مع دودة الحشد، ولكن عدد قليل فقط يمكنه أن يمرض اليرقات.
توصيات خمس
وأوصى فهيم بخمس توصيات، أولها يتطلب الرصد والإنذار المبكر، ودعم القدرة على الكشف السريع لغزو الآفات الجديدة، من خلال الرصد المنتظم، وسيكون نظام الرصد والإنذار المبكر فى المناطق التى قد تكون مهددة من قبل الآفة أو يتوقع دخول الآفة من خلالها (مثل الحدود الجنوبية الشرقية بالتحديد) ويكون على محوريْن أساسييْن وهما:”الرصد والمتابعة خارج الحدود” وخصوصاً فى الدول المجاورة من حيثُ متابعة التقارير الدورية للمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية مثل ( (FAO-CABI وغيرها من الهيئات الوطنية لبعض دول الجوار، و”الرصد والمتابعة داخل الحدود على مستوى المحافظات والمراكز وخاصة فى الصعيد”، يمكن استخدام نموذج جامعة أكستر (Exeter University) في التنبؤ بملاءمة الظروف المناخية لانتشار هذه الآفة باستخدام بيانات المناخ التاريخى فى شمال إفريقيا ومصر، ويوصى بتطبيق النماذج المناخية المحلية مثل حسابات الوحدات الحرارية المتجمعة باستخدام بيانات مناخية حقيقية لمناطق الجمهورية، بالتعاون مع المعمل المركزى للمناخ الزراعى فى إجراء هذه الحسابات والتحليلات المناخية وخاصة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية التى قد تحدث فى المناطق الزراعية المختلفة.
وثانيها تصميم برنامج مكافحة متكاملة IPM، العمل على صياغة وبناء برنامج مكافحة متكامل للآفة،لاسيما بعد أن لقى في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً من المستغلين فى مجال وقاية النباتات بعد أن اتضح عدم إمكانية تحقيق نجاح فى كثير من الحالات عند اتباع اسلوب المكافحة الحيوية وحدها أو المكافحة الكيماوية وحدها، وبعد أن أصبح الهدف ليس القضاء على الحشرة الضارة قضاءً تاماً -“وهو ليس بالممكن من الناحية العلمية”- بل تنظيم أعدادها وخفضها عن الحد الذى يسبب ضرراً “اقتصادياً”، بشرط توفير المعلومات الخاصة بدراسة تأثير درجة الحرارة بالارتفاع والانخفاض على الآفة من حيثُ دورة حياتها وعدد أجيالها، وتأثير الرطوبة النسبية على دورة حياة الآفة، والعلاقة بين الظروف المناخية السائدة وتوزيع الآفة بالمناطق المختلفة من مصر وعلاقة الظروف المناخية بزيادة الإصابة أو شدتها فى فصول معينة من السنة، والعلاقة بين الظروف المناخية ونشاط الأعداد ونشاط الأعداد الطبيعية للآفة من حشرات مفترسة أو متطفلة، وهذه المعلومات جميعها أو بعضها أو واحدة منها قد تشكل حجر الزاوية التى يبنى عليه برنامج مكافحة متكامل للآفة.
أما التوصية الثالثة تخص أولويات البحث على المدى القصير، وينبغى أن يكون عدد من المجالات على المدى القصير للأولويات البحثية، ويمكن اختبارها على حد سواء فى محطات البحوث، ومن خلال البحوث العملية التطبيقية الميدانية من خلال حقل إرشادى مع وجود شراكة مع العديد من الجهات والهيئات الوطنية الأخرى من الجامعات أو مراكز البحوث الأخرى، وكذلك التعاون فيما بين البلدان الإقليمية (الإفريقية) وخاصة أن مركز البحوث الزراعية عضو فى المنتدى الإفريقى للبحوث الزراعية (FARA).
بالإضافة إلى التدريب والتوعية ويجرى حالياً إعداد مواد تدريبية لمساعدة أصحاب الحيازات الصغيرة من المزارعين والتعرف على الآفة من جميع الجوانب البيولوجيا والمظهرية والبيئية وأفضل الممارسات لإدارتها، ويجب تنفيذ المدارس الحقلية للمزارعين لإجراء التدريب الميدانى، وإعداد وتصميم برامج الإرشاد الوطنية، وروابط المزارعين، وتكثيف الحملات الاعلامية الجماهيرية.
وأوصى أخيراً بالسياسات والدعم التنظيمى، حيثُ يتم إعداد قائمة بالمبيدات المناسبة والفعالة والتأكد من توافرها بكميات مناسبة حال ظهور هذه الآفة خلال العروة الصيفية القادمة 2018، وخاصة فى مناطق الصعيد، وكذلك الحفاظ على التطبيق بشكل صحيح من توافر المعدات، قد لا تكون فى مكانها، وكذلك توفير بدائل المبيدات الكيماوية مثل المبيدات الحيوية، والتى قد لا تكون متاحة بسهولة للمزارعين وذلك نظراً لأن الآفة سريعة التوالد، وينتج عنها أجيال قد تقاوم فعل المبيدات المتداولة، مشيراً إلى أن كل هذه التوصيات لن تتحقق بدون تضافر جهود وزارت الزراعة والجهات المعنية، حيثُ بدأت أولى الإجراءات منذ 4 أشهر، التى وصفها بأنها غير كافية.
وأعرب فهيم عن استيائه لعدم الاستعانة بممثل لمركز معلومات تغير المناخ داخل لجنة إدارة المخاطر التى شكلتها الوزارة، متسائلاً: كيف سيتم توفير المعلومات الخاصة برصد الحركة عبر الحدود والمنخفضات والمرتفعات الجوية؟! وقال: وزارة الزراعة تتحمل المسئولية كاملة أمام هذا الخطر الذى يواجه أمننا الغذائى، خاصة أن تكلفة الوقاية أقل كثيراً من العلاج بعد وقوع الكارثة.
خطر الآفات
ورداً على ذلك أوضح الدكتور حامد عبد الدايم المتحدث الإعلامى باسم وزارة الزراعة، قائلاً: قامت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع دخول حشرة دودة الحشد الخريفية إلى الأراضى المصرية، وحيثُ إن هذه الحشرة تعتبر من أخطر الآفات التى تسبب ضرر كبير للمحاصيل المختلفة، وتهاجم يرقاتها المجموع الحضرى بالإضافة إلى أنها تصيب البراعم الخضرية والثمرية وغيرها من الأجزاء النباتية، وتقدر الخسارة فى المحصول نتيجة مهاجمة هذه الآفة من 30-50%، وقد قامت أيضاً بتدمير أكثر من 330 ألف هكتار من المحاصيل وبخاصة محصول الذرة تم تدميرها فى إفريقيا، وبالتالى فهذه الآفة تمثل تهديداً للأمن الغذائى بالدول الإفريقية، كما أن ضررها يختلف باختلاف المحصول حيثُ تتغذى اليرقات على الأوراق بشكل رئيسى وقد تتغذى على الثمار مثل الطماطم والفلفل.
لذلك قامت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات وبالتعاون مع معهد بحوث وقاية النباتات، بنشر عدد كبير من المصايد الضوئية بالمحافظات الحدودية بأسوان وسوهاج وكذلك بتوشكى وأبو سمبل وشرق العوينات وحلايب وشلاتين، حيثُ تقوم بصيد الفراشات ليلاً ليتم فحصها بعد ذلك للتأكد من عدم وجود هذه الآفة، كما تم عمل العديد من الدورات والندوات الإرشادية الخاصة بهذه الآفة بمديريات الزراعة بمحافظات قنا وأسوان وسوهاج والمنيا والغربية للتعريف بها والتعرف على أعراض الإصابة، وحتى الآن لم يثبت دخول هذه الآفة إلى مصر.
الرصد المبكر
وفى سياق متصل، أكد الدكتور ممدوح السباعى، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، ولم يتم تسجيل أى حالة حتى الآن، وهناك إجراءات والرصد المبكر على جميع الحدود الجنوبية والشمالية وفى الدلتا، لاسيما أنها وصلت السودان، والعينة تذهب من المصيدة لمعهد بحوث وقاية النبات للفحص والتعريف، مشيراً إلى أنه قام مؤخراً بجولة تفقدية للمناطق الحدودية الجنوبية فى توشكى وأبو سمبل وجرس حسين، وتم فحص المصائد بالتعاون مع أساتذة بمعهد بحوث وقاية النباتات صباحاً دون الانتظار إلى وصول العينات للقاهرة.
ونوه السباعى بأنه تم تركيب 100 مصيدة ضوئية تعمل بالأشعة فوق البنفسجية ( Ultraviolet ray ) تحتوى على مركب سيانيد البوتاسيوم يقضى على الحشرة فوراً، موجودة فى أسوان والبحر الأحمر وقنا وسوهاج والمنيا وأسيوط وكفر الشيخ والغربية.
والمبيدات التى تكافحها نفس التى تكافح دودة القطن، مع الفرق أن هذه تضع بيض 50-100 بيضة، لكن دودة الحشد تضع من 1500 – 2000 بيضة، والطور اليرقى هو الأكثر خطورة وشراسة وليس الفراشات التى يتم رصده فى المصائد، مثل مجموعة مبيدات “البيروثرويدات، وايمامكتين بنزوات”.
وتابع: أن هذه الحشرة لديها قدرة هائلة على التهام جميع المحاصيل الخضراء بسرعة فائقة، وتزحف فى شكل جيوش أو أسراب ضخمة زاحفة على الأرض من محصول إلى آخر، وتطير لأكثر من 100 كيلو فى اليوم، ويعد القطن من عوائلها المفضلة، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً المسح والاستكشاف والرصد بجميع مناطق المحافظات الحدودية للتعرف على حشرة دودة الحشد الخريفية كإجراءات احترازية من خلال نشر فرق الاستكشاف التى تعمل دورياً للمتابعة، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم نرصد أى دخول الحشرة بالأراضى الزراعية، وهناك متابعة مستمرة ليلاً، وهناك متابعة مستمرة من قبل الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، بأعمال الرصد على الحدود الجنوبية، مع التوصية بتشديد إجراءات الحجر الزراعى على المنافذ لرصد الحشرة ومنع دخولها الأراضى المصرية.
ونوه ممدوح السباعى، أن فرق الكشف ومتابعة رصد الحشرة تشمل جميع المحافظات الحدودية، مشدداً على جميع رجال المكافحة باستمرار حالة الطوارئ بجميع المحافظات الحدودية من خلال الخطة المعتمدة لإدارة المكافحة لمواجهة احتمالية خطر دخول هذه الآفة بالأراضى الزراعية، كما يتم نشر المصائد الضوئية التى تم توفيرها بجهود الإدارة فى الأماكن المحددة لرصد الحشرة، حيثُ تنقل وتركب إلى الأماكن المقترحة للتأكد من عملها.
المصائد الضوئية
وتم إعداد تقرير لوزارة الزراعة يتضمن الإجراءات المعتمدة التى يتم تطبيقها حالياً لمواجهة عبور هذه الآفة الحدود المصرية، حيثُ يتم استمرار حصر استكشافى للآفة خاصة فى مناطق جنوب الوادى، وتوفير مستلزمات الإنتاج وأدوات المصائد ومعلومات الرصد، وضع حزام مصائد ضوئية على الحزام الجنوبى والشرقى كخط دفاع، تدريب مهندسى الحجر الزراعى والباحثين بوقاية النبات بالصعيد لمواجهة الحشرة، فضلاً عن التواصل مع أخصائى المكافحة بالإدارات الزراعية المجاور لحدود السودان، وعقد اجتماعات دورية بين أخصائى المكافحة والباحثين من أقسام الحصر والتصنيف وآفات المحاصيل الحقلية ودودة ورق القطن.
كما تم نقل وتركيب المصائد الضوئية إلى الأماكن المقترحة للتأكد من عملها، وتشغيل المصائد لمدة تتراوح من 3 أشهر إلى 6 أشهر، جمع حصيلة الحشرات المتحصل عليها يومياً فى العبوات المناسبة وإرسالها أسبوعياً إلى معهد بحوث وقاية النباتات محددة المكان والزمان على كل عبوة، نشر فرق عمل استكشافية ورصد للحشرة تعمل دورياً بالاستعانة بخبراء بحوث الوقاية، بهدف محاصرة الأماكن المصابة واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للقضاء عليها، كما تم استكمال عملية الرصد والحصر الموسعة على باقى محافظات الجمهورية التى توجد بها عوائل هذه الآفة، وإخطار الحجر الزراعى بمواصفات الحشرة لتشديد الرقابة فى فحص الرسائل الزراعية الواردة من الدول المصابة، والرسائل النباتية الواردة من الدول المصابة منعاً لتسربها بالأراضى الزراعية، وتبادل الرسائل العلمية حول سلوكيات وبيولوجى الآفة وطرق مكافحتها، الإنذار المبكر بالأماكن الخالية لسرعة اتخاذ اللازم حتى لا تتسرب من أماكن تواجدها، وتدريب وتوعية المزارعين فى المدارس الحقلية للتعرف على الحشرة، وتقييم المبيدات الفعالة والمتخصصة والأقل خطورة على الإنسان والبيئة، تجميع عينات الحشرات التى تم جذبها للمصائد الضوئية وإرسالها إلى معهد بحوث وقاية النباتات لاتخاذ الإجراءات وتصنيفها.
تعليمات الحجر
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد كمال العطار رئيس الحجر الزراعى، نحن مسئولون عن منع دخول أى آفة بالشحنات المستوردة، وتم إصدار التعليمات برفض أى شحنة تحتوى على لطع أو بيض أو بقايا من الحشرات تدل على وجود آفة، وتم التنسيق مع معهد بحوث وقاية النبات لتقديم الدورات التدريبية بالتعاون مع لجنة المبيدات بوزارة الزراعة للفاحصين بالحجر لتعريفهم على شكل وأطوار الحشرة لسهولة التعرف عليها.
وقال العطار: المنافذ الحدودية فى شبه حالة طوارئ لمنع دخول هذه الحشرة، وحتى الآن تم تدريب نحو 45 شخصاً من الفاحصين بالحجر الزراعى الموجودين فى المنافذ الحدودية الجنوبية من خلال 3 دورات تدريبية، وتم التركيز على الفاحصين بالمنافذ الجنوبية والتى يدخل لها شحنات كبيرة.
ولم يتم تسجيل أى حالة إصابة بالشحنات المستوردة حتى الآن، سواء التى يتم فحصها بالحجر الزراعى المصرى أو التى يتم فحصها فى إفريقيا وتم التشديد على فحص الحاويات “الكونتنر” من الخارج، مشيراً إلى الخوف من الحشرة فى اقتحامها للحدود عن طريق الطيران، نظراً لاتخاذ الإجراءات الكافية لمنع دخولها بأى شحنة مستوردة.
#jhj_agricultural_eng Eng\ Jamal h Jahlan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق