أهمية عنصر الحديد في تسميد النباتات
أولاً : مقدمة:يحتاج كل نبات إلى مجموعة من العناصر الغذائية حتى يكمل دورة حياته وعند توفر هذه العناصر بالكميات الكافية لكل نبات وبشكل متوازن فيما بينها يستطيع النبات أن ينمو بشكل جيد ويعطي الإنتاج المطلوب منه عند توفر الظروف الجوية والبيئة المناسبة. وقد يكون عنصراً من هذه العناصر متوفراً بالتربة وبكميات تزيد كثيراً عن حاجة النبات ولاتستطيع الجذور امتصاص كفايتها منه نظراً لوجود هذا العنصر بشكل غير صالح للامتصاص. ومن العناصر الغذائية المتوفرة بالتربة بكميات كبيرة ولكن الجزء الصالح للامتصاص فيها قليل عنصر الحديد والذي بدأت أعراض نقصه تظهر بوضوح واتساع خاصة على الأشجار المثمرة علماً بأن كمية الحديد الكلية في المناطق التي تظهر على أشجارها هذه الأعراض أكبر من الحد الحرج الذي يحتاج إليه نوع من هذه الأشجار المثمرة إلا أن هناك سبباً أو أكثر يحول دون الاستفادة من هذا العنصر.
ومن الجدير بالذكر أنه يسود حالياً لدى كثير من الأخوة الفلاحين الاعتقاد بأن غياب اللون الأخضر وظهور اللون الأصفر على المجموع الخضري من أشجارهم يعني نقص عنصر الحديد وعند استخدامهم لشيلات الحديد لايجدون نفعاً منها وهذا أمر طبيعي. وقد لاحظنا كثيراً من البساتين التي تعاني من نقص الآزوت أو بعض الأمراض الفيروسية يضاف إليها شيلات الحديد اعتقاداً بأنه العلاج وأملاً بعودة اللون الأخضر الطبيعي إلى المجموع الخضري وفي هذا هدر كبير للجهد والمال. وقد حاولنا بهذه النشرة التعرض لأهم الأسباب التي تؤدي لظهور أعراض نقص الحديد مع ذكر لأهمية هذا العنصر وأعراض نقصه على النبات مع بعض الصور الملونة ثم طريقة المعالجة آملين تحقيق بعض الفائدة التي نصبوا إليها.
ثانياً : توفر الحديد في التربة:يأتي الحديد بالمرتبة الرابعة من حيث توفره بالقشرة الأرضية بعد الأكسجين والسيليكون والألمنيوم ، والقسم الأعظم منه يدخل في تركيب كثير من معادن الطين ويوجد على شكل أكاسيد وأكاسيد مائية وهيدروكسيدات وكبريتات وفوسفات ومركبات عضوية وأملاح متفاوتة في درجة ذوبانها، والكمية الكلية المتوفرة في التربة الزراعية أكبر بكثير من حاجة أي من أنواع المزروعات إلا أنها بشكل غير قابل للامتصاص ، والجذور تحتاج إلى توفره إما ذائباً في محلول التربة أو بصورة متبادلة حتى تستطيع امتصاصه. ويوجد الحديد في التربة إما ثنائي Fe++ في الأراضي الحامضية أو الغدقة أو على شكل ثلاثي Fe+++ في الأراضي المتعادلة أو المائلة للقاعدية.
ثالثاً: العوامل المسببة لنقص عنصر الحديد:
1- قلة استخدام الأسمدة العضوية المتخمرة جيداً لعدم توفرها من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى، مما يؤدي إلى حرمان التربة من جزء هام من العناصر الغذائية ومن بينها الحديد إضافة للتأثير الإيجابي للمادة العضوية على الصفات الفيزيائية للتربة في حال إضافتها ولما له من تأثير على توفر وامتصاص الحديد. كما أن الأحماض العضوية تشكل مع الحديد أملاح ذوابة.
2- وجود نسبة عالية من كربونات الكالسيوم في التربة، حيث أن وجود هذه الكميات الكبيرة من الكلس في التربة تؤدي إلى تثبيت الحديد بها على شكل مركبات معقدة غير ذائبة كما وجد أن زيادة الكالسيوم تزاحم الحديد على الامتصاص من قبل الجذور في التربة وترسب الحديد أو تثبته ضمن النبات.
3- درجة حموضة التربة: إذ كلما زادت قلوية التربة أي ارتفع رقم الـPH فيها كلما قلت نسبة الحديد الممتص من قبل الجذور نظراً لانخفاض نسبة مركبات الحديد القابلة للانحلال.
4- زيادة الفوسفور في التربة : تؤدي زيادة الفوسفور حول جذور النباتات إلى تعطيل حركة الحديد وانتقاله من الجذور إلى الأوراق.
5- كمية البيكربونات في مياه الري: إن وجود نسبة عالية من البيكربونات في محلول التربة المحيط بالجذور يضعف قدرة الجذور على امتصاص الحديد. وقد يكون التفسير لذلك بأن وجود نسبة عالية من البيكربونات في محلول التربة المحيط بالجذور يزيد من نسبة فوسفات التربة الذائبة وبالتالي يضعف من قابلية الحديد للامتصاص وخاصة في الأراضي الكلسية أو أن البيكربونات الممتصة من قبل الجذور تؤيد أيضاً إلى رفع رقم الـPH عصارة الخلايا وبالتالي ترسيب الحديد ضمن النبات على شكل معقدات قليلة الحركة وقليلة الفائدة في تلبية حاجات النبات الفيزيولوجية لهذا العنصر الغذائي.
6- كمية البوتاس في التربة: إذ أنه في حال توفر عنصر البوتاس في التربة بكميات كافية يؤدي إلى امتصاصه من النبات وبالتالي إلى طرح الهيدروجين الذي يساعد على ذوبات مركبات الحديد كما أن وجود البوتاس يساعد على حركة الحديد داخل النبات نتيجة لتشجيع البوتاس على تشكل حمص الستريك والذي يساعد عل حركة عنصر الحديد.
7- نظام الري والصرف في الحقل: إن زيادة مياه الري أو ارتفاع مستوى الماء الأرضي يؤدي لسوء تهوية التربة وخاصة إذا كان الصرف سيئاً مما يؤثر على ظروف الأكسدة والإرجاع في التربة وتحول الحديد من الشكل القابل للامتصاص إلى الشكل غير القابل للامتصاص. كما أن سوء التهوية يؤثر على نشاط كثير من أنواع البكتيريا وفعاليتها في تحليل المادة العضوية.
8- الاستنزاف المستمر لعنصر الحديد القابل للامتصاص: حيث أن الاستخدام المتزايد للأسمدة الآزوتية والفوسفاتية والبوتاسية أدى إلى زيادة مردود وحدة المساحة وبالتالي استهلاك كميات كبيرة من الحديد القابل للامتصاص.
9- النقاوة العالية لأسمدة العناصر الكبرى والتي كانت تحتوي سابقاً على شوائب تتضمن بعض العناصر الغذائية ومنها الحديد.
10- طبيعة النبات : يلاحظ أن الأنواع المختلفة من المزروعات تختلف بدرجة تأثيرها بكمية الحديد القابل للامتصاص وتأمين حاجتها فيه. فالأشجار المثمرة أكثر تأثيراً بكميات الحديد القابل للامتصاص من غيرها ، كما أن الأشجار تختلف فيما بينها بقدرتها على التأثر فالدراق أكثر حساسية من التفاح مثلاً. ويمكن تفسير ذلك باختلاف قدرة جذور النبات على إفراز بعض المواد التي تسهل امتصاص الحديد.
11- عدم اختيار الأصول المناسبة للتربة: يلاحظ أن أعراض نقص الحديد لاتظهر مثلاً على الكرمة المطعمة على أصول مقاومة للكلس حتى عندما تتجاوز نسبة كربونات الكالسيوم في التربة 40% بعكس الحال في الكرمة المطعمة على أصول غير مقاومة للكلس حيث تظهر الأعراض حتى عندما تكون نسبة كربونات الكالسيوم أقل من ذلك.
رابعاً : وظائف الحديد في النبات:يعتبر عنصر الحديد قليل الحركة ضمن النبات أي أنه لاينتقل من الأوراق الأكبر سناً إلى الأوراق الحديثة وهو يمتص على صورة كانيون ثنائي Fe++ يدخل الحديد وسيطاً في تكوين المادة الخضراء (الكلوروفيل) ولايدخل في تركيب السنيوكروم لذا فهو يلعب دوراً أساسياً في عمليات التنفس وله علاقة بتكوين أنزيم البروكسيدايز كما أنه يلعب دوراً أساسياً في تحويل النتروجين الذائب في الأوراق إلى بروتين وهذا البروتين له دور كبير في حماية الكلوروفيل من أشعة الشمس الشديدة.
خامساً: أعراض نقص الحديد على الأشجار المثمرة:بما أن عنصر الحديد يدخل وسيطاً في تكوين المادة الخضراء لذلك فإن الحاجة لها تكون مستمرة طيلة فترة نمو النبات وعند عدم توفره فإنه تظهر على النبات الأعراض التالية:
1- اصفرار الصفائح الورقية وخاصة الحديثة النمو بينما تبقى الأعصاب في البداية خضراء.
2- في المراحل المتقدمة وعند النقص الشديد تتحول كامل الورقة إلى اللون الأصفر وقد تصبح شبه بيضاء وخاصة في النموات الحديثة.
3- تحترق الأوراق وتتحول إلى اللون البني اعتباراً من رأس الورقة وباتجاه القاعدة.
4- يلاحظ الضعف العام على الأشجار.
5- يقل الإنتاج أو ينعدم حسب درجة النقص
6- في بعض الحالات تظهر الأعراض على جزء من الشجرة دون الجزء الآخر.
سادساً: معالجة أعراض نقص الحديد:لقد سبق القول أن الكميات الكلية من الحديد المتوفرة في التربة أكبر بكثير من حاجة أي من النبات المزروعة بالقطر العربي السوري إلا أن هناك عدة عوامل تحول دون الاستفادة الكاملة من هذه الكميات ، ولابد من أخذ ذلك بعين الاعتبار عند معالجة أعراض نقص الحديد والتي تعتمد على أكثر من طريقة:
1- العمليات الزراعية:
أ- في البساتين المزروعة: يمكن القضاء أو التخفيف من ظاهرة الاصفرار الملاحظة على الأشجار المثمرة في هذه البساتين باتباع التعليمات الزراعية التالية:
1) تهوية التربة بشكل جيد عن طريق الفلاحة الجيدة وتخفيف الري وتنظيمه وإقامة المصارف.
2) إضافة المادة العضوية المتخمرة بشكل جيد مرة كل سنتين وبمعدل 1.5-3 م3 للدونم وخلطها جيداً في التربة.
3) التسميد الكيميائي المتوازن بالمعدلات اللازمة .
4) عدم استخدام مياه للري تحتوي على بيكربونات عالية.
5) إلغاء الزراعة بين الأشجار وخاصة في طور الإثمار الكامل (التحميل)
6) دهن مكان التقليم وخاصة للفروع الكبيرة بالمركبات الحديدية.
ب- في البساتين قيد الإنشاء: يفضل قبل الزراعة أخذ عينات ترابية من الأرض المراد تشجيرها ومن ثم تحليلها تحليلاً كاملاً لمعرفة درجة خصوبتها ومدى صلاحيتها للتشجير واختيار أنواع الأشجار الأنسب لهذه التربة والأصول الأفضل لها، كما يجب تحليل عينات من المياه التي سوف تستخدم للري.
2- الطرق الكيميائية:
أ- رش الأشجار بالمركبات الحديدية أو بالأسمدة السائلة والتي تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية ومنها عنصر الحديد وهذه الطريقة لم تعط نتائج مشجعة للقضاء على هذه الظاهرة خاصة في حالات النقص الشديد للاسباب التالية:
1) عدم إمكانية الحصول على تركيز محلول يصحح النقص من جهة ولايسبب احتراقات للأوراق من جهة ثانية.
2) لايعود اللون الأخضر الطبيعي لكامل الورقة بعد الرش بل تأخذ الأوراق شكلاً مبرقشاً لعدم إمكانية تغطية كامل الورقة بالمحلول والتحكم بدرجة امتصاصه.
3) تبقى النموات الحديثة صفراء اللون لذلك لابد من تكرار الرش عدة مرات خلال الموسم وفي هذا ضياع للجهد والمال.
4) تكرار رش الأسمدة السائلة يضعف مقدرة الجذور ويعمل على ترسيب العناصر الغذائية في أعناق الأوراق.
ب- حقن الأشجار بمركبات الحديد وهذه الطريقة أيضاً لم تعط نتائج جيدة للأسباب التالية:
1) ضرورة عمل أكثر من ثقب في الشجرة الواحدة وهذا يضعف المقاومة الميكانيكية للشجرة.
2) عند عدم تغطية الثقوب بعد الحقن فإن هذه الثقوب تكون مدخلاً سهلاً لبعض العوامل المرضية.
3) يمكن أن يعود اللون الأخضر الطبيعي كلياً أو جزئياً للأوراق إنما على الفرع أو الفروع التي تم حقنها أي تكون المعالجة لجزء من أجزاء الشجرة وتبقى أجزاء منها صفراء.
4) الجهد الكبير الذي تحتاجه هذه الطريقة لاختيار أماكن الثقوب ومن ثم إضافة المادة وتغطية الثقوب.
ج- استخدام شيلات الحديد: يتوفر حالياً في الأسواق العالمية المحلية العديد من مركبات شيلات الحديد والتي تباع تحت أسماء تجارية مختلفة الأساس فيها المادة المخلبية والتي تمسك بالعناصر الغذائية بطريقة المخلب.
Eng\ Jamal h Jahlan
للإطلاع على أهم المواضيع ( هــنـــــا )
أيضا من ( هــنـــــا )
لتنزيل أهم الكتب والمراجع ( هــنـــــا )
أيضا من ( هــنـــــا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق