الزراعة في المياه المالحة
قد يبدو لك العنوان غريباً، لأن النباتات كما عرفنا منذ الماضي لا يمكنها العيش في المياه المالحة لذلك لا يطيق المزارعين القيام بالري باستخدام المياه المالحة، ومن خلال هذا المقال جئنا كي نصحح هذا التعميم الخاطئ فالنباتات مختلفة ودرجة تحملها للملوحة أيضاً مختلفة فقد تجد نباتات حساسيتها عالية للملوحة وقد تجد نباتات شديدة التحمل للملوحة وهناك نباتات تقع بين الاثنتين. إذاً كيف يتم تصنيف النباتات اعتماداً على الملوحة؟ وكيف يمكن استخدام المياه المالحة في الري بحيث لا تؤذي النياتات؟
ما الذي يدفعنا لاستخدام المياه المالحة لري المزروعات؟
بعدما زاد الطلب على المياه العذبة بسبب زيادة عدد السكان توجهت الأنظار إلى مياه البحار كي يتم استغلالها في الزراعة، لذلك أجريت العديد من الدراسات حول إمكانية زراعة النباتات باستخدام المياه المالحة وتم إصدار العديد من النتائج في هذا المجال وكما تم تصنيف النباتات بناء على هذا النوع من المياه للري.
وحتى يتم استخدام المياه المالحة لري النباتات لا بدّ كأول خطوة من معرفة درجة تركيز الملح في الماء حتى يتم تصنيف النباتات بناء عليها، أما عن أصناف النباتات حسب تحملها للملوحة الموجودة في المياه فهي كالتالي:
أولاً – الفاكهة :
- فاكهة حساسة للملوحة : مثل الأجاص، التفاح، الحمضيات، قراصيا، برقوق، لوز، مشمش، خوخ.
- فاكهة متوسطة التحمل للملوحة: مثل زيتون، عنب، تين، رمان.
- فاكهة شديدة التحمل للملوحة: مثل نخيل البلح.
ثانياً – الخضراوات:
- خضراوات حساسة للملوحة: مثل فاصوليا خضراء، فجل إفرنجي، كرفس ، الفول الأخضر، الفراولة.
- خضراوات متوسطة التحمل للملوحة: مثل بندورة، ملفوف، زهرة، بطاطس، بازيلاء، فلفل، خس، جزر، خيار، قرع.
- خضراوات شديدة التحمل للملوحة: مثل البنجر، السبانخ.
ثالثاً – المحاصيل الحقلية: هذه المحاصيل في غالبيتها تتحمل الملوحة ويمكن تصنيفها إلى
- متوسطة التحمل: مثل القمح، الأرز، عباد الشمس، الذرة.
- شديدة التحمل: مثل القطن، الشعير، البرسيم، بنجر السكر.
وهذا لا يعني بأنّ تداول قضية تحمل النبات للملوحة وحده يكفي بل إن نوعية التربة أيضاً لها دورها فهناك بعض انواع الترب غير قادرة على تحمل الملوحة فتصبح سيئة وغير قابلة للزراعة فيها وهذا يؤدي إلى إيذاء النباتات حتى وإن كانت تملك خصائص تجعلها من النباتات شديدة التحمل للملوحة.
ويجب أن نكون على دراية بأن النباتات في عصارتها تملك ضغط اسموزي معين وعليه يجب ان يكون محلول التربة ذو ضغط اسموزي أقل حتى لا تبذل النباتات جهداً في امتصاص المحلول الأرضي. وهذا ما يفسر إمكانية بعض النباتات العيش من خلال ريها بمياه البحار والمحيطات المالحة.
كما أنه يفضل في حالة الري باستخدام مياه البحار مراعاة أن لا تجفّ التربة قدر المستطاع وذلك لأن التربة حينما تجف ستتركز الأملاح عند الجذور ويترتب عليه زيادة الملح في محلول التربة وبالتالي يزداد الضغط الاسموزي الذي يجعل النباتات تبذل جهداً كبيراً في امتصاص محلول التربة وقد لا تحصل على ما تريده منها فتموت.
وقد وُجد أن مياه البحار حتى تصبح صالحة لأنواع من المزروعات فلا بد من تخفيفها باستخدام المياه العذبة حتى ينخفض تركيز الملح فيها.
والحد الأعلى للملوحة "مليموز" المسموح به في ماء الري اعتماداً على نوع التربة ودرجة تحمل النبات للملح كما يلي:
- التربة الرملية:
النخيل : 15 ملليموز.
المحاصيل الحقلية : 10 ملليموز.
البساتين: 8 مليموز.
- التربة الطميية:
النخيل: 8 ملليموز.
المحاصيل الحقلية: 4 ملليموز.
البساتين: 3 مليموز
- التربة الطينية:
النخيل: 1 ملليموز.
المحاصيل الحقلية: 1 ملليموز.
البساتين: 1 مليموز.
Eng\ jamal h jahlan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق