
تعتبر المقاومة صفة طبيعية من صفات النبات وظهور هذه الصفة هو نتيجة للتفاعل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية. وعلى ذلك يمكن أن يكون للبيئة دورا كبيرا في ظهور صفة المقاومة بحيث يمكنها أن تزيد أو تقلل من المقاومة. وتغذية النبات المتزنة بالعناصر الغذائية الضرورية لها دورا هاما في مقاومة النبات فالنبات الضعيف يكون أكثر قابلية للإصابة من النبات القوى ، والتغذية الغير متزنة بالعناصر تؤثر على صفة المقاومة فالتسميد الأزوتى الزائد للكمثرى يساعد على إصابتها بمرض اللفحة النارية بينما التسميد المتوازن بالسماد الأزوتى والبوتاسى يساعد على مقاومة النبات للذبول
والمقاومة إما أن تكون مقاومة النبات لاختراق الطفيل وتشمل جميع التراكيب التى تعوق الاختراق أو مقاومة لتكشف وظهور المرض وتشمل كل التغيرات الحيوية التى تحدث في النشاط البروتوبلازمى بالخلية.
وهناك تفاوت كبير بين النباتات في درجة قابليتها للإصابة وعلى ذلك يمكن تقسيمها كالأتي:
1 – نباتات منيعة:
وهى التى لا يظهر عليها أى أثر للمرض برغم تعرضها لظروف ملائمة لانتشاره. والمناعة تعبير مجازى يعبر عن درجة عالية جدا من المقاومة. وليس هناك على ظهر الأرض نبات منيع لكل الأمراض فالنبات يمكن أن يكون منيعا لمرض ما ومقاوما للإصابة بمرض ثان , قابلا للإصابة بمرض ثالث.2 – نباتات مقاومة:
وهى التى لو تعرضت للإصابة تظهر عليها أعراض المرض ولكن بدرجة طفيفة غير ملحوظة لا تؤثر على حالته، فبعض الأقماح البلدية تعتبر مقاومة لصدأ الساق وشديدة المقاومة لمرض التفحم اللوائى.3 – نباتات قابلة للإصابة:
هى التى تظهر عليها أعراض المرض بدرجة واضحة تؤثر عليها اقتصاديا، فالأقماح الهندية شديدة القابلية للإصابة بصدأ الساق.وتقسم المقاومة في النباتات حسب طبيعة المقاومة إلى نوعين رئيسيين هما:-
أولا: المقاومة التركيبية:
حيث توجد أنسجة أو تراكيب في النبات تسبب المقاومة بعضها يتواجد بشكل طبيعي في خلايا وأنسجة النباتات والبعض الآخر قد يتكون مع حدوث الإصابة ومنها حالات كثيرة كما يلي:-1 – مواعيد فتح الثغر:
لموعد فتح الثغور دورا هاما في مقاومة بعض الأمراض كما في حالة مرض صدأ الساق في القمح حيث وجد أن الأصناف المقاومة تفتح ثغورها متأخرا في أثناء النهار بعد أن يتبخر الماء الحر أو الندى بفعل أشعة الشمس مما يجعل أنابيب إنبات الجراثيم تفشل في الإختراق وتموت بفعل أشعة الشمس فيظل النبات سليم ومقاوم.2 – اتساع فتحة الثغر:
حيث يعتبر ضيق وإتساع فتحة الثغر أحد أسباب المقاومة في النبات كما في مرض تقرح الموالح البكتيرى حيث وجد أن هناك أصناف يوسفي مقاومة تتميز بضيق فتحة الثغر بالقدر الذى لا يسمح بدخول خلايا المسبب البكتيرى بعكس الأصناف القابلة للإصابة التى تكون فتحة الثغر فيها واسعة وتسمح بدخول المسبب المرضى .3 – كفاءة فتح الثغور:
وجد أن فتح الثغور في الأوراق الصغيرة والكبيرة السن لبنجر السكر غير تامة وغير نشطة مما يعوق دخول الفطر المسبب للتبقع السركوسبورى في البنجر وبالتالي الهروب من الإصابة.
4 – سمك طبقة الكيوتيكل:
حيث ثبت أن زيادة سمك طبقة الأديم في الأوراق يكون لها دورا مهما في المقاومة كما في حالة مرض صدأ الكتان والبياض الدقيقى في الفراولة فكلما زادت سمك الطبقة زادت المقاومة .
5 – سمك وصلابة الجدار الخارجي لخلايا البشرة:
كلما زاد سمك وصلابة الجدار الخارجي للبشرة كلما زادت المقاومة فوجود اللجنين في الجدار الخارجى لخلايا البشرة يجعل نبات الأرز مقاوما للفحة.6 – سمك طبقة الإكسودرمس:
تلى طبقة البشرة (الشعيرات الجذرية) في نباتات الفلقة الواحدة وتنشأ بدلا منها طبقة جديدة تسمى بطبقة الإكسودرمس وهى عبارة عن الطبقات الخارجية من خلايا القشرة تصبح جدر خلاياها مغلظة بمادة السوبرين ومن ثم تعمل تلك الطبقة كغلاف واقى للجذر ضد العديد من أمراض الجذور وكلما زاد سمك هذه الطبقة زادت كفاءة الجذر في المقاومة كما في مرض الذبول المتأخر في الذرة الشامية.7 – وجود الخلايا الإسكلرنشيمية:
كلما زادت كمية الخلايا الإسكلرنشيمية الموجودة في ساق النبات زادت مقاومة النبات كما في بعض أمراض أصداء القمح .8 – زوائد البشرة والشعيرات:
حيث وجد أن أصناف البطاطس أو الطماطم التى تتميز بوجود شعيرات كثيفة على الأوراق والمجموع الخضرى تكون أكثر مقاومة من الأصناف القليلة الشعيرات كما في مرض اللفحة المتأخرة.9 – تكوين الأنسجة الفيلينية:
وجد أن تكوين نسيج فللينى يحيط بالطفيل في حالة الإصابة يساهم بدرجة كبيرة في هروب النبات من الإصابة وأن يصبح مقاوما كما في أمراض الجرب العادى والقشرة السوداء في البطاطس .10 – تكوين التيلوزات:
تتكون التيلوزات داخل الأوعية الخشبية وهى عبارة عن إنتفاخات ناتجة من تمدد غشاء الخلايا البرانشيمية المجاورة للوعاء الخشبي وذلك عبر النقر. والتكوين السريع لكميات كبيرة من التيلوزات عقب حدوث الإصابة مباشرة تسد الوعاء الخشبي نسبيا وتمنع انتشار الطفيل داخل الأوعية وتجعل النبات أكثر مقاومة للمرض كما في ذبول الطماطم.11 – تكوين طبقة انفصال:
حيث يتكون حول منطقة الإصابة خلايا ذات جدار رقيق ثم يحدث تحليل لها فتسقط بالجزء المصاب.12 – ترسيب الصموغ:
حيث يحدث ترسيب للصموغ حول منطقة الإصابة في المسافات بين الخلايا فلا يستطيع الطفيل الإنتشار داخل أنسجة النبات ويصبح محاصرا ولا يصل إليه الغذاء ويموت.13- تغميد الهيفا:
عندما يحدث اختراق الهيفات الفطرية للجدار الخلوي فإنه غالبا ما تحاط هذه الهيفات بغمد يتكون نتيجة امتداد الجدر الخلوية والتى تمنع من تقدم وانتشار الفطر داخل الأنسجة.14 – موت الأنسجة وفرط الحساسية:
بعد أن تخترق هيفا الطفيل جدار الخلية الحية وعندما تلامس البروتوبلاست فإن النواة تنتقل مباشرة إلى الهيفا وتتحلل بسرعة وتخرج منها حبيبات بنية شبه راتنجية في السيتوبلازم حول هيفا الطفيل ثم تعم كل سيتوبلازم الخلية ثم يزداد تلون سيتوبلازم الخلية باللون البنى وتبدأ الخلية في الموت وتبدأ هيفا الطفيل أيضا في التحلل والضعف إلى أن تنتهى العملية بموت الخلية النباتية وبداخلها هيفا الفطر المحللة ويتوقف إنتشار الطفيل كما في مرض اللفحة المتأخرة في البطاطس .
بارك الله فيك
ردحذف