تظهر على النبات المريض أعراض وعلامات خاصة تدل على إصابته بمرض ما ، وقد تختلف الأعراض والعلامات التى تظهر على النبات تبعا لنوع المرض ونوع العائل ودرجة مقاومته للمرض والظروف البيئية السائدة.
أولا: الأعراض المرضية:
الأعراض المرضية هى تلك التعبيرات التى يظهرها النبات المريض ليعبر بها عن مرضه وهى ناتجة عن التفاعل بين المسبب المرضى والنبات. وقد تكون هذه الأعراض واضحة للعين المجردة أو ترى بالميكروسكوب أو تقاس فسيولوجيا. وقد تظهر الأعراض في صورة تغيرات موضعية مثل التبقع والعفن والتقرح أو قد تدل على حالة مرضية كيانية عامة مثل تغير لون الأوراق أو الضمور أو الذبول ومن هذه الأعراض :(أ) التغير في اللون:
1- الإصفرار:
وهو تحول اللون الأخضر في النبات إلى اللون الأصفر وقد يعم الإصفرار النبات بأكمله أو أوراقه جميعها أو بعضها أو بعض أجزاءها بسبب تحلل الكلوروفيل نتيجة الإصابة بأمراض الذبول أو الأمراض الفيروسية أو تثبيط بناؤه بسبب نقص بعض العناصر الغذائية كنقص الزنك أو المغنسيوم أو الكلوريد أو بسبب التعرض لعوامل بيئية أخرى غير مناسبة مثل نقص الإضاءة أو التعرض للبرق أو استخدام مبيدات الأعشاب2- التبرقش (الموزايك) والتلطخ والجزر الخضراء:
حيث تظهر على أوراق النبات مناطق صغيرة صفراء اللون أو خضراء باهتة أو داكنة (جزر خضراء) منتشرة في اللون الأخضر العادى للنبات وقد يصحب ذلك تشوهات في شكل الأوراق كما في بعض الأمراض الفيروسية ونقص العناصر كما في تبرقش أوراق الموالح الناتج عن نقص الزنك 03– التخطيط:
يشبه التبرقش إلا أن الأجزاء المتغيرة في اللون تكون على صورة خطوط طولية ضيقة متبادلة مع اللون الأخضر العادي لنباتات ذات الفلقة الواحدة وذلك لان تعريق الاوراق فيها متوازى مثل التخطيط الفيروسي في قصب السكر والذرة.4– الإحمرار:
حيث تظهر الأجزاء المصابة على النباتات بلون أحمر كما في إحمرار أوراق القطن الناشئ عن العطش الفسيولوجى نتيجة زيادة رطوبة التربة أو بسبب نقص عنصر البوتاسيوم أو عنصر الماغنيسيوم .5- تدهور أو تكسر اللون:
حيث يتحول لون الأزهار الزاهى والطبيعى إلى لون شاحب كما في الأمراض الفيروسية التى تصيب بعض نباتات الزينة.6- شفافية وتحزم العروق:
حيث تصبح عروق الأوراق رائقة شفافة أو شاحبة اللون وقد تتحزم العروق بحزام عريض نسبيا ذو لون شاحب أو يبقى الحزام ذو لون أخضر طبيعى محاطا بنسيج شاحب أو مصفر وقد يتحول لون العروق إلى اللون الأصفر وقد يتشوه شكل الأوراق بسبب الإصابة ببعض الأمراضِ الفيروسِية .(ب) موت الخلايا والأنسجة:
1- التلطخ:
وفيها يحدث موت وتحلل للأنسجة بشكل محدود أو غير محدود كما يختلف لون الأنسجة الميتة تبعا لمسبب المرض وقد تتواجد تلك الأعراض على الثمار أو الأوراق وهى تشابه إلى حد كبير مظهر التبقع ولكنها أكبر نسبيا وغير منتظمة الشكل مثل مرض التبقع الشبكى في الشعير واللطخة الأرجوانية في البصل.2- تبقع الأوراق:
تظهر البقع على أنصال الأوراق (في وسط النصل أو على حوافه أو بين العروق) على هيئة مساحات صغيرة ميتة ذات ألوان مختلفة (بنية اللون أو سوداء أو حمراء أو غير ذلك) تبعا لمسبب المرض ودرجة مقاومة العائل كما قد يظهر بها حلقات دائرية مميزة وبتقدم المرض قد تتحد تلك البقع الصغيرة مع بعضها لدرجة قد تعم النصل كله أو جزءا كبيرا منه كما في كثير من أمراض التبقعات كالتبقع البنى في الفول واللفحة المبكرة في البطاطس والطماطم وتبقع رايزوكتونيا على أوراق الدخان وغيرها.3- البثرات:
تعتبر البثرات احدى مظاهر الإصابة بأمراض الأصداء وتتكون تلك البثرات في البداية تحت سطح الأجزاء المصابة مثل الأوراق والساق والأزهار نتيجة لتكون مجاميع كثيفة من جراثيم الفطر أسفل البشرة فتظهر البثرات مرتفعة عن باقى الأنسجة ويؤدى استمرار تكون الجراثيم الى الضغط على بشرة النبات فتنفجر البثرة ويؤدى ذلك الى خروج الجراثيم للهواء الذى يحملها ويعمل على انتشارها. وتأخذ البثرات أيضا أشكالا مختلفة فقد تكون مستديرة أو بيضاوية أو مستطيلة كما أنها قد تأخذ ألوانا مختلفة تبعا للون الجراثيم فقد تكون بيضاء أو رمادية أو حمراء أو صفراء أو برتقالية كما في البثرات اليوريدية أو سوداء أو بنية داكنة اللون كما في البثرات التيليتية للأصداء 04- اللفحة:
وهى الموت المفاجئ السريع للبراعم والثمار الصغيرة والأزهار والأوراق والأفرع الخضرية، وقد تكون اللفحة على جزء من النبات أو جميع أجزاؤه مثل اللفحة النارية في التفاح والكمثرى5- التثقيب:
تتكون بقع ميتة مستديرة تقريبا على الأوراق ثم تسقط هذه الأجزاء الميتة تاركة ثقوب صغيرة كما في مرض تثقب أوراق الحلويات.6- موت الأطراف:
وهو موت تدريجى للفروع يبدأ من القمة ويتجه إلى أسفل كما في مرض موت الأطراف في المانجو .7- التصمغ:
وفيه يصاحب الإصابة المرضية إنتاج إفرازات صمغية كما في مرض تصمغ الحلويات الناتج عن إرتفاع مستوى الماء الأرضى أو تصمغ الموالح الناتج عن إصابة فطرية .8- التعفن:
وفيه تتعفن الأجزاء المصابة من النبات وقد يكون العفن طريا مصحوبا بإفرازات وسوائل من الأنسجة النباتية الميتة كما في العفن البكتيرى لدرنات البطاطس أو العفن الجاف للوز القطن وقد يختلف لون العفن على الأنسجة المصابة فمنها الأزرق والأخضر كما في عفن ثمار الموالح ومنها الأسود كما في العفن الأسود في البصل ومنها البنى كما في عفن درنات البطاطس وقد تكون الأعفان مصحوبة بروائح معينة كما في الفيوزاريوم في درنات البطاطس.9– موت الأعضاء النباتية:
حيث تموت الأوراق أو البراعم أو السيقان أو الثمار أو الدرنات ويتحول لونها إلى اللون البنى أو الأسود. وقد يقتصر الموت على أجزاء صغيرة من العضو .(ج) أعراض الذبول:
وفيه تظهر الأجزاء النباتية ذابلة وتتكرمش الأوراق والقمم النامية وتلتف الأوراق حول نفسها وتتدلى لأسفل ، وهناك نوعان من الذبول هما الذبول المؤقت والذبول الدائم. وفي النوع الأول (الذبول المؤقت) تزول أعراضه بزوال المؤثر وفي الغالب يرجع هذا الذبول الى عطش النباتات بسبب إرتفاع درجة الحرارة وزيادة النتح وإفتقار التربة للماء الكافي لحاجة النبات كما يحدث في ذبول نباتات الذرة أثناء الظهيرة في الصيف وهو ما يسمى بتقييل الذرة والذى يزول بالرى أو إنخفاض درجة الحرارة في المساء. أما النوع الاخر (الذبول الدائم) والذى يطلق عليه أيضا الذبول المرضى وفيه تستديم أعراض الذبول على النباتات حتى تصفر وتموت في النهاية وينقسم الذبول المرضى إلى:(1) ذبول البادرات:
في هذا النوع من الذبول يحدث موت للبادرات قبل ظهورها فوق سطح التربة حيث تهاجمها الفطريات بمجرد إنباتها وينتج عن ذلك نقص لأعداد البادرات التى تظهر فوق سطح التربة وهناك أيضا ذبول وموت للبادرات بعد ظهورها فوق سطح التربة حيث تذبل البادرات الصغيرة وتموت بسرعة نتيجة موت الأنسجة في منطقة السويقة التى يعقبها ذبول وموت للبادرات. وتنشأ الأعراض السابقة نتيجة الإصابة بفطريات الفيوزاريوم أو البيثيوم أو الرايزوكتونيا .(2) ذبول النباتات الكبيرة:
وفي هذا النوع من الذبول تموت النباتات بعد أن تكبر نتيجة لوجود طفيليات داخل الأنسجة الوعائية للنباتات مما يعوق إنتقال الماء إلى الأجزاء المختلفة للنبات ثم يموت النبات فجأة لعدم قدرته على إمتصاص الماء من التربة لتعويض الماء المفقود كما في الذبول البكتيرى للذرة (الشلل) أو ذبول الفيوزاريوم الوعائى في الخضر والفاكهة.(د) التغير في حجم وشكل الأعضاء النباتية:
في هذا النوع من الإصابات يأخذ النبات أو أحد أعضاؤه حجما وشكلا مختلفين عن حجمه وشكله الطبيعى ومن أمثلة ذلك:-1- التقزم وصغر الحجم:
وفيه يصغر حجم الأعضاء النباتية المختلفة كالساق والأوراق والثمار مثل تقزم نباتات القمح المصابة بالتفحم اللوائى وصغر حجم درنات البطاطس نتيجة الإصابة بالفيروسات وتقزم فسائل الموز المصابة بمرض تورد القمة في الموز.2- التضخم أو الزيادة في الحجم:
وفيه يزداد حجم الأعضاء النباتية زيادة كبيرة مع تدهور صفاتها وإنخفاض قيمتها الإقتصادية مثل مرض التدرن التاجى في أشجار الحلويات والتفحم العادى في الذرة الشامية.3– التورد:
وفيه تقصر سلاميات الساق أو الفرع وتتقارب العقد وتتقارب أوراق الفرع وينتج عن ذلك شكل الوردة مثل تورد القمة في الموز ومرض إصفرار الإستر .4- الإنثراكنوز:
وهو عبارة عن بقع من أنسجة ميتة مبعثرة على النسيج النباتى المصاب مثل مرض الإنثراكنوز في ثمار الموز وقرون الفاصوليا .5- الجرب:
وهو عبارة عن بقع مرتفعة محددة خشنة على الأوراق أو الثمار أو الدرنات نتيجة زيادة سرعة إنقسام الخلايا عن المعتاد في الجزء المصاب مثل مرض الجرب العادى في البطاطس ومرض الجرب المسحوقى في البطاطس وجرب التفاح والكمثرى.6- التشوه:
وفيه تأخذ الأعضاء النباتية شكلا مختلفا عن شكلها العادى كما يحدث في حالات الإصابة بالأمراض الفيروسية حيث تظهر الأعراض على الأجزاء النباتية المصابة في صورة إلتفاف أو تجعد للأوراق أو في صورة تشوه للأوراق كما في مرض الورقة المروحية في العنب أو في صورة تورق للأزهار أو في صورة تشوه لشكل الثمار أو كما في مرض تفحم الرأس في الذرة الرفيعة حيث تتحول النورة إلى بثرة تفحمية نتيجة إصابتها بفطر التفحم. وقد يظهر التشوه في صورة أورام على الدرنات والثمار أو في صورة عقد أو بقع ميتة خشنة مرتفعة عن سطح البشرة كما في مرض الجرب أو تخرج الأوراق بطريقة شاذة كما في مرض تورد القمة في الموز حيث تخرج الأوراق مزدحمة من نقطة واحدة .ثانيا: العلامات المرضية:
هى تراكيب خاصة بالمسبب المرضى نفسه والتى قد تكون تراكيب خضرية أو ثمرية والتى تعتبر الدليل المباشر على وجود المرض. ومن العلامات الهامة الدالة على الأمراض وجود الميسيليوم الفطرى والبثرات والأجسام الحجرية والحوامل الجرثومية والأكياس الإسبورانجية والأوعية البكنيدية والثمار الأسكية وقد تكون بعض هذه التراكيب مصحوبة بإفرازات أو روائح مميزة. ولتلك العلامات أهمية كبيرة في التشخيص المرضى والتعرف على والتفريق بين الأمراض النباتية المختلفة والتى قد تتشابه في أعراضها ولكن تختلف مسبباتها كما في كثير من الأمراض الفطرية والفيروسية والفسيولوجية. وتجدر الإشارة إلى أن العلامات المرضية التى تدل على كائن أو كائنات ممرضة معينة قد يمكن ملاحظتها ورؤيتها بالعين المجردة غير أن العلامات التى تكونها بعض من تلك الكائنات الممرضة قد يتطلب فحصها استخدام عدسة مكبرة أو حتى استخدام الميكروسكوب حتى يمكن التعرف عليها.وفيما يلى بعض التراكيب التى تكونها الفطريات على أو داخل النباتات المريضة والتى يمكن الإستدلال بها كعلامات تستخدم في تشخيص المرض النباتى .
1– الغزل الفطرى ( الميسيليوم )
يتكون جسم الغالبية العظمى من الفطريات من مجموعة ضخمة من خيوط دقيقة تسمى بالخيوط الفطرية أو الهيفات (مفردها هيفا) ويطلق عليها جميعها اسم ميسيليوم تكون هيفاته محاطة بجدران خلوية تتكون بصورة رئيسية من السليولوزأو الكيتين (كما في الفطريات الزيجية والأسكية والبازيدية) ويختفي الكيتين تدريجيا مع تقدم الخيط الفطري في العمر ربما نتيجة للتحلل الذاتي.والهيفات الفطرية قد تكون متفرعة أو غير متفرعة كما أنها قد تكون مقسمة بجدر عرضية إلى خلايا كل منها يوجد به نواةواحدةأواثنتين أو تكون ذات أنوية متعددة ، ومن ناحية أخرى قد تكون الهيفات الفطرية غير مقسمة تبدو كخيوط أنبوبية
2– الجسم الحجري:
تتجمع الهيفات لتكوين جسم صلب محكم يسمى الجسم الحجري وفيه تتسع خلايا الهيفات جانبيا مكونة نسيج بارانشيمي كاذب وتصبح خلاياه عديدة الأركان نتيجة لضغط الخلايا على بعضها البعض وقد تبقى جدر الخلايا رقيقة أو تصبح سميكة نوعا ، خاصة في خلايا الطبقات الخارجية التي تكون طبقة واقية تسمى القشرة تحمي الخلايا الداخلية للجسم الحجري.ويختلف شكلها فمنها الكروي أو الأسطواني أو البرميلي أو غير المنتظم وغير ذلك. وتمتلئ الخلايا الداخلية للجسم الحجري بمواد غذائية الأمر الذي يجعل الأجسام الحجرية كأعضاء تخزين فضلا عن قدرتها على تحمل الظروف غير الملائمة فتظل في حالة سكون لفترات زمنية طويلة وتعتبر وسائل فعالة في انتشار الفطريات المتطفلة حيث تلتصق أو تختلط بأجزاء من العائل وعندما تعود الظروف المناسبة قد تنبت الأجسام الحجرية إلى ميسيليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق